في قلب إقليمٍ لا يهدأ، وبين صراعات لا تعرف نهاية، يظل الأردن واقفًا بشموخ، كرمزٍ للسلام وواحةٍ للأمن والاستقرار، لا تغيب عنه شمس الحكمة، ولا تنكسر فيه إرادة التوازن والاعتدال. فكيف لا نحبه؟ وكيف لا نعتز بوطن جعل من التسامح نهجًا، ومن الاستقرار هوية، ومن الأمن سمةً متجذّرة في تفاصيله اليومية؟
سياسة حكيمة وقيادة راشدة
منذ تأسيسه، تمسّك الأردن بخيار السلام سبيلاً لحماية شعبه وخدمة قضاياه العادلة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، التي لم تغب يومًا عن ضمير الدولة وقيادتها. قاد ملوك بني هاشم، وآخرهم جلالة الملك عبدالله الثاني، مسيرة متزنة من السياسات الخارجية والداخلية، جعلت من المملكة صوت العقل والاعتدال في عالم متقلب.
الأمن.. إنجاز وطني
رغم التحديات الكبرى المحيطة، من أزمات حدودية، إلى ضغوط اقتصادية، بقي الأردن من أكثر الدول أمنًا في الإقليم، بفضل جاهزية أجهزته الأمنية والمخابراتية، واحترافية مؤسساته العسكرية والمدنية، والتفاف شعبه حول وطنه. هذه الحقيقة لم تعد رأيًا، بل واقعًا تشهد به دول وشعوب من مختلف أنحاء العالم.
نسيج اجتماعي متماسك
ما يميّز الأردن أيضًا، هو نسيجه الاجتماعي المتنوع والمتآلف، حيث يعيش الأردنيون بمختلف أصولهم وأديانهم بتسامح وتكافل. هنا، لا مكان للطائفية ولا للعنف المجتمعي، بل روحٌ وطنية جامعة، تمتح من قيم العشائر الأصيلة، وتتحرك في ظل قانون ومؤسسات تحترم الإنسان وكرامته.
دور إقليمي وإنساني
ورغم موارده المحدودة، لم يتوانَ الأردن عن فتح أبوابه أمام مئات الآلاف من اللاجئين، من فلسطين والعراق وسوريا، مقدمًا نموذجًا فريدًا في احتضان الإنسان وحماية كرامته. وفي المحافل الدولية، ظل الصوت الأردني مدافعًا عن العدالة، متمسكًا بالقانون الدولي، حريصًا على تجنيب الشعوب ويلات الحروب.
فلماذا لا نحبه؟
الأردن ليس فقط بلدًا نعيش فيه، بل وطن يعيش فينا. نُحبه لأنه لا يشبه غيره، ولأن فيه نكبر بكرامتنا، ونحلم بمستقبل أبنائنا بأمان. نُحبه لأن جباله تحكي حكايات المجد، ولأن ترابه يحتضن أرواح الشهداء، ولأن علمه لا يُنكس، مهما اشتدت الرياح.
الأردن وطن لا تصنعه الجغرافيا وحدها، بل تصنعه القيم.. ومن كانت القيم أساسه، يبقى دائمًا رمزًا للحب والسلام.