أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
انطلاق معسكر النشاط الرياضي والبدني في مركز شابات الصوانية لولا: البرازيل قد "تردّ بالمثل" على رسوم ترمب الجمركية "إدارة الموانئ": انخفاض حوادث ميناء العقبة أكثر من 80% المنتخب الوطني يتراجع مركزين تمديد إغلاق قرية ألعاب المغامرة بمحمية غابات عجلون المصري: صلاحيات كاملة للجان البلديات المؤقتة ومماثلة للمجالس المنتخبة رسوم جمركية أمريكية جديدة على ثلاث دول عربية الصين: الرسوم الجمركية "التعسفية" لا تخدم أحدا مؤشر "فوتسي 100" البريطاني يسجّل أعلى مستوى قياسي مع تراجع المخاوف من الحروب التجارية بالأسماء .. أمانة عمان تنذر 26 موظفًا ارتفاع التضخم في الأردن 1.98% للنصف الأول من العام الحالي براءة اختراع لفريق بحثي من "اليرموك" لتطوير تركيبة خرسانية معدلة تخريج دورة "طلب النيران" في لواء سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان السفارة المكسيكية تحتفي بمرور 50 عاماً على العلاقات مع الأردن بدء مراسم غسل الكعبة المشرفة رئيس الوزراء يضع حجر الأساس لمشروع خزّان الأمونيا الجديد في العقبة مياه عجلون: عطاءات ومشاريع جديدة لمواجهة الانقطاعات المتكررة الاحتلال يعتقل 30 فلسطينيا على الأقل من الضّفة صندوق النقد: الأردن يتجه لإشراك القطاع الخاص لمعالجة نصف مياه الصرف الصحي زامير: حرب غزة من أكثر حروب "إسرائيل" تعقيدا وصعوبة
ماذا لو تم اغتيال المرشد الأعلى علي خامنئي؟!! د. رعد مبيضين .
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة ماذا لو تم اغتيال المرشد الأعلى علي خامنئي؟!!

ماذا لو تم اغتيال المرشد الأعلى علي خامنئي؟!!

21-06-2025 08:58 AM

في تقديرنا أن اللحظة السياسية الراهنة تقتضي منا قراءة استراتيجية في احتمالات الداخل الإيراني وانعكاسات الإقليم ، في ظل تصاعد التوتر الإقليمي بالشرق الأوسط، في الوقت الذي يثار فيه تساؤل خطير ومفصلي في مراكز التفكير الاستراتيجي: ماذا لو تم اغتيال المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية، آية الله علي خامنئي؟!! سؤال ليس خياليًا بقدر ما هو فرضية مشروعة في ظل تشابك العوامل الداخلية والخارجية المحيطة بإيران، ونظرًا لموقع المرشد الأعلى المحوري في النظام السياسي والديني والعسكري الإيراني ، لا بد لنا من التوقف عند عدة نقاط منها :
أولًا: مكانة المرشد الأعلى في هيكل النظام الإيراني ، فالمرشد الأعلى في إيران ليس فقط قائدًا روحانيًا، بل هو القطب الذي تدور حوله كافة المؤسسات السيادية ، فهو القائد العام للقوات المسلحة، وله الكلمة الفصل في السياسة الخارجية، والإشراف على القضاء، ومراقبة التوازنات بين السلطات الثلاث ، وعليه، فإن أي تهديد لحياته، أو اغتياله فعليًا، يُعد زلزالًا سياسيًا من العيار الثقيل قد يعصف ببنية الجمهورية ذاتها.
ثانيًا: المسار الدستوري بعد وفاة أو اغتيال المرشد ، حيث تنص المادة (111) من الدستور الإيراني على أن مجلس القيادة المؤقت – المكوّن من رئيس الجمهورية، ورئيس السلطة القضائية، وأحد فقهاء مجلس صيانة الدستور – يتولى مسؤوليات المرشد مؤقتًا، إلى أن يُجتمع مجلس خبراء القيادة لاختيار مرشد جديد ، هذا السيناريو يفترض بقاء النظام متماسكًا ومسيطرًا أمنيًا في مواجهة أية فوضى سياسية أو شعبية قد تنجم عن الفراغ القيادي المفاجئ ، لكن اللافت أن هذا "النص الدستوري" لا يأخذ بعين الاعتبار الانقسامات العميقة داخل النخبة الحاكمة، بين التيار المحافظ التقليدي، والحرس الثوري الطامح بالمزيد من السلطة، من جهة، وبين ما تبقى من تيارات إصلاحية ورموز تكنوقراطية، من جهة أخرى.
ثالثًا: السيناريوهات المحتملة بعد الاغتيال :
1. تعيين مرشد بديل بسرعة ، وهذا السيناريو الأكثر واقعية ، و يتمثل في تحرك عاجل من مجلس الخبراء لتعيين خلف لخامنئي، قد يكون نجله "مجتبى خامنئي" – المدعوم من التيار الأمني – أو شخصية ذات وزن فقهـي مثل "آية الله علي رضا أعرافي" ، سيما وأن الهدف هنا هو الحفاظ على هيبة الدولة وتماسكها.
2. انقلاب ناعم بقيادة الحرس الثوري ، في حال
فشل مجلس الخبراء في اختيار مرشد يحظى بالإجماع، قد يبادر الحرس الثوري إلى التدخل المباشر، سواء بإعلان مجلس قيادي، أو تحويل النظام إلى قيادة عسكرية مؤقتة بذريعة الحفاظ على "ثوابت الثورة" ، و هذا سيناريو يضع إيران في مسار مشابه لما عرفته باكستان أو مصر في مراحل ما بعد الصدمة السياسية.
3. انفجار اجتماعي داخلي ، بسبب الفراغ القيادي المفاجئ فقد يُشعل الشارع الإيراني المأزوم أصلًا بسبب الاقتصاد والعقوبات، خصوصًا في حال ترافق مع اتهامات لفصائل داخلية أو تدخل خارجي ، فضلاً عن أن الفئات المهمشة أو المعارِضة قد تستغل اللحظة للمطالبة بتغيير النظام، أو على الأقل فتح نقاش وطني حول مستقبل الجمهورية الإسلامية نفسها.
رابعًا: الرد العسكري الإقليمي المتوقع ، فبحسب تقارير متعددة (The Guardian, Reuters, Times of India)، فإن الرد الإيراني سيكون واسعًا وقاسيًا إذا ثبت أن عملية الاغتيال تمت عبر طرف خارجي، وخاصة إذا كانت إسرائيل أو الولايات المتحدة متورطتين بشكل مباشر أو غير مباشر.
وقد يشمل الرد :
قصف صاروخي على تل أبيب أو منشآت عسكرية أمريكية في الخليج ، بالتزامن مع
هجمات من حزب الله على الجبهة الشمالية لإسرائيل ، إضافة إلى عمليات سيبرانية تستهدف بنى تحتية غربية ، هذا عدا عن تفجير الجبهات الإقليمية عبر أذرع إيران في سوريا، العراق، اليمن، ولبنان ، وهذا التصعيد قد يدخل المنطقة في دوامة حرب شاملة، مع استقطاب دولي بين معسكري "الممانعة" و"التحالف الغربي"، لا سيما إذا تحركت روسيا أو الصين لحماية المصالح الإيرانية.
خامسًا: الموقف الدولي والرهانات الجيوسياسية ، ففي حال اغتيال خامنئي، ستتسارع مواقف متباينة :
فالولايات المتحدة ستحاول احتواء الموقف لمنع تفجر مواجهة مفتوحة، لكنها قد تجد نفسها في موقع الدفاع السياسي، خاصة إذا اتُّهمت بالمشاركة أو التواطؤ ، أما
إسرائيل ستُواجه خطر الانتقام المباشر، وربما تختار سياسة الردع الاستباقي ، و
الاتحاد الأوروبي سيطالب بالتحقيق ووقف التصعيد، خوفًا من أزمة لاجئين جديدة وأضرار اقتصادية ، أما
روسيا والصين قد تساندان طهران سياسيًا وربما لوجستيًا، بحكم المصالح المتشابكة في ملف العقوبات والطاقة.
سادسًا: احتمالات إعادة تشكيل النظام ، لأن الفرصة التي قد تنشأ من مقتل خامنئي هي إعادة النظر في بنية النظام الإيراني نفسه ، و هناك دعوات إصلاحية تدعو لتحويل النظام إلى "جمهورية إسلامية مدنية" بدلاً من "ولاية الفقيه المطلقة"، أو على الأقل تحديد سلطات المرشد الجديد ، لكن في المقابل، قد يتحول الحدث إلى ذريعة لفرض مزيد من الحكم الأمني والقبضة الحديدية، مما يُجهز على أي أمل في التغيير السلمي.
والخلاصة يبقى اغتيال خامنئي ، لحظة بين الفوضى والفرصة ، سيما وأن اغتيال المرشد الأعلى علي خامنئي – إن حدث – لن يكون مجرد حادث أمني أو عمل استخباراتي، بل سيكون نقطة تحوّل محورية في تاريخ الجمهورية الإسلامية ، فهو إما أن يُطلق مرحلة من الفوضى الإقليمية والصراع الوجودي، أو يفتح ثغرة في الجدار المغلق للنظام الإيراني تسمح بمراجعة عميقة للسلطة والدولة ، وفي كل الأحوال، فإن العالم لن يكون كما كان، والشرق الأوسط سيدخل فصلًا أكثر تعقيدًا من كل ما عرفه سابقًا ... !! خادم الإنسانية .
مؤسس هيئة الدعوة الإنسانية والأمن الإنساني على المستوى العالمي .








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع