يا سادة يا كرام، يا عشاق الدراما والتشويق، هل أنتم مستعدون لمتابعة أحدث فصول "المسرحية السياسية" الكبرى؟ العرض مستمر بلا توقف، وتذاكر الدخول مجانية للجميع، لكن للأسف، فاتورة الأعصاب والتوتر تأتي لاحقًا، وكلٌ يدفعها حسب قدرته على التحمل!
في كواليس هذا المسرح العالمي، حيث الأضواء مسلطة على "القادة العظام"، تبدو السياسة وكأنها برنامج تلفزيوني واقعي لا يُبث إلا على مدار الساعة. الشخصيات تتلون، والحبكة تتعقد، لدرجة أن "الجمهور العادي" – أي نحن – نصبح في حيرة من أمرنا: هل ما نشاهده حقيقة أم مجرد بروفة لمسرحية هزلية قادمة؟
أحدث "مشهد" أدخل الجمهور في نوبة ضحك هيستيري، ممزوجة ببعض القلق العصبي، جاء على لسان أحد "نجوم الشباك" المتقاعدين، السيد دونالد ترامب. فقد صرح سيادته بكل ثقة، وهو يرفع حاجبيه كعادته: "نعرف مخبأ خامنئي، ولن نقتله في الوقت الحالي". يا إلهي! هذا ليس مجرد تصريح، بل هو إعلان تشويقي لموسم جديد من مسلسل "صراع العروش" بنكهة دبلوماسية "فريدة من نوعها"!
تخيلوا معي الموقف: كأن أحدهم اكتشف سر وصفة الكولا السرية، ثم صرخ: "أعرفها، ولن أبيعها الآن!". ماذا يعني "في الوقت الحالي"؟ هل توجد قائمة انتظار للقتل؟ هل هي عروض "اشترِ واحدًا واحصل على الثاني مجانًا"؟ أم أن هناك "مخبأ" آخر لم يكتشفوه بعد؟ يا للخيبة! كنّا نأمل في "نهاية موسم" مدوية، فإذا بنا نحصل على "برومو" للموسم القادم!
هذا التصريح يُلقي الضوء على طبيعة هذه المسرحية: هل هو تهديد مبطن أشبه بتلويح لاعب الشطرنج بقطعة الملك قبل أن يأكلها؟ أم محاولة لـ"خلط الأوراق" في كازينو الشرق الأوسط المشتعل؟ أم مجرد "تكتيك انتخابي" لشد انتباه جمهوره الذي ملّ من الانتظار؟ قد تكون الإجابات متعددة، لكن الأكيد أن هذه التصريحات تزيد من منسوب السكر في الدم وارتفاع ضغط الأعصاب لدى المشاهدين!
استخدام لغة "التهديد المضحك" هذه، حتى لو كانت في سياق "درامي"، يتركنا جميعًا في حيرة من أمرنا. فالعلاقة بين أمريكا وإيران أشبه بزوجين متخاصمين، يهدد أحدهما الآخر بـ"الانفصال الوشيك" كل يوم، بينما يستمران في العيش تحت سقف واحد! ومثل هذه التصريحات لا تزيد الأمر إلا "بهارات"، وتجعل الطبق "أكثر حدة" بدلاً من تلطيفه.
السؤال المحير الآن: متى ستسدل الستارة على هذه "المسرحية السياسية" العبثية؟ ومتى يمكننا أن نأخذ قسطًا من الراحة بعيدًا عن هذه "النكات" الثقيلة والتهديدات "غير الفورية"؟ إن الحاجة إلى "سكر خفيف"، و"قهوة باردة"، و"نكتة غير سياسية" أصبحت أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى. فالشعوب هي من يدفع ثمن "الضحكات" المكتومة، وتداعيات هذه "المسرحيات" لا تقتصر على "النجوم" بل تمتد لتصيب "الكومبارس" أيضًا!
في الختام، نأمل أن تظهر "نهاية سعيدة" لهذه المسرحية، أو على الأقل "نهاية منطقية" تُنهي حالة "التعليق" التي نعيشها. فالمشاهدون بدأوا يشعرون بالملل، والبعض يغير القناة بالفعل! نتمنى أن تسود لغة العقل والمنطق، أو على الأقل لغة "النكتة الذكية" التي تجعلنا نضحك بدلاً من أن نقلق.
حفظ الله الأردن والهاشميين
المتقاعد العسكري نضال أنور المجالي