في مدينة "اللايكات* " العصرية، حيث يقاس النجاح بعدد المتابعين واللايكات، ظهرت جماعة معارضة غريبة الأطوار في مجلس البلدية. لم يكن هدفهم الإصلاح أو التغيير، بل السيطرة والشهرة، تمامًا كالأطفال الذين يتنافسون على لعبة جديدة.
زعيم الجماعة، "أبو الترندات"، كان شابًا يرتدي قبعة مقلوبة ونظارات شمسية ملونة. كان يؤمن بأن أي شيء يستحق فعله طالما أنه يحقق الترند. وبقية أعضاء الجماعة لم يكونوا أقل منه جنونًا، فكان بينهم "ملكة الفيديوهات القصيرة"، التي كانت تصور مقاطع فيديو ساخرة لأي شيء يتحرك، و"ملك الهاشتاجات"، الذي كان يطلق هاشتاجات غريبة وغير مفهومة لجذب الانتباه.
في أحد اجتماعات مجلس البلدية، قررت الجماعة أن تستعرض قوتها. دخلوا قاعة المجلس وهم يحملون لافتات كتب عليها عبارات مثل "نريد المزيد من اللايكات!" و"أين هي الترندات؟" و"نطالب بمجلس بلدية ترندي!".
بدأ "أبو الترندات" بإلقاء خطاب ناري أمام أعضاء المجلس المصدومين، مطالبًا بتخصيص ميزانية للمشاريع التي تضمن لهم أكبر عدد من اللايكات، مثل بناء نافورة من الشوكولاتة أو تنظيم سباق للبط المطاطي في نهر المدينة.
"ملكة الفيديوهات القصيرة" بدأت في تصوير مقاطع فيديو لأعضاء المجلس وهم يحاولون فهم ما يحدث، بينما كان "ملك الهاشتاجات" يطلق هاشتاجات غريبة مثل #مجلس_البلدية_الترندي و#نريد_لايكات.
الفوضى عمت المكان، وأعضاء المجلس كانوا يحاولون استعادة النظام، لكن محاولاتهم باءت بالفشل. وفي غضون ساعات قليلة، انتشرت مقاطع الفيديو والصور على وسائل التواصل الاجتماعي، وحققت الجماعة هدفها: الشهرة واللايكات.
لكن المفاجأة كانت في اليوم التالي، عندما اكتشفوا أن شهرتهم لم تكن كما توقعوا. فقد تحولوا إلى مادة للسخرية والضحك، وأصبحوا حديث المدينة، ولكن ليس بالطريقة التي كانوا يتمنونها.
في النهاية، أدرك "أبو الترندات" وأعضاء جماعته أن الشهرة الحقيقية لا تأتي من اللايكات والمشاهدات، بل من الأفعال الحقيقية التي تترك أثرًا إيجابيًا. وهكذا، تفرقوا، وبدأ كل منهم في البحث عن طريقة أخرى لتحقيق الشهرة، ولكن هذه المرة بطريقة أكثر جدية وإفادة للمجتمع.
قصة من الخيال.
المتقاعد العسكري نضال انور المجالي