يشكل الإرهاب والتطرف تهديدًا وجوديًا لمجتمعاتنا، ويستهدف شبابنا بشكل خاص مستغلًا هشاشتهم. لمواجهة هذا الخطر، لم يعد إدراج مفاهيم مكافحة الإرهاب والتطرف في المناهج الدراسية خيارًا بل ضرورة قصوى. يجب أن يتعلم طلابنا في سن مبكرة كيف يميزون بين الفكر السوي والتحريض، وكيف يتعاملون مع الأفكار المتطرفة بعقلانية، من خلال تفكيك خطابهم وكشف زيف ادعاءاتهم الدينية.
ولتعزيز هذا الدور الحيوي للمؤسسات التعليمية، يجب على الأجهزة الأمنية التنسيق بشكل وثيق مع وزارة التربية والتعليم والجامعات. يتضمن هذا التنسيق إنشاء محاضرات وورش عمل توعوية للطلاب، يقدمها متخصصون أمنيون وأكاديميون، بهدف توضيح المفاهيم الدقيقة للإرهاب والتطرف وأشكالهما المختلفة. يجب أن تركز هذه المحاضرات على آليات عمل التنظيمات المتطرفة، وأساليب استقطابها للشباب، والعواقب الوخيمة للانخراط في صفوفها.
إن تزويد الشباب بالأدوات الفكرية لتحليل الخطاب المتطرف وتعزيز قدرتهم على التفكير النقدي المستقل هو خط الدفاع الأول. بالتوازي، تقع مسؤولية كبرى على عاتق الحكومة والأجهزة الأمنية في الاهتمام بوعي الشباب وتوجيههم، وتوفير المنابر الآمنة للحوار، إلى جانب مكافحة البطالة وتوفير فرص العمل التي تحمي الشباب من الاستغلال الاقتصادي الذي قد يدفعهم إلى أحضان التنظيمات المتطرفة.
إن بناء جيل واعٍ ومحصن ضد التطرف هو مسؤولية مشتركة تتطلب تضافر جهود جميع مؤسسات الدولة والمجتمع. من خلال تعزيز الوعي، وتوفير الفرص، وفضح الأيديولوجيات الهدامة، وبناء جسور من التعاون بين المؤسسات الأمنية والتعليمية، نستطيع أن نحمي شبابنا ومجتمعاتنا ونبني مستقبلًا أكثر أمنًا وازدهارًا. فلنبدأ اليوم في غرس بذور الوعي في عقول شبابنا، فهم حصننا الأول ضد قوى الظلام.
حفظ الله الاردن والهاشمين
نضال أنور المجالي
متقاعد عسكري