بقلم الإعلامي الدكتور محمد العشي - في ذكرى تأسيس التلفزيون الأردني الـ 57، نُحيي اليوم مسيرة إعلامية حافلة بالعطاء، أسهمت في بناء تاريخٍ مشرق للأردن وأثبتت مكانتها الريادية في عالم الإعلام العربي. منذ انطلاقته، لم يكن التلفزيون الأردني مجرد وسيلة إعلامية، بل كان منبرًا يعبّر عن هوية الوطن ويعكس تطلعات شعبه في مختلف مراحل التنمية الوطنية.

لقد بدأ التلفزيون الأردني في عام 1968 كحلم طموح وتحول سريعًا إلى صرح إعلامي يُستند إليه في نقل الحقيقة وتوثيق الإنجازات والمواقف التي شكلت تاريخ المملكة الأردنية الهاشمية. ومع مرور السنوات، استطاع التلفزيون الأردني أن يتطور ويواكب التحديات الإعلامية المتجددة، حيث قدم مزيجًا من البرامج التي تجمع بين الثقافة الوطنية والترفيه، بين الأخبار الصادقة والمحتوى الهادف.

منذ بداية تأسيسه، كان التلفزيون الأردني جزءًا أساسيًا من الذاكرة الوطنية، فقد نقل للأجيال المتعاقبة الأحداث الكبرى، وظل شاهدًا على مرحلة البناء والتطور التي مر بها الأردن. لعب التلفزيون دورًا محوريًا في نشر القيم الوطنية وتعزيز روح الوحدة والتلاحم بين أفراد المجتمع الأردني، كما أسهم في تعزيز الصورة المشرقة للأردن على الصعيدين المحلي والدولي.

وقد شهد التلفزيون الأردني تطورًا لافتًا في مجال التقنية والإنتاج، حيث أصبح اليوم من أرقى وأهم الوسائل الإعلامية التي تواكب أحدث ما توصل إليه العالم من تقنيات. لقد نجح في تقديم محتوى إعلامي متنوع، يتناسب مع مختلف الفئات العمرية والاهتمامات، ويخدم أهداف التنمية المستدامة التي يحرص الأردن على تحقيقها. كما حافظ التلفزيون الأردني على دوره المحوري في نقل رسالة المملكة الأردنية الهاشمية، من خلال البرامج التي تبرز قضايا المجتمع وتدعم حقوق الإنسان، إضافة إلى تعزيز الحوار بين مختلف الثقافات.

في هذا اليوم الذي نحتفل فيه بذكرى التأسيس، نعبر عن فخرنا واعتزازنا بهذا الصرح الإعلامي الذي لم يقتصر دوره على تقديم برامج إعلامية فحسب، بل كان ولا يزال منصة وطنية تحتفل بالأردن وتسلط الضوء على إنجازاته. وتظل رسالته الإعلامية تسير نحو المستقبل بكل حيوية وتطور.

بمناسبة هذه الذكرى العزيزة، نُعبر عن تقديرنا العميق لكافة العاملين في التلفزيون الأردني الذين يسهمون بشكل مستمر في تعزيز مكانة هذه المؤسسة الإعلامية. نُشيد بإسهاماتهم المتواصلة في تقديم محتوى إعلامي متميز يعكس التزام المؤسسة بتلبية احتياجات الجمهور وتواكب التحديات. نتمنى للتلفزيون الأردني مزيدًا من التقدم والازدهار في السنوات القادمة، ونحن على يقين بأن هذا المنبر الإعلامي سيستمر في تقديم رسالته الوطنية السامية، ليظل صوت الأردن الذي لا يخفت في أرجاء العالم ويسهم في بناء وعي مجتمعي متجدد يعكس تطلعات الأردنيين نحو المستقبل.

دام التلفزيون الأردني منبرًا إعلاميًا رائدًا، ودام دوره في خدمة الوطن والمواطن، ليظل فخرًا لكل الأردنيين.

#التلفزيون_الأردني