أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
جامعة مؤتة تستضيف المؤتمر السنوي الثالث لمعلمي اللغة الإنجليزية إسرائيل تؤكد تدمير "المقر العام للأمن الداخلي" الإيراني ترامب: لا أستطيع الجزم ما إذا كانت أميركا ستقصف إيران الطيران الإسرائيلي يستهدف مقر الهلال الأحمر الإيراني الحملة الأردنية توزع الخبز في مواصي خان يونس الطفيلة التقنية تحصل على تصنيف عالمي متقدم بالتنمية المستدامة الخوالدة رئيسا للاتحاد العام للجمعيات الخيرية وزير الخارجية يجري مباحثات موسّعة مع نظيره الألماني صافرات الإنذار رسالة تنبيهية لاستثارة الوعي المجتمعي من خطر محتمل القبض على مسؤول أمنى بارز في نظام الاسد طهران للإسرائيليين: اينما ذهبتم انتم في خطر جيش الاحتلال الإسرائيلي يخفف بعض قيود السلامة العامة الصفدي يبحث مع وزيرة التعاون الاقتصادي والتنمية الألمانية سبل تعزيز العلاقات الثنائية قروض بقيمة 7.7 مليون دينار لدعم مربي الثروة الحيوانية وزارة النقل وغرفة الصناعة تبحثان سبل استدامة الصادرات الأردنية في ظل التحديات الإقليمي "الأونروا": الوضع الصحي في غزة حرج نظرية (بيتزا البنتاغون) تفضح الضربة الإسرائيلية لإيران انفجارات قوية جديدة في شرق طهران وزير خارجية ألمانيا: الأردن بذل جهودًا ضخمة لدعم الوضع الإنساني في غزة محافظة: البدء بتنفيذ حزمة الإجراءات المتعلقة بتحسين أوضاع المعلمين
الصفحة الرئيسية آراء و أقلام إحنا بتوع الأتوبيس

إحنا بتوع الأتوبيس

02-06-2025 10:18 AM

رصد ومتابعة – عيسى محارب العجارمة – "إحنا بتوع الأتوبيس".. قصة تعذيب حقيقية بالسجون المصرية ، المذكور .

والصحافة العربية كثيرا ما سلطت الضوء على الفيلم الجريء “احنا بتوع الأوتوبيس” لمخرجه حسين كمال سنة 1979، حيث تناول التعذيب بالسجون الناصرية بطولة عادل إمام وعبد المنعم مدبولي.

بينما كان النظام الحاكم في مصر إبان عهد السادات ينقلب على أفكار حقبة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، كانت السينما بدورها تعزز توجه النظام بأفلام تحمل في طياتها نقدا حادا لتلك الفترة.

وقد قدم فاروق صبري السيناريو للرقابة، إلا أنه ظل معلقا نحو عشر سنوات حتى باتت الأجواء السياسية مهيأة لإنتاجه.

قصة الفيلم

الفيلم مأخوذ عن قصة حقيقية كان قد ذكرها الكاتب جلال الدين الحمامصي في إحدى مقالاته المدرجة في كتاب "حوار وراء الأسوار".

يحكي الفيلم قصة مواطنيْن ليست لديهما علاقة بأي نشاط سياسي، إلا أن الصدفة تقودهما بعد مشاجرة عادية في "أوتوبيس" للنقل العام إلى أحد أقسام الشرطة، ومنه إلى أحد المعتقلات بحزمة من التهم السياسية، ليواجها هناك مع آخرين أبشع أنواع التعذيب.

حظي الفيلم بحضور جماهيري كبير، لكنه لم يفلت من حملة انتقاد وهجوم من مؤيدي عبد الناصر، حيث اعتبروا الفيلم تشويه لسيرته وتزوير الحقيقة الحقبة الناصرية.

وإلى جانب التعذيب داخل المعتقلات، أبرز الفيلم بعض المشاكل الاجتماعية كالخوف والإحباط وانكسار الأمل باعتبارها أبرز السمات التي طبعت العهد الناصري.

العهد الناصري

وبدوره أوضح وجدي العربي أحد أبطال الفيلم أن الحقبة الناصرية كانت تواجه بقسوة كل من يتفوّه بكلمة ضد النظام، في حين أكد منتج الفيلم محسن علم الدين أن الغرض من مشاهد التعذيب أن تكون صادمة وقاسية لتعكس الواقع المعيش، رغم حذف بعض المشاهد في الرقابة.

وأكد المعتقل السابق محمد العزباوي أن المرحلة الناصرية اتسمت بالخوف الشديد من الأمن والحكومة، معتبرا أن ما حصل في الفيلم أقل بكثير مما كان يحصل في الواقع، واصفا ما يجري بالسجون المصرية بعملية إرهاب شديدة وضرب مبرح يسمونه "الاستقبال".

الفيلم يحكي عن تجاوزات وانتهاكات النظام الناصري في المعتقلات بحق الأبرياء من مسجوني الرأي.

توقفت عند حديث لعبد المنعم مدبولي (مع حفظ الألقاب) يشرح لقطة بالفيلم المذكور، تتعلق بمشهد الكلب، وهو المشهد الذي يُؤمر فيه مدبولي في المعتقل بتقليد الكلب حركةً وصوتا، كنوع من الإذلال وامتهان الكرامة. وقد ذكر مدبولي في معرض حديثه أن هذا المشهد لم يكن في السيناريو، وقد أضافه بعد أن استوحاه من لحظة حقيقية مر بها جيرانه في الشقة المقابلة، حينما سردت الجارة زوجة عبد المنعم مدبولي كيف أنها ذهبت وابنتها لزيارة زوجها في المعتقل في السجن الحربي، الذي كان يديره وقتها اللواء حمزة البسيوني (أو «حمزة كينغ كونغ»، كما كان يُطلق عليه من قبل المعتقلين في السجن، نظرا لتجاوزاته الوحشية بحقهم).

تستطرد السيدة بمرارة كيف كان يأمر حمزة زوجها أثناء الزيارة، بتقليد حركات وصوت الكلب، فيضطر الزوج للتنفيذ صاغرا، ويصبح على أربع.. يجري الحوار على الشكل التالي:

حمزة: انت ايه دي الوقت؟

المعتقل: أنا كلب يا بيه.

حمزة: والكلب بيعمل إيه؟

المعتقل: بيهوهو.

حمزة: طيب هاو هاو.

المعتقل: هاو هاو.

حمزة: بصوت أعلى..

المعتقل (بصوت أعلى): هاو هاو. هذه الواقعة بمرارتها تحمل لنا صورة مصغّرة لما كانت عليه معتقلات الستينيات، التي ما زال البعض يعتقد أنه يمكن تعويض هذا بنهضة كبرى، وإن كانت لها ضريبتها الفادحة مثل ضحايا سجناء الرأي.

أقول لهؤلاء إن فاقد الشيء لا يُعطيه، فقدان الكرامة تكسر البشر، وتجعلهم في حالة انهيار، والكبت والقمع يجعلان البشر يعيشون تحت قهر وذل الخوف، ويجر ذلك وراءه تداعيا وانحدار لكل القيم، فيصبح المجتمع بائسا وأجوف وجبانا، ولا يستطيع التعبير عن ذاته، ولا يستطيع الشكوى والتنفيس عن قهره في أي نوع من أعماله. هذا أخطر ما تعيشه المجتمعات الرازحة تحت سطوة الاستبداد.

الحرية هي أكسير الحياة، حتى لا يُساق الناس كالغنم في عربة الترحيلات، وهم يغنون زيطة وزمبليطة: إحنا بتوع الأوتوبيس








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع