أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الأحد .. أجواء معتدلة الى مائلة للحرارة الأردن في المرتبة 85 عالميا والثامنة عربيا في متوسط الرواتب جدل طبي وتشريعي في الأردن حول حق أطباء الأسنان بممارسة التجميل غير الجراحي بنك الدواء الأردني ينفي تصريحات منسوبة لمديرته ويعتذر للمؤسسة العامة للغذاء والدواء عن اللبس حتى لو اقترضت الحكومة ! .. نواب يطالبون بزيادة رواتب القطاع العام في الاردن الخارجية البريطانية: مستودعات الأردن ممتلئة بالمساعدات ويجب فتح المعابر لغزة طقس العرب: 3 أسباب علمية وراء ضعف الأمطار وغياب الحالات الجوية تزايد في تأخير الرحلات الجوية بالولايات المتحدة جراء الإغلاق الحكومي شركة أردنية متورطة في قضية فساد كبرى في ليبيا .. تفاصيل إصابتان بتماسٍّ كهربائي في مصعدٍ بإربد أمانة عمّان تزيل أكثر من 9050 حاجزا وعائقا الغذاء والدواء الأردنية ترد على بنك الدواء الخيري .. وتصحح وتحذر ولي العهد يؤدي اليمين الدستورية نائبًا للملك وزير الثقافة يشارك في مهرجان "فريج الفن والتصميم" بقطر الدفاع المدني يتعامل مع حادث سير مروع قرب أم صيحون وأنباء عن وقوع إصابات خطرة الشاكر : مؤشرات ايجابية للموسم المطري الترخيص المتنقل "المسائي" بلواء بني عبيد غدا إدارة السير تضبط مركبة شاركت في موكب زفاف أغلق الطريق وعرض حياة المواطنين للخطر الدعم السريع: أبو لولو قيد المحاكمة في دارفور المؤسسةالعامة للغذاء والدواء: العمل مستمر على مشروع تتبع الأدوية إلكترونيًا
إسرائيل ومحور فيلادلفيا ، هندسة أمنية لاحتلال جديد أم استراتيجية دفاع متقدمة؟!! د. رعد مبيضين .
الصفحة الرئيسية آراء و أقلام إسرائيل ومحور فيلادلفيا ، هندسة أمنية لاحتلال...

إسرائيل ومحور فيلادلفيا ، هندسة أمنية لاحتلال جديد أم استراتيجية دفاع متقدمة؟!!

11-10-2025 01:40 AM

منذ سيطرة الجيش الإسرائيلي على محور فيلادلفيا في مايو 2024، لم تعد غزة مجرد ساحة حرب تقليدية، بل تحوّلت إلى مختبر جيوسياسي جديد لإعادة تعريف مفاهيم "الأمن الوقائي" و"الاحتلال الذكي" ، ومع التسريبات العبرية التي تفيد بأن إسرائيل أبلغت الولايات المتحدة نيتها الاحتفاظ بثلاث مناطق في غزة، بينها محور فيلادلفيا وتلة المنطار والمنطقة العازلة، تعود الأسئلة الكبرى إلى الواجهة :
هل نحن أمام انسحاب تكتيكي أم ترسيم لوجود طويل الأمد يُعيد رسم خريطة السيطرة في القطاع؟!! وللإجابة على هذه التساؤلات علينا دراسة النقاط التالية بعمق ، وهي على النحو التالي :
أولاً: محور فيلادلفيا ... الجغرافيا التي تصنع القرار ، سيما وأن محور فيلادلفيا (Philadelphi Corridor) ليس مجرّد شريط حدودي بطول 14 كم وعرض 100 متر يفصل بين غزة ومصر، بل هو رئة أمنية بالنسبة لإسرائيل ومصر على حد سواء ، فعبره كانت تمرّ لعقود شبكة الأنفاق التي موّلت تسليح الفصائل الفلسطينية ومهّدت لنمو اقتصاد موازٍ خارج الرقابة الرسمية ، وسيطرة إسرائيل على هذا المحور، بعد معارك ميدانية معقدة في مايو 2024، أعادت خلط الأوراق السياسية والأمنية ، بالتالي
إذ ترى إسرائيل أن هذا الممر هو "حاجز أمني ضروري" لمنع تهريب الأسلحة، فإن القاهرة تعتبره خطاً أحمر للسيادة المصرية، وترفض أي وجود عسكري إسرائيلي على حدودها، مهما كان مبرره الأمني.
ثانياً: ثلاث مناطق استراتيجية... رؤية إسرائيلية لما بعد الحرب ، ووفقاً لتقارير عبرية نقلها المراسل العسكري لهيئة البث الإسرائيلية إيتاي بلومنتال، أبلغت إسرائيل الولايات المتحدة نيتها الاحتفاظ بثلاثة مواقع استراتيجية في غزة خلال السنوات المقبلة :
1. المنطقة العازلة المحيطة بالقطاع، والتي توسعت لتشمل ما يقارب 62 كم²، أي نحو 17% من مساحة غزة، بحجة منع تسلل المسلحين وعودة السكان إلى الحدود.
2. محور فيلادلفيا على الحدود مع مصر، بصفته شرياناً أمنياً استراتيجياً لإغلاق مسارات التهريب تحت الأرض.
3. تلة الـ70 (تل المنطار) في حي الشجاعية، وهي مرتفع استراتيجي يتيح سيطرة نارية ورصدية على مساحات واسعة من شمال القطاع.
وهذه المواقع الثلاثة، من وجهة النظر العسكرية الإسرائيلية، تُشكّل مثلث السيطرة الميدانية الذي يضمن لإسرائيل ما تصفه بـ"الردع الوقائي" حتى بعد أي انسحاب أو وقف للعمليات.
ثالثاً: القراءة الأمريكية – بين التفهم والضغط ، فالولايات المتحدة، رغم انتقاداتها العلنية لتصاعد الأزمة الإنسانية في غزة، تتفهم منطق إسرائيل الأمني في الممرات الحساسة ، ولكنها في الوقت ذاته تواجه معادلة صعبة : من حيث استمرار الدعم العسكري (بصفقات تتجاوز 8 مليارات دولار في 2024) ، ومقابل ضغط متزايد من الكونغرس والرأي العام والمنظمات الدولية لوقف الحرب والسماح بدخول المساعدات ، فإن الإدارة الأمريكية تميل – وفق تسريبات من البيت الأبيض – إلى قبول وجود أمني محدود ومؤقت في بعض المناطق، بشرط أن يكون تحت إشراف دولي أو ضمن ترتيبات ثلاثية تشمل مصر والسلطة الفلسطينية.
رابعاً: الموقف المصري – سيادة غير قابلة للمساومة ، فالقاهرة عبّرت أكثر من مرة، وبوضوح تام، عن رفضها القاطع لأي وجود عسكري إسرائيلي في محور فيلادلفيا ، سيما وأن منظور الأمن القومي المصري يرى أن إسرائيل على حدود سيناء تعني فتح جرح استراتيجي يمكن أن يهدد استقرار الجبهة الغربية برمّتها ، كما تخشى مصر من أن يؤدي بقاء إسرائيل في المحور إلى فصل جغرافي دائم بين غزة ومصر، ما يفتح الباب لتفسيرات دولية خطيرة تتعلق بتصفية القضية الفلسطينية جغرافياً عبر "نقل الكثافة السكانية" أو "مناطق عازلة ديموغرافية".
خامساً: الانعكاسات القانونية والإنسانية ، حيث أن وجود قوات إسرائيلية طويل الأمد داخل أراضٍ فلسطينية بعد انتهاء العمليات القتالية يُعدّ – وفق القانون الدولي الإنساني – استمراراً لحالة الاحتلال، لا "ضماناً أمنياً" ، لهذا فإن
هذا الوجود يمكن أن يعرّض إسرائيل إلى مساءلات أمام محكمة الجنايات الدولية في حال ترافق مع تهجير للسكان أو مصادرة أراضٍ أو تعطيل عودة المدنيين ، فضلا عن أن إنشاء "منطقة عازلة" واسعة يهدد بتحويل أجزاء من غزة إلى مناطق غير صالحة للحياة البشرية، ويعمّق الكارثة الإنسانية القائمة.
سادساً: الدلالات الإستراتيجية الأعمق ، فمن زاوية تحليلية بحتة، يمكن فهم نية إسرائيل الاحتفاظ بهذه المواقع كجزء من استراتيجية أمنية هجينة تجمع بين الردع التقليدي والاحتلال المرن ،فهي لا تريد العودة إلى احتلال كامل للقطاع، لكنها تسعى إلى "احتلال وظيفي" : من خلال
السيطرة على النقاط الحيوية (الحدود، المرتفعات، الممرات) مع ترك العبء الإداري والإنساني على الآخرين ، وبهذا الشكل، تنقل إسرائيل عبء الحُكم دون أن تتخلى عن أدوات السيطرة، ما يجعلها "تدير غزة عن بُعد" من خلال السيطرة الجغرافية الذكية.
سابعاً: السيناريوهات المستقبلية :
1. سيناريو بقاء مشروط: بقاء إسرائيلي جزئي مؤقت في محور فيلادلفيا وتلة المنطار ضمن تفاهم ثلاثي أميركي–مصري–إسرائيلي.
2. سيناريو الانسحاب التدريجي: انسحاب مرحلي مترافق مع نشر مراقبين دوليين أو قوة عربية رمزية.
3. سيناريو التصعيد السياسي: رفض مصري قاطع يقود إلى أزمة دبلوماسية مفتوحة بين القاهرة وتل أبيب.
4. سيناريو التدويل: دخول الأمم المتحدة أو الاتحاد الأوروبي على خط إدارة الحدود كحل وسط.
من خلال ما سبق نستطيع القول أن إسرائيل تسعى عبر هذا الترتيب الجديد إلى تحويل النصر التكتيكي في غزة إلى مكسب استراتيجي دائم ، ولكن هذا المسار محفوف بالمخاطر، إذ قد يُعيد تعريف الصراع من كونه "حرباً على حماس" إلى نزاع مفتوح على السيادة والشرعية ، خاصة وأن محور فيلادلفيا قد يتحوّل من ممر أمني إلى مفصل تاريخي يعيد تشكيل العلاقة بين إسرائيل ومصر، ويؤسس لمرحلة جديدة من الجغرافيا السياسية في الشرق الأوسط ، وفي النهاية يظل السؤال مفتوحاً : هل يمكن لأي " هندسة أمنية " أن تضمن سلاماً حقيقيا إذا بنيت على جغرافيا الخوف بدل جغرافيا الثقة ؟!! خادم الإنسانية .
مؤسس هيئة الدعوة الإنسانية والأمن الإنساني على المستوى العالمي .








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع