أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الأحد .. أجواء معتدلة الى مائلة للحرارة الأردن في المرتبة 85 عالميا والثامنة عربيا في متوسط الرواتب جدل طبي وتشريعي في الأردن حول حق أطباء الأسنان بممارسة التجميل غير الجراحي بنك الدواء الأردني ينفي تصريحات منسوبة لمديرته ويعتذر للمؤسسة العامة للغذاء والدواء عن اللبس حتى لو اقترضت الحكومة ! .. نواب يطالبون بزيادة رواتب القطاع العام في الاردن الخارجية البريطانية: مستودعات الأردن ممتلئة بالمساعدات ويجب فتح المعابر لغزة طقس العرب: 3 أسباب علمية وراء ضعف الأمطار وغياب الحالات الجوية تزايد في تأخير الرحلات الجوية بالولايات المتحدة جراء الإغلاق الحكومي شركة أردنية متورطة في قضية فساد كبرى في ليبيا .. تفاصيل إصابتان بتماسٍّ كهربائي في مصعدٍ بإربد أمانة عمّان تزيل أكثر من 9050 حاجزا وعائقا الغذاء والدواء الأردنية ترد على بنك الدواء الخيري .. وتصحح وتحذر ولي العهد يؤدي اليمين الدستورية نائبًا للملك وزير الثقافة يشارك في مهرجان "فريج الفن والتصميم" بقطر الدفاع المدني يتعامل مع حادث سير مروع قرب أم صيحون وأنباء عن وقوع إصابات خطرة الشاكر : مؤشرات ايجابية للموسم المطري الترخيص المتنقل "المسائي" بلواء بني عبيد غدا إدارة السير تضبط مركبة شاركت في موكب زفاف أغلق الطريق وعرض حياة المواطنين للخطر الدعم السريع: أبو لولو قيد المحاكمة في دارفور المؤسسةالعامة للغذاء والدواء: العمل مستمر على مشروع تتبع الأدوية إلكترونيًا
أسواق بلا بوصلة… وهوية على المحك
الصفحة الرئيسية آراء و أقلام أسواق بلا بوصلة… وهوية على المحك

أسواق بلا بوصلة… وهوية على المحك

05-10-2025 06:40 AM

لا يختلف اثنان على أن التداخل الحضاري يضفي على المشهد الثقافي ثراءً بصريًا وفكريًا، ويمنح الأسواق الشعبية ملمسًا متنوعًا يجذب الزوار. لكن هذا التداخل، إذا ما تجاوز حدوده الطبيعية، يتحول إلى تهديد صامت للهوية الوطنية، يطال خصوصيتها ويمس وضوحها.

ففي جولة سريعة داخل بعض أسواق التراث الأردنية، يجد المرء نفسه أمام مشهد يختلط فيه الأصل بالوافد: المطرزات الفلسطينية تتدلى من الأبواب، الشماغ الأردني يجاور الكوفية، والحرف اليدوية تتقاسم الأرفف بلا حدود واضحة. وهنا يطرح السؤال نفسه: أين يبدأ الأردني الأصيل وأين ينتهي؟ وهل يمكن للزائر العابر أن يميز ملامح المكان وسط هذا الزحام من الرموز؟

إن التاريخ يعلمنا أن الحضارات لا تعيش في عزلة، وأن التفاعل بين الشعوب كان دائمًا مصدر قوة وإثراء. غير أن الخطر يكمن حين يذوب الفارق بين ما هو امتداد طبيعي للهوية، وما هو طمس تدريجي لملامحها. وعندها تتحول الأسواق التي يُفترض أن تكون مرايا للذات الوطنية إلى مسرح مشوش، يضيع فيه الصوت الأردني وسط صدى الآخرين.

المفارقة الأكثر إيلامًا أن هذه الأسواق تُترك لتتشكل وحدها بلا رؤية واضحة، وكأن الهوية الوطنية شأن ثانوي لا يستحق الحماية. الجهات المسؤولة تكتفي بالمراقبة عن بعد، فيما تستغل المساحات لعرض منتجات غير أردنية تحت شعار "التنوع". لكن الحقيقة أن غياب السياسات الحازمة في تنظيم هذه الأسواق ودعم المنتج المحلي، ليس مجرد تقصير إداري عابر، بل تهديد مباشر故 لذاكرة المكان ومعالمه الخاصة.

إن أسواق التراث ليست مجرد أماكن للبيع والشراء، بل هي ذاكرة جمعية ورسالة عن الذات. وحين تبهت هذه الرسالة، يصبح من المشروع أن نتساءل: هل نريد لهذه الأسواق أن تكون مرآة نقية للهوية الأردنية، أم مجرد مساحة مفتوحة تختلط فيها الأصوات حتى يضيع الأصل في الصدى؟

إن المطلوب اليوم مبادرات عملية تحمي خصوصية التراث الأردني: دعم الحرف المحلية، تخصيص مساحات واضحة للمنتج الوطني، وتشجيع الفعاليات التي تعرّف الزوار على ملامح الهوية الأردنية الأصيلة. فالتداخل الحضاري قيمة مضافة لا غنى عنها، لكنه لا يجوز أن يتحول إلى أداة لمحو الأصل. الهوية لا تُستعار، بل تُصان.








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع