أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
أمانة عمان تنفذ المرحلة 3 و4 من مشروع تطوير منطقة المحطة أبو عبيدة: الفدائيون يواصلون عملياتهم ضد الاحتلال وزير الخارجية الأميركي: متفائلون بشأن اتفاق غزة الاتحاد الأوروبي يفتح تحقيقا جديدا في نقل تيك توك بيانات إلى الصين محمية العقبة البحرية تعزز مكانتها كنموذج رائد في الإدارة البيئية مفوضية اللاجئين في الأردن تطمح لإيصال 15% من اللاجئين إلى الجامعات بحلول 2030 الرواشدة يفتتح مهرجان موسم البيدر الثقافي في جرش حملة وطنية توعوية حول التبرع بالقرنية في مستشفيات البشير إعلان توظيف صادر عن صندوق البريد الأردني مفاوضات الهدنة تدخل يومها الخامس .. المساعدات وانسحاب الجيش أبرز نقاط الخلاف تهديدات ترمب الجمركية تعكر مزاج عشاق القهوة وتقفز بأسعار القهوة عالميًا بعد اتهاماته بالتزوير والسرقة .. ارادة النيابية تستنكر تصريحات وزير التعليم والتعليم العالي والبحث العلمي واشنطن ترفع العقوبات عن الوزير العراقي المقيم في الأردن محمد مهدي صالح الاقتصاد الرقمي تنظم ورشة لضباط ارتباط "بخدمتكم" حول التعامل مع شكاوى المواطنين ألبانيزي تتعهد مواصلة عملها بشأن الأراضي الفلسطينية رغم العقوبات الأميركية بالأسماء .. طواقم تحكيمية أردنية لإدارة مباريات في العراق وسوريا جامعة العلوم والتكنولوجيا تواصل احتفالاتها بدخولها قائمة أفضل 500 جامعة في العالم، وفق تصنيف QS العالمي للجامعات لعام 2026 تخريج طلبة كليات التمريض والعلوم والهندسة في الجامعة الهاشمية التربية تكشف أساليب ووسائل الغش المضبوطة بامتحانات التوجيهي ترجيحات بإعلان نتائج التوجيهي في الثلث الأول من آب
الأستاذ الجامعي… بين جواز السفر العلمي وشرعية العطاء الأخلاقي
الصفحة الرئيسية آراء و أقلام الأستاذ الجامعي… بين جواز السفر العلمي وشرعية...

الأستاذ الجامعي… بين جواز السفر العلمي وشرعية العطاء الأخلاقي

13-06-2025 01:30 PM

في زمن تتكاثر فيه الأحاديث عن إصلاح التعليم العالي، وتتكرر الشعارات حول جودة المخرجات، نغفل أحيانًا عن جوهر المسألة: الإنسان الذي يقف في قاعة المحاضرات، وبين دفّتي الكتب، وفي قلب الأسئلة الفكرية العميقة… إنه الأستاذ الجامعي.

لقد وضع المفكر الجزائري البروفيسور ناصر الدين سعيدوني مقياسًا بالغ الدقة حين قال إن "قيمة الأستاذ الجامعي تقوم على ثلاثة معطيات، يخطئ من يحاول تجاوزها في حياته العلمية". وهي ليست مجرد شروط وظيفية أو تعليمات إدارية، بل منظومة وجودية تحدد ملامح الأستاذ الجامعي الحقيقي، وتفصل بينه وبين من ينكفئ إلى دور الموظف الذي ينتظر تقاعده بصمت.

أولًا: المؤهل العلمي… جواز السفر نحو المعنى

فلا مكان في رحاب التعليم العالي لمن لا يحمل من الشهادات ما يفتح له أبواب البحث والتحليل والتمحيص. المؤهل العلمي ليس ورقة جامدة، بل ثمرة لرحلة فكرية شاقة، واستحقاق أكاديمي يتيح لصاحبه الدخول إلى فضاء المعرفة بثقة. إنه بمثابة جواز سفر لا يمنح الأفضلية فحسب، بل يكسب حامله شرعية العمل الجامعي، التي لا غنى عنها في ساحات البحث والتعليم.

ثانيًا: الإنتاج الأكاديمي المتواصل… العطاء الذي لا ينضب

الأستاذ الجامعي الذي لا يكتب، لا يبحث، ولا يُجدد، يُشبه ورقة أرشيفية فقدت صلاحيتها، أو كما قال سعيدوني: "سُلّم مهترئ يتدرج عليه الطلبة". فالإنتاج العلمي المستمر ليس ترفًا، بل ضرورة وجودية تضمن بقاء الأستاذ الجامعي فاعلًا ومؤثرًا. إنه الرافعة التي يُترجم بها العلم إلى واقع، والأداة التي يُعاد عبرها تشكيل الفكر في كل جيل.

ثالثًا: السلوك الأخلاقي… ميزان النزاهة والهيبة

وهنا يكمن جوهر الرسالة الجامعية. فالأستاذ لا تُقاس قيمته بما ينشر فحسب، بل بكيفية تعامله مع المعرفة والطلبة والزملاء. النزاهة، والتواضع، وصون الكرامة، هي دعائم الشخصية الأكاديمية، ولا يُمكن لأي مؤسسة تعليمية محترمة أن تستقيم دونها. فالسلوك الأخلاقي ليس مجرد فضيلة فردية، بل ركيزة أساسية لبناء الثقة المجتمعية في الجامعة، وفي من يمثلها.

من دون هذه الأعمدة الثلاثة، تتفكك صورة الأستاذ الجامعي، وتتحول الجامعة إلى هيكل أجوف، وتغدو القاعات الدراسية أماكن للرتابة لا للارتقاء. والأسوأ من ذلك، يتحول الأستاذ إلى مجرد موظف يُكرر ما اعتاد عليه، يترقب تقاعده كما لو أنه نهاية حتمية، بلا مشروع علمي، ولا أثر فكري، فيطويه النسيان كما تُطوى الأوراق المهملة.

في ضوء هذا التشخيص، يصبح من الضروري إعادة تقييم دور الأستاذ الجامعي، لا على أساس عدد الشهادات أو سنوات الخدمة فقط، بل وفق معيار مركب تتداخل فيه كفاءة المؤهل، واستمرارية العطاء، ونزاهة السلوك. فهذه هي المعادلة التي ترتقي بها الجامعات، وتزدهر بها المجتمعات.

إننا اليوم، في جامعاتنا العربية، مدعوون إلى إعادة الاعتبار لهذه القيم الجوهرية: أن ننتصر للعلم لا للمظاهر، وأن نعيد للأستاذ الجامعي مكانته كمفكر، ومربٍّ، وقائد رأي… لا كموظف يطرق باب التقاعد بيد، ويودّع الذاكرة بيد أخرى.








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع