زاد الاردن الاخباري -
كتب : محرر الشؤون المحلية - في زمن تتسارع فيه التحديات، وتتشابك فيه التحالفات والمصالح، يبقى الأردن شامخًا، ثابتًا على مواقفه القومية والإنسانية، وعلى رأسها دعمه الثابت للقضية الفلسطينية، ورفضه المساومة على الثوابت الوطنية. ومع كل موقف وطني شجاع تتخذه الدولة الأردنية، يخرج من بيننا -للأسف- من يحاول الطعن في خاصرتها، أو الاستقواء بالخارج للنيل من هيبتها ومكانتها، متناسين أن هذا الوطن ليس مجرد رقعة جغرافية، بل كيان له كرامته، وتاريخ له رجاله، وشعب لا يرضى بالانكسار.
الاستقواء على الأردن، سواء من خلال أبواق الخارج، أو عبر منصات تحريضية يديرها من اعتادوا الرهان على الفوضى، ليس حرية تعبير كما يحاول البعض تبريره، بل خيانة موصوفة للوطن والمواطن، وانسلاخ عن كل القيم التي تربينا عليها. فالاختلاف حق، والنقد مشروع، لكن حين يتحول إلى تحريض خارجي أو تشويه للدور الوطني، يصبح خنجراً في ظهر الدولة، لا يمكن السكوت عنه.
لقد بات واضحاً أن كلما اتخذت الدولة موقفًا شجاعًا في دعم أشقائنا في فلسطين، أو دافعت عن حق عربي، خرجت علينا جوقات مبرمجة تهاجم وتطعن، بزعم الدفاع عن الحرية والشفافية، وهم في الحقيقة لا يدافعون إلا عن أجنداتهم الضيقة، ومصالحهم المشبوهة. هؤلاء لا يزعجهم التقصير بقدر ما يزعجهم الصمود، ولا يحزنهم الضعف بقدر ما يحزنهم التماسك الوطني.
إن من يستقوي بالخارج على بلاده، لا يختلف كثيرًا عن أولئك الذين باعوا أوطانهم بثمن بخس في أسواق السياسة الدولية. ومن يفتح نافذة للعابثين والمتربصين للتدخل في شؤون وطنه، هو ذاته من سيغلق الأبواب في وجه أمل الغد، واستقرار اليوم. فالوطن لا يُبنى بالشتائم ولا بالتشكيك، بل بالمواقف، والتضحيات، والولاء النظيف.
إننا اليوم بحاجة إلى وقفة وطنية جادة، ترفض الاستقواء، وتُحاصر دعاة الانقسام، وتفشل محاولات تسويق الوهم عبر منصات مشبوهة. لا بد أن يدرك الجميع أن الأردن ليس ضعيفًا، وأن التحديات التي نمر بها لا تعني أن الأبواب مفتوحة للتهديد أو الابتزاز أو الوصاية.
ختامًا، من يحب الأردن يدافع عنه من الداخل لا من المنفى، ويواجه الفساد لا الوطن، ويصلح الخلل لا يهاجم الدولة. أما من باعوا أنفسهم لأجندات الخارج، فلن يجدوا في النهاية إلا الخذلان، لأن الاستقواء على الوطن جريمة، والخيانة... لا تُغتفر.