مصر .. بيان رسمي بشأن مقتل «مهندس نووي» في الإسكندرية
الأردن .. الخلايلة يصدر تعميماً لمدراء المحافظات بشأن جاهزية المساجد للشتاء
محافظات المملكة ترفع جاهزيتها تزامنًا مع المنخفض الجوي
أمانة عمان تطلق مسار المعمودية
الحكومة الأردنية تنعى رئيس مجلس أوقاف القدس
عباس يعين أيمن قنديل رئيسا للهيئة العامة للمعابر والحدود
الصوراني : المدارس الخاصة لديها خصوصية ولن تلتزم بعقد العمل المؤتمت
بمشاركة الأردن .. اختتام فعاليات التمرين البحري المشترك "الموج الأحمر/8" في السعودية
أزمة مالية تضرب مستشفى خاصاً: الحجز التحفظي على موجوداته بسبب ديون متراكمة تتجاوز 27 مليون دينار
(بالصور) النشامى يختتمون تحضيراتهم لمواجهة تونس ودياً
إدارة السير تضبط ثلاث مركبات نفذت استعراضات خطرة ومتهورة في الشارع العام
"الشؤون السياسية": انتخابات البلديات العام المقبل
"اليرموك" تشارك في إطلاق مشروع دبلوم إدارة الهجرة الدائرية في النمسا
منظمات نيجيرية تنقذ أطفالا متهمين بالسحر
أمنستي: قانون الإعدام التمييزي الإسرائيلي خطوة خطيرة
أوقاف المزار الجنوبي تناقش احتياجات المساجد والتعليمات الخاصة بها
الامم المتحدة تؤكد ان هجمات المستوطنين بالضفة مثيرة للقلق
تركيا تعلق استخدام طائرات "سي-130"
هجمات متبادلة بالطائرات المسيرة وزيلينسكي يزور جبهة زابارورجيا
زاد الاردن الاخباري -
قد يبدو المشهد مألوفًا: هاتف المراهق لا يفارق يده، لكنه يصمت تمامًا حين يرن. يتفاعل عبر التطبيقات، ويرد على عشرات الرسائل، لكنه يتجنب المكالمات الصوتية. هذا السلوك، الذي يثير استغراب الأجيال الأكبر سنًا، ليس مجرد لامبالاة رقمية، بل انعكاس لتحولات نفسية واجتماعية عميقة يعيشها جيل "زد"، الذي نشأ في قلب العالم الرقمي.
لغة جديدة للتواصل.. أساسها "التحكم"
بالنسبة لجيل "زد" (مواليد منتصف التسعينيات حتى مطلع الألفية)، لم تعد المكالمة الصوتية الوسيلة الأساسية للتواصل، بل أصبحت استثناءً للحالات الطارئة.
وسائل التواصل الطبيعية لديهم تشمل: الرسائل النصية، التسجيلات الصوتية القصيرة، ومحادثات التطبيقات.
السبب الجوهري يكمن في الرغبة بالتحكم الكامل في التفاعل. فالرسائل تمنح مساحة آمنة للتفكير، والكتابة، والتعديل، والحذف، وتأجيل الرد.
في المقابل، المكالمة الهاتفية تتطلب استجابة فورية وعفوية، وهو ما يمثل عبئًا نفسيًا في عالم يعيشه المراهقون تحت ضغط الصورة الاجتماعية والخوف من الحكم عليهم.
التحليل النفسي: "فوبيا الهاتف" شكل من أشكال الرهاب الاجتماعي
توضح الدكتورة سحر طلعت، المتخصصة في علاج الصدمات النفسية، أن ظاهرة الخوف من المكالمات هي في جوهرها أحد أشكال الرهاب الاجتماعي. وتقول:
"يشعر المصاب بأن وجوده في موقف تواصلي مباشر يعرضه للحكم أو النقد من الآخرين، فيميل إلى العزلة وتقليص تواصله إلى الحد الأدنى"
وتضيف أن البيئة الرقمية ساعدت على نمو هذه الفوبيا، حيث يفضل المصابون بها الكتابة خوفًا من الخطأ أو الظهور بصورة غير مناسبة أمام الآخرين.
بين السيطرة والخوف من العفوية
ترى الدكتورة سحر أن جيل "زد" نشأ في بيئة رقمية تزيد من حساسيته تجاه صورته أمام الآخرين.
وسائل التواصل الاجتماعي خلقت واقعًا من المقارنة المستمرة والقلق النفسي، ما عزز شعورًا بالنقص.
الرسائل تمنح "شعورًا بالتحكم" والأمان، بينما المكالمات الهاتفية قد تأتي بمفاجآت غير متوقعة.
لكنها تحذر من أن هذا السلوك، رغم الراحة المؤقتة، يعزز العزلة ويضعف الروابط الإنسانية، فدفء الصوت البشري لا يمكن للرموز التعبيرية أن تعوضه.
آداب رقمية جديدة: هل أصبح الاتصال المفاجئ "وقاحة"؟
ما يبدو للأجيال الأكبر سنًا جفاءً، هو بالنسبة لجيل "زد" قواعد لياقة رقمية جديدة.
فالرسائل مثل: "هل عندك وقت للمكالمة؟" أصبحت علامة احترام للخصوصية.
الاتصال المفاجئ يُعتبر اقتحامًا لمساحة شخصية، وتحقيقًا للضغط النفسي على المراهق.
وتقول زهرة شلبي، فتاة تبلغ 16 عامًا: "أحيانًا أترك الهاتف على الوضع الصامت فقط لأحصل على بعض السلام".
نصائح للأهل ومن يعاني من الفوبيا
تنصح الدكتورة سحر الأهالي بعدم الضغط على أبنائهم، فالأمر انعكاس طبيعي لعصر سريع التغير.
ولمن يعاني من الخوف، تقترح البدء بخطوات صغيرة، مثل إجراء مكالمة قصيرة مع شخص يشعر بالراحة معه، وممارسة تمارين التنفس قبل الرد.
وتختتم قائلة: "في زمن السرعة والتشتت، علينا أن نتذكر أن الصوت البشري يذكرنا بأننا بشر قبل أن نكون مستخدمين لتطبيقات"، مشيرة إلى أهمية إعادة التواصل الصوتي تدريجيًا لتعزيز الروابط الإنسانية.