أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
العمل الاردنية : تسفير 3 آلاف عامل وافد مخالف منذ بداية العام رئيس الصريح يوضح حول قرار الانسحاب من الدوري قصة بين الراحل الحسين والإعلامي الأردني جبر حجات - فيديو أبو صعيليك: إنشاء وحدة بيانات في الوزارات لتقييم أداء الموظفين عطلة رسمية الخميس في الخدمات الطبية الملكية رويترز: تقدم في محادثات القاهرة بشأن غزة ونقاط مهمة لا تزال شائكة بن غفير يصدر قرارا بإغلاق مكاتب صندوق ووقفية القدس بالقدس بدء الاجتماع المغلق لاختيار بابا الفاتيكان الجديد صحيفة إسرائيلية: نتنياهو يخطط لإنهاء الحرب في أكتوبر حماس ترحّب بانعقاد العدل الدولية للنظر في التزامات إسرائيل المعارضة بغينيا بيساو تتفق على تحدي الرئيس في الانتخابات الاتحاد العام لنقابات عمال الأردن يستعرض إنجازات العقد الموحد للعاملين في التعليم الخاص "المهندسين" تكرم لجان واعضاء مجلس الشعبة المدنية تنشيط السياحة تشارك في المعرض الدولي للسياحة في الجزائر الأميرة وجدان الهاشمي ترعى افتتاح أسبوع رسومات "الكوميكس" السعودية تفرض غرامات تصل 26 ألف دولار لمخالفي تعليمات الحج 1.2 مليون طالب فلسطيني استفادوا من منصة تعليمية أردنية مبتكرة إعلام إسرائيلي: صبر ترامب نفد وأوهام سموتريتش لن تتحقق الأرصاد: أمطار غزيرة في الرويشد والمناطق المجاورة "حزب عزم" النيابية تؤكد دعمها للقطاع الصناعي
سوريا الجديدة: الواقع يفرض نفسه، والحكمة تقتضي التعايش
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة سوريا الجديدة: الواقع يفرض نفسه، والحكمة تقتضي...

سوريا الجديدة: الواقع يفرض نفسه، والحكمة تقتضي التعايش

18-03-2025 09:41 AM

بعد سنوات طويلة من الصراع والمعاناة، وبعد أن خاض الشعب السوري أشرس المعارك دفاعًا عن حريته وكرامته، فرضت الأحداث واقعًا جديدًا لا يمكن إنكاره أو القفز فوقه.

اليوم، بعد سقوط النظام الذي حكم البلاد لعقود بالقمع والاستبداد، وبعد أن فشلت كل المحاولات الخارجية لإعادة عقارب الساعة إلى الوراء،

يقف السوريون أمام خيار مصيري: إما الاستمرار في الحرب حتى الفناء، أو القبول بالواقع الجديد والعمل على تحسينه.

هيئة تحرير الشام والفصائل المتحالفة معها أثبتت أنها قوة لا تُهزم، ليس فقط بالسلاح والقتال، بل بالعقيدة والإرادة. فقد واجهت أعتى الجيوش، وتحدّت الميليشيات الطائفية القادمة من وراء الحدود، وصمدت أمام التدخلات الإقليمية والدولية، لأنها تمثل فكرة متجذرة في وجدان من حملوا السلاح دفاعًا عن أنفسهم ضد نظام لم يعرف سوى القمع والقتل والتدمير.

الشعب السوري، الذي عانى من السجون والمجازر والكيماوي والبراميل المتفجرة، لا يمكن أن يعود إلى حكمٍ طائفيٍّ أقلويٍّ جلب الاحتلالات وجيّش الميليشيات العابرة للحدود.

لقد دفع السوريون الثمن غاليًا، بملايين الضحايا والمشردين، ولا يمكن لمن قدّم هذا الحجم من التضحيات أن يقبل بالعودة إلى المربع الأول.

هذا هو واقع لا يمكن تغييره، وهو ما تدركه جميع القوى الإقليمية والدولية، حتى وإن لم تعترف به علنًا.

لكن في المقابل، يجب أن يكون الجميع على وعيٍ بأن الحرب لا يمكن أن تستمر إلى الأبد،

وأن المصالحة الوطنية ليست خيانة، بل ضرورة يفرضها المنطق والعقل.

الرئيس أحمد الشرع أبدى انفتاحًا ومرونة، وأظهر رغبة في تحقيق استقرار يمكن للجميع أن يشارك فيه.

الأقليات التي تخشى على مستقبلها عليها أن تدرك أن الحل ليس في المواجهة والاستنزاف، بل في التعايش والتكيف مع الواقع الجديد، لأن المعادلة واضحة: الاستمرار في الصراع سيؤدي إلى خسائر لا يمكن تحملها، والتاريخ يؤكد أن من يرفض التكيف مع موازين القوى الجديدة، ينتهي به المطاف في مهبّ الريح.

لكن هذا الاستقرار لا يمكن أن يتحقق دون العدالة والمحاسبة.

على الجميع أن يقبل بمبدأ المحاسبة لكل من ارتكب الجرائم، بغض النظر عن انتمائه أو خلفيته. فلا يجوز أن يصبح المجرمون عقبة أمام مستقبل البلاد، ولا أن يُسمح لهم بالتمترس خلف جماعاتهم الطائفية أو العرقية للإفلات من العقاب. يجب على كل طائفة أو مجموعة أن تتخلى عن مجرميها، وأن تساعد الدولة في تقديمهم للعدالة، بدلًا من حمايتهم وجلب المزيد من الكوارث على أنفسهم وعلى غيرهم.


العدالة ليست انتقامًا، بل أساس الدولة المستقرة، وهي وحدها التي تضمن عدم تكرار الماضي الأليم. لذلك، فإن الخيار الحكيم اليوم هو العمل على تحسين الأوضاع تحت الحكم الجديد، والمساهمة في بناء سوريا مستقرة، بدلًا من الرهان على معارك خاسرة لن تؤدي إلا إلى مزيد من الدمار. سوريا اليوم لم تعد كما كانت، ومن يعتقد أن الماضي يمكن أن يعود فهو واهم.

الحكمة والعقل يفرضان القبول بالواقع الجديد، والعمل ضمنه، مع الالتزام بتحقيق العدالة، حتى تستعيد البلاد توازنها، وينعم الجميع بالأمان.

-----

عبدالناصر عليوي العبيدي








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع