في حضرة العلم، تُبنى الأوطان وتُصاغ العقول، وتزدهر القيم التي ترسم ملامح الأجيال القادمة. وفي مدارسنا الأردنية، لا يقتصر دور المؤسسة التربوية على تلقين المناهج وتحقيق العلامات، بل تتسع رسالتها لتشمل غرس الولاء والانتماء في قلوب الطلبة، وتشكيل وعي وطني مستنير يستند إلى نهجٍ ملكيٍ قويم رسم ملامحه جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، القائد الذي آمن بأن الاستثمار الحقيقي هو في الإنسان الأردني.
التربية ولاء
نبدأ مع التربية التي تشكّل البوصلة الأخلاقية والركيزة الأولى لبناء الشخصية الوطنية. في مدارسنا، يتعلم الطلبة حب الوطن لا كشعار، بل كسلوك يومي يتجسد في احترام العلم، والانضباط، وتقدير المعلم، والانخراط في الأنشطة الوطنية والاجتماعية. الولاء هنا ليس مجرد درس في كتاب، بل هو ثقافة حيّة تُنقش في الوجدان من خلال الاحتفاء بالمناسبات الوطنية، والاستماع إلى توجيهات القيادة، والتفاعل مع القضايا التي تهم الوطن والمجتمع.
والتعليم انتماء
أما التعليم، فليس فقط مجموعة من المعارف والعلوم، بل هو انتماء حقيقي إلى مشروع الدولة الأردنية الحديثة، التي ترى في كل طالب مشروع قائد وصانع قرار. الطالب الأردني يُنشأ على أن العلم سلاح التغيير والتقدم، وأن كل إنجاز أكاديمي هو لبنة في بناء وطن قوي مستقل. الانتماء يظهر في طموحات الطلبة، في حرصهم على التميّز، وفي مشاركتهم في مبادرات تخدم المجتمع وتواكب التطور.
النهج الملكي.. ارتواء الرسالة
ما من نهج يُلهم العاملين في القطاع التربوي أكثر من النهج الملكي الذي يؤمن بأن التعليم هو العمود الفقري للتنمية. جلالة الملك عبدالله الثاني، ومنذ تسلمه سلطاته الدستورية، لم يدّخر جهدًا في دعم قطاع التعليم، بدءًا من تحديث المناهج، وصولاً إلى دعم المعلم، وتوسيع آفاق التكنولوجيا، وفتح أبواب المبادرات الريادية أمام الشباب. هذا النهج لا يغذي فقط سياسات التعليم، بل يرتوي منه كل معلم، وكل مدير مدرسة، وكل طالب يؤمن بأن مستقبله جزء لا يتجزأ من مستقبل وطنه.
رسالة مستمرة
في عيد الجلوس الملكي، وعبر كافة المناسبات الوطنية، تتجدّد العزيمة في مدارسنا ليبقى الولاء سلوكاً، والانتماء منهجاً، والعلم درباً نحو مستقبلٍ أردنيٍ مشرق. فمدارسنا ستظل منارات تُخرّج الأوفياء، وتُعلّم الصغار أن الأردن ليس فقط مكاناً نعيش فيه، بل هو هوية وراية وتاريخ ومستقبل.
وكل عام والوطن وقائد الوطن بألف خير.