في عالم مضطرب تتقاطع فيه المصالح الدولية مع التحولات الداخلية للدول الإسلامية، تبرز الحاجة الملحة إلى بناء تكتل إسلامي قادر على حماية مصالح الأمة والدفاع عن سيادتها وقرارها المستقل ، ويأتي في مقدمة هذه المبادرات المقترحة، فكرة الإنسانيين بكافة المحافل والمجامع الإنسانية على المستوى العالمي حول تشكيل "ناتو إسلامي" بقيادة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، لمواجهة التهديدات المتصاعدة، وعلى رأسها الخطر الصيني، وبنفس الوقت الخروج من دائرة التوظيف الأمريكي للجماعات الإسلامية، وعلى رأسها الإخوان المسلمين ، في وقت يتمدد النفوذ الصيني في الدول الإسلامية من خلال أدوات اقتصادية وتكنولوجية وأمنية، أبرزها : --
مشروع الحزام والطريق الذي يربط الصين بعمق اقتصادي وجيوسياسي مع عشرات الدول الإسلامية ، إضافة إلى
سياسات القمع الثقافي والديني ضد المسلمين الإيغور، والتي تعكس وجهًا استبداديًا لمفهوم الصين عن إدارة التنوع الديني ، هذا عدا عن الهيمنة الرقمية عبر تصدير تقنيات المراقبة والذكاء الاصطناعي لدول تعاني هشاشة سيبرانية ، والابتعاد عن فخ التوظيف الأمريكي للإخوان والجماعات الإسلامية ، فطوال عقود، اعتمدت الولايات المتحدة على توظيف الجماعات الإسلامية، وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين، كأداة للتأثير السياسي داخل المجتمعات الإسلامية ، وقد أدى هذا التوظيف إلى تفتيت النسيج الوطني، وإضعاف الدول، وزرع الشكوك بين الشعوب والأنظمة، تحت غطاء شعارات "الديمقراطية" و"التمكين الإسلامي" ، لذا، فإن أحد أبرز أهداف "الناتو الإسلامي" المقترح هو : الخروج من معادلة الصراعات الوكيلة التي تصنعها القوى الكبرى عبر الجماعات المتطرفة ، فضلاً عن منع تدوير استخدام الحركات الإسلامية سياسيًا وفق أجندات خارجية ، مضافاً لذلك تأسيس مرجعية سياسية مستقلة للأمة الإسلامية، تتجاوز ثنائية "الإسلام السياسي" و"الاستبداد" ، وهنا قد يتساءل البعض: لماذا الملك عبدالله الثاني؟!! وللإجابة نقول : --
يمثل الملك عبدالله الثاني قيادة حكيمة ووسطية غير مؤدلجة، تتمتع بشرعية تاريخية ودينية، فضلاً عن أنه حفيد النبي صل الله عليه وسلم ، ويتمتع بتجربة عسكرية ودبلوماسية عميقة ، كما أنه من القادة العرب القلائل الذين وقفوا بوضوح ضد التوظيف السياسي للإسلام من قبل الجماعات المتطرفة ، ودعا إلى خطاب إسلامي إنساني عالمي، من خلال مبادرات مثل "رسالة عمّان" و"أسبوع الوئام بين الأديان" ، وغيرها الكثير من المبادرات الإنسانية ، فضلاً عن أنه عضو إنساني متميز في الهيئة الجليلة على المستوى العالمي ، نتحدث عن بناء مظلة أمنية واقتصادية لحماية سيادة الدول الإسلامية ، ومصالح الدول الإنسانية الصديقة ، ومواجهة الاختراقات الرقمية والأيديولوجية التي تهدد الأمن الداخلي ، من خلال تقديم نموذج معتدل للحكم الإسلامي، يوازن بين الأصالة والانفتاح ، وأخيراً وليس بأخر نقول كمؤسس للهيئة الجليلة على المستوى العالمي :
إن تأسيس "ناتو إسلامي" بقيادة الملك عبدالله الثاني هو ضرورة استراتيجية وتاريخية، ليس فقط لاحتواء خطر الصين، بل أيضًا لتحرير القرار الإسلامي من قبضة القوى الدولية التي تستخدم الجماعات الدينية كأدوات للهيمنة ، إنه مشروع يفتح الباب أمام استقلال حقيقي، ووحدة واعية، ونهضة شاملة تنبع من داخل الأمة وتخدم جميع شعوبها ، وعلى الإدارة الأمريكية ، والمؤسسات في امريكا مسؤولية كبيرة في البدء بتنفيذ هذا المشروع تحت طائلة المساءلة الإنسانية ... !! خادم الإنسانية .
مؤسس هيئة الدعوة الإنسانية والأمن الإنساني على المستوى العالمي .