في زمن الفوضى الإقليمية والتشظي العالمي، يُثبت الأردن أن الاعتدال موقف، والاستقلال منهج، والسيادة ليست شعارا بل ممارسة.
في منطقة تشتعل بالصراعات وتتهاوى فيها التحالفات، يبقى الأردن نموذجا للدولة التي تعرف متى تصمت، ومتى تتكلم، متى تتحرك ومتى تنتظر.
ليست السياسة في الأردن ردة فعل، بل قراءة متأنية للمشهد، وتوازن دقيق بين المبادئ والمصالح.
في خضم الفوضى الإقليمية والتشظي العالمي، نحن لسنا ضحية جغرافيا ولا أسرى مؤامرة، نحن دولة تعي موقعها، وتعتز بوطنيتها، وتؤمن بتاريخها، تقرأ اتجاه الريح ولا تنكسر.
السياسة في الأردن ليست ارتجالا، بل ضبط إيقاع في زمن الانهيار...جيشنا لا يلوّح بالسلاح عبثا، بل يحمي السيادة بصمت القوة.
لا نعاني من فراغ في القرار؛ بل نملك البوصلة في جيب الدولة، ولا نُدار من الخارج، نحن نصنع المعادلات، لا نُستهلك بها.
في هذا الإقليم، الحياد موقف، والاعتدال بطولة، ولذلك نبدو أحيانا غامضين لمن اعتادوا الصراخ.
لا نستقطب، ولا نُستَقطب… لأننا أصل المعادلة، قائدنا يعرف أين يقف، وفي أي لحظة يتحرك، وجيشنا لا يساوم على الأردن، ولو ارتجّت العواصم، سيادتنا ليست ورقة على طاولة أحد؛ بل جدار صلب.
من أراد أن يفهم المعادلة، فليقرأ الأردن بعيون الأردنيين، لأننا لا نُقاس بضجيج اللحظة، بل بثبات الموقف وصدق الاتجاه.
دمت بخير يا اردن.