أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
باحثون أردنيون يشاركون في المؤتمر العلمي التاسع لكلية الإعلام في الجامعة العراقية الأونروا تعلن نفاذ مخزون الطحين من مخازن الوكالة في قطاع غزة الأسهم الصينية واليابانية تواصل المكاسب فاعليات شعبية ورسمية تؤيد القرارات الحكومية للحفاظ على أمن الأردن الكنائس الكاثوليكيّة في الأردن تصلي لراحة نفس البابا فرنسيس مقتل جنرال روسي في انفجار سيارة قرب موسكو استطلاع معاريف: تراجع ثقة الإسرائيليين في نتنياهو الإعلام الحكومي بغزة: المجاعة تتسع والقطاعات الحيوية تنهار ترمب: القرم ستبقى مع روسيا الصين تعفي سلع أمريكية من الرسوم الجمركية .. ملامح هدنة لحرب التجارة البريد الأردني: الخدمات اللوجستية هي العمود الفقري لنجاح التجارة الإلكترونية وزير الشباب وأمين عمان يتفقدان الأعمال المساندة لتطوير مرافق مدينة الحسين للشباب بدء الاستعدادات النهائية لجنازة البابا فرنسيس خشية من كمائن حماس النوعية .. ماذا قال ضابط في جيش الاحتلال؟ تصعيد جديد .. باكستان والهند تتبادلان إطلاق النار هيئة البث: تقديرات بأن الدول الأعضاء بالجنائية الدولية لن تنفذ مذكرات الاعتقال السيسي: مصر سد منيع أمام تصفية القضية الفلسطينية جامعة العلوم والتكنولوجيا تنظم جلسة حوارية في مجال التكنولوجيا المتقدمة مجلس الأمن يجتمع بشأن التطورات السياسية والإنسانية في سوريا شروط الرئيس السوري للتطبيع مع إسرائيل
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة **أزمة الحدود اللبنانية السورية: عندما يُختزل...

**أزمة الحدود اللبنانية السورية: عندما يُختزل الوطن في ظل "المقاومة" الزائفة**

20-03-2025 08:43 AM

ما يجري على الحدود اللبنانية السورية ليس مجرد اشتباكات عابرة أو صدامات حدودية، بل هو انعكاسٌ لمرضٍ مزمنٍ أصاب الدولة اللبنانية منذ عقود: تغوّل حزب الله على مؤسساتها، وتحويلها إلى كيانٍ هشٍّ يُدار من خلف الستار وفق أجنداتٍ خارجية. هذا الحزب، الذي نشأ تحت شعار "المقاومة"، تحوّل إلى دولةٍ داخل الدولة، بل إلى دولةٍ فوق الدولة، يُملي إرادته على الجميع، ويستخدم سلاحه لا لتحرير الأرض، بل لفرض الهيمنة وإلغاء الآخر.

بدأت القصة في الجنوب اللبناني، حيث كانت مغامرة حزب الله مع الكيان الصهيوني عام 2006 ذريعةً لتدمير البنية التحتية للجنوب، وتقديم لبنان قرباناً لمصالح إقليمية. واليوم، يعيد الحزب الكرّة على الحدود الشرقية مع سوريا، مستغلاً الفوضى لتعزيز أنشطته المشبوهة: تهريب السلاح، تجارة المخدرات، وتكريس منطق الميليشيا بدل منطق الدولة. بات حزب الله كطفلٍ مدللٍ يفتعل المشاكل مع الجيران، ثم يختبئ خلف الدولة اللبنانية عندما يتلقى الصفعات، مطالباً إياها بأن "تأخذ دورها" الذي سلبه منها منذ عقود.

تحت غطاء "سلاح المقاومة"، حوّل حزب الله هذا السلاح إلى أداةٍ لقمع المكونات اللبنانية، وإلغاء دور المؤسسات، وتنفيذ أجندات إيران. أصبح السلاح وسيلةً لفرض الإرادة، لا لتحرير الأرض، وأداةً لتعميق الانقسام، لا لتوحيد الصف. وفي ظل هذا الواقع، باتت الدولة اللبنانية مجرد ستارٍ يُستخدم لتبرير العربدة، بينما يُترك الجيش اللبناني في موقفٍ حرج، يُطلب منه الرد على مصادر نيرانٍ أشعلها حزب الله نفسه.

المفارقة المؤلمة هي أن الحزب يُسمي عناصره على الحدود "عشائر"، في محاولةٍ لتضليل الرأي العام. لكن الحقيقة أن هذه "العشائر" ليست سوى مجموعاتٍ صغيرةٍ من عناصر حزب الله، تعمل بعكس مصالح الدولة، وتكرس منطق الميليشيا. وفي المقابل، تتصرف الدولة السورية بمنطق الدولة الحقيقية: تنشر الجيش العربي السوري على الحدود، تمنع الأنشطة غير القانونية، وتحمي سيادتها دون اللجوء إلى استغلال العشائر، رغم أن أصغر عشيرة سورية يفوق تعداد رجالها عدد الجيش اللبناني.

هنا يبرز السؤال: أين دور الرئيس اللبناني، وأين دور المؤسسات؟ لماذا لا يمارس الرئيس جوزيف عون صلاحياته لاستعادة الدولة من براثن حزب الله؟ لماذا لا يُنشر الجيش اللبناني على الحدود لفرض السيادة، ونزع السلاح من يد الميليشيات التي تعبث بأمن الوطن؟ لماذا يُترك لبنان رهينةً لمغامرات حزب الله، التي لا تخدم إلا مصالح إيران، وتُغرق لبنان في الفوضى والانهيار الاقتصادي؟

إن استمرار هذا الوضع لا يهدد فقط العلاقات مع الجوار، بل يهدد وجود لبنان كدولة. فالدولة التي تفقد سيادتها على حدودها، تفقد شرعيتها في أعين شعبها والعالم. وعلى الرئيس اللبناني أن يختار: إما أن يكون رئيساً لدولةٍ حقيقية، أو أن يبقى شاهد زورٍ على تحوّل لبنان إلى مجرد ساحةٍ خلفية لمشاريع إقليمية.

لبنان يستحق أكثر من هذا. يستحق دولةً تحميه، لا ميليشيا تُغرقه في الفوضى. يستحق جيشاً يدافع عن حدوده، لا سلاحاً يُستخدم لفرض الهيمنة. يستحق رئيساً يُعيد إليه كرامته، لا أن يكون صدىً لأصواتٍ تأتي من خارج الحدود. وإلا، فإن لبنان سيستمر في دفع ثمن مغامراتٍ لا ناقة له فيها ولا جمل، بينما يبقى شعبه أسيراً لحلم دولةٍ لم تكتمل بعد.

------

عبدالناصر عليوي العبيدي








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع