أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الاحتلال يعلن اغتيال ثلاثة من حزب الله بجنوب لبنان الأردن يشارك في اجتماع مجلس وزراء النقل العرب بالقاهرة العيسوي: مواقف الملك الثابتة تجسّد شجاعة القيادة الهاشمية في الدفاع عن الوطن وقضايا الأمة 9 اتفاقيات في العقبة لتدريب 400 شاب وتأهيلهم لسوق العمل الاتصال الحكومي تبدأ تقييم أداء الناطقين الإعلاميين لتطوير قدراتهم المهنية مؤشر "نيكي" الياباني يرتفع أكثر من 1بالمئة نتنياهو: تمكنا من إزالة التهديد النووي والباليستي الذي شكلته إيران ترامب يطالب جميع مراقبي الحركة الجوية الأميركيين بالعودة للعمل توقف مؤقت لخدمة "كليك" في الأردن لمدة 8 ساعات لتحديث البنية التحتية العميد المتقاعد الشرفات مستشارا في قطر رئيس هيئة الأركان يتابع تمرين 'صهيل العاديات' لتعزيز الجاهزية القتالية الإمارات .. شركة تطالب موظفين بمليون درهم تعويضاً عن إفشاء أسرار العمل إسرائيل تهاجم رئيس وزراء النرويج الأمن العام : العثور على جزء من قدم بشرية في منطقة عين الباشا السيسي يحمل شويغو رسالة خاصة لبوتين القضاء الفرنسي يأمر بالإفراج عن ساركوزي مباحثات أميركية – إسرائيلية في القدس بشأن غزة الأجهزة الأمنية تتعامل مع حقيبة فارغة بمجمع سفريات عمّان في إربد 242 شهيدا في غزة منذ وقف إطلاق النار مهم للطلبة الجامعيين في الاردن حول الاستفادة من المنح الدراسية
لغة المال والتفاهة
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة لغة المال والتفاهة

لغة المال والتفاهة

14-10-2025 06:32 AM

لا تتكلم وجيوبك فارغة لأن العالم لم يعد يسمع منطق العقول بل يطرب لصوت البطاقات اللامعة التي تُسحب من محافظ المظاهر
حين يتحدث المال يُخرس كل حكمة وتُطوى كتب الفطنة ويصبح صاحب الجيب المثقوب آخر من يُستشار
في زمن تحول فيه الثراء إلى شهادة عبور والسطحية إلى وسام شرف
أما الفارغون من المعنى فقد صاروا رموزاً يوزعون الخبرة في الحياة عبر مقاطع مصورة خلف سيارات فارهة أو في مقاهٍ تتساقط فيها الكلمات الرنانة كأنها فلسفة وهم في الحقيقة لا يعرفون الفرق بين الوعي والواي فاي

تراهم يظنون أن الإنجاز هو عدد من المتابعين وأن القيمة تُقاس بعدد الإعجابات وأن المجد يُختصر في منشور يكتبونه بنبرة الحكيم بينما هو لا يملك من الحكمة سوى مرشح الصورة يطل أحدهم من نافذة وهمه ليقول أنا حررت الوعي أو أنقذت الوطن أو حطمت القيود وهو في الحقيقة لم يحطم سوى حصالة نقوده ليشتري مظهراً زائفاً من متجر العقول المستعملة

إنه زمن صعد فيه المدمن إلى منصة البطولة وصار المتسول الفكري معلماً للأجيال وصار الكذب وسيلة تسويق للذات ووساماً يُعلّق على صدور الكاذبين وحين ترى الناس تصفق لتافه وتؤمن بسفيه وتدافع عن مهرج فاعلم أنك في زمن لا يحترم القيمة بل يحترم المظهر ولا يسأل عن الجوهر بل عن نوع الهاتف الذي تكتب منه رأيك

لقد تحول الشباب إلى ضحايا شاشة كبيرة تبرمجهم على أن النجاح صورة وأن التفاهة حرية وأن الجد هو عبث وتحوّل التفكير إلى رفاهية لا يطيقونها لأنهم اعتادوا على وجبات سريعة من الوهم كل فكرة جاهزة ومعلبة وكل رأي نسخة من رأي سابق وكل وعي مؤجل إلى إشعار آخر

أيها الشاب الذي يقيس قيمته بعدد المشاهدات تذكّر أن التاريخ لا يحفظ المنشورات ولا الإعجابات بل يحفظ الأثر ويحفظ من صنع فكرة أو زرع وعياً أو واجه الباطل بصدق لا من غنى على أنقاض الفقراء ولا من باع رأيه بثمن هاتف جديد ولا من التقط صورة في مظاهرة ليقال عنه ثائر

المجتمع الذي يجعل من التافه بطلاً سيصحو يوماً ليكتشف أن أبطاله لا يجيدون سوى التصوير وأن قادته لا يقودون سوى أنفسهم نحو الضياع وأن المال الذي كان وسيلة صار هو الغاية وأن القيم التي كانت شرفاً صارت عبئاً وأن الحقيقة التي كانت نوراً صارت كابوساً في زمن الإعلانات

فلا تظن أنك في القمة لأنك ترتدي ما يلمع أو لأنك تتحدث بما يثير الإعجاب أنت في المنحدر حين تظن أن الوعي موضة وأن الفهم ترف وأن الحياة تُقاس بما تملك لا بما تقدم وأخطر من الفقر أن تكون فقيراً في الفكر وغنياً في المظاهر لأنك حينها تبيع نفسك لمن يشتريها بثمن صورة

تكلم حين يكون لحديثك قيمة لا حين يكون لجيبك وزن فالكلمة الصادقة أغنى من الذهب في زمن التزييف والسكوت عن التفاهة مشاركة في الجريمة والصعود الزائف سيسقط حين يصحو الناس يوماً على الحقيقة أن الثراء ليس عقلاً وأن المظاهر لا تبني وطناً وأن البطولات لا تُقاس بعدد المتابعين بل بعدد من وعيتهم بكلمة








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع