سوريا، هذه الأرض الطيبة، التي عرفناها مهد حضارة ومركز إشعاع ثقافي وإنساني، لم تكن يوماً غريبة عن وجداننا. كيف تكون غريبة وهي الأقرب؟ كيف تكون بعيدة ونحن نشترك معها في الدم، وفي الهم، وفي الحلم العربي الكبير؟
أقولها بصدق بلسان الشعب الاردني: ما مرّ يوم لم نتمنَّ فيه الخير لسوريا. ما حدثتنا انفسنا يوماً عن سوريا إلا ورجونا من الله أن يحفظ شعبها، هذا الشعب العظيم الذي واجه المحن بصبر الكبار، والذي بقي رغم الألم، حراً، أبياً، لا يضام ولا ينكسر.
في الأردن، حين نذكر سوريا، نذكر أخاً لم تلده أمنا، لكننا عرفناه في الشدة والفرح، في الأسواق والمجالس، في الحقول والجامعات، في كل زاوية من زوايا التلاقي العربي الصادق. نحن لا نرى السوريين ضيوفاً، بل نراهم أهل دار، شركاء في الحياة والذاكرة والمصير.
ها نحن اليوم نبعث برسالة محبة خالصة، لا تشوبها مصلحة ولا تعكرها السياسة، رسالة من قلب كل أردني يتمنى من أعماقه أن تزدهر سوريا من جديد، أن تُروى شوارعها بالأمان، أن تعود ضحكات أطفالها تملأ الحارات، وأن تنجح قيادتها في أن تبني جسور السلام الداخلي، وتعيد للوطن بريقه وألقه.
نحن نؤمن بسوريا... بسواعد رجالها، بحكمة عقلائها، بصبر نسائها، وبحلم شبابها. نؤمن أنها ستعود أجمل مما كانت، أقوى مما مضى، وسنبقى بجانبها، ندعو لها، ونفرح لأفراحها، كما يفرح الأخ لأخيه.
سوريا... يا نبضاً من قلوبنا، نسأل الله أن يحفظك، ويكتب لك الأمن والاستقرار، وتبقين دائماً، وطناً حراً كريماً، وشعباً لا يُضام.
من الأردن... كل الحب لسوريا.
المحامي علي عوني الرجوب
عمان - الاردن