أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال تكريم الوكيل عُلا لتفانيها في الواجب خلال امتحانات التوجيهي انخفاض عدد سكان قطاع غزة بمقدار 10% عما كان مقدرا لمنتصف العام 2025 العفو الدولية تدعو الشرع لنشر نتائج التحقيق في أحداث الساحل السوري رئيس الوزراء يوجه بتسريع إنجاز مراحل مشروع تطوير معبر حدود الدرة في العقبة الأمن يخصص رقم واتساب لتلقي البلاغات المتعلقة بإطلاق العيارات النارية وفاة و11 إصابة على طرق المملكة الشواربة: عمّان تخطو نحو مستقبل حضري ذكي، آمن، ومستدام لجان بلديات تعقد أولى اجتماعاتها هيئة بريطانية: غرق سفينة غربي الحديدة في اليمن العمل : 228 شكوى لعاملات المنازل في 5 أشهر اليونسكو ترفع مدينة غدامس الأثرية في ليبيا من قائمة الخطر زيلينسكي يدعو إلى فرض عقوبات على روسيا "بسرعة أكبر" شهيد برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي في جنين الجيش الإسرائيلي يعترض صاروخا أطلق من اليمن طقس حار في أغلب المناطق حتى الأحد محافظة القدس: هدم منازل المقدسيين أخطر أدوات الاحتلال لتغيير التركيبة السكانية 16 شهيدا غالبيتهم من الأطفال والنساء في مجزرة للاحتلال في دير البلح السير تكشف سبب حادث التدهور الذي أدى لوفاة على نزول العدسية الأربعاء طلبة "التوجيهي" يختتمون امتحاناتهم اليوم
الصفحة الرئيسية آراء و أقلام صراع الديكة على مزارع الخداج العربي

صراع الديكة على مزارع الخداج العربي

21-06-2025 08:50 AM

بقلم:الخبير الامني والعسكري المحامي محمد عيد الزعبي - في زاوية هذا الشرق المثقل بالوجع، وعلى أطراف خريطة ممزقة تُدعى "الوطن العربي"، تتصارع الديكة فوق مزارع خداج، لم تنضج بعد ولم تُملك بعد، ولكنهم يتقاتلون عليها وكأنها كنوز سليمان.

ديكةٌ تصيح ولا تبيض

الصراع بين إيران وإسرائيل – أو لنقل بشكل أكثر دقة، بين عمائم طهران وقلنسوات تل أبيب – ليس صراع وجود، بل استعراض عضلات. ديكة تتباهى بصياحها في الساحات، كلٌ يريد أن يثبت أنه الأعلى صوتًا، الأقوى مخلبًا، الأوسع نفوذًا. ولكن المأساة أن هذه "الساحة" ليست مزرعتهم، بل أراضٍ عربية: سماء العراق، مياه الخليج، تراب سوريا، وفضاء الأردن.

خداجٌ لم يُربَّ

العالم العربي أشبه بطفل خداج، وُلد مبكرًا ولم تُكتمل رئتاه بعد. لا يزال بحاجة إلى حاضنة، إلى أكسجين سيادي، إلى غذاء وعي وشفافية. ومع ذلك، صار هذا الطفل هدفًا لكل من أراد أن يجرّب عضلاته أو يختبر أسلحته أو يستعرض قوته أمام جمهور دولي متعطش للدماء.

ومع كل جولة تصعيد، تجد الديكة تصيح أكثر، وتعلو أصواتها فوق الخراب، بينما الطفل الخداج – أي الوطن العربي – يُسجَّل في تقارير "حقوق الإنسان" كرقم جديد في قوائم الضحايا.

من يدفع الثمن؟

الأردن، لبنان، اليمن، سوريا، والعراق، يدفعون الفاتورة. ليست مجرد طائرات تمر من فوق رؤوسهم، بل رسائل دموية تُكتب بالنار على جلد المواطن العربي المسكين. لا هو شريك في القرار، ولا هو قادر على الاعتراض، بل هو مجرد سطر هامشي في بيان عسكري يُصدره ديك غاضبٌ في طهران أو تل أبيب.

هذا المواطن هو الخاسر الأكبر… لا يملك من أمره شيئًا، يُطلب منه أن يصفق لهذا أو يهاجم ذاك، في حين أن بيته هو الذي يحترق، وأطفاله هم من يُدفنون تحت الركام.

متى يصمت الديكة؟ ومتى يُنضج هذا الخداج ليصير وطنًا حقيقيًا؟

يصمت الديكة حينما يُكسر القفص، لا حينما تُسكت الأصوات. يصمتون حين يدركون أن الأرض لم تعد مسرحًا لصراخهم، بل صارت وعيًا نابضًا، وإرادةً عربيةً تُخرس كل من تسوّل له نفسه أن يستبيح السيادة بحجة الحماية، أو يفتح معاركه بالوكالة على حساب كرامة أمة.

لكن حتى ذلك الحين، ستبقى هذه المزارع رهينة "التلقيح القسري"، تُخصبها طائرات مسيرة من كل اتجاه، وتفجرها صواريخ بلهاء لا تميز بين جندي ومدني، بين عسكري ومسجد، بين طفل وسقف بيت.

يا عرب، من أنتم في هذا المشهد؟

أتُراكم مجرد دجاجات في ساحة الصراع، تُربّون لأجل بيضٍ يُسرق في الليل؟ أم أن الوقت قد حان لتكسروا هذا الدور العبثي وتستعيدوا عنق الديك، بدل أن تبقوا ضحاياه؟

متى نصحو من سباتنا؟ متى نفهم أن ما يُزرع الآن هو مستقبل أبنائنا؟ وأن من يحرث أرضنا ليس فلاحًا، بل محتلًّا، مهما لبس من عباءة أو رفع من شعار؟

الختام:

إن الديكة لن تتوقف عن الصياح…
لكنَّ الأمل أن نُعيد بناء المزرعة، بأرضٍ حرة، ووعيٍ حر، وحكمٍ عادل…
أن يتحول الخداج إلى رجلٍ راشد، يقف على قدميه، لا يقبل أن يُربّى في الحاضنات الأجنبية، ولا أن يكون تراب بلاده ساحة لخصومات الغير.

فإما أن نكون أو نستمر خدَجًا مدى الحياة…
وفي كلا الحالين، الديكة لا ترحم.


---








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع