أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
اليكم حالة الطقس في الأردن ليومي الجمعة والسبت السيناتور ساندرز لنتنياهو: التنديد بقتل 34 ألفا ليس معاداة للسامية "بيتزا المنسف" تشعل جدلاً في الأردن البنتاغون: الولايات المتحدة بدأت بناء رصيف بحري في غزة لتوفير المساعدات تنظيم الاتصالات تتخذ تدابير لإيقاف التشويش في نظام “GPS” حماس ترد على بيان الـ18 : لا قيمة له الإحصاء الفلسطيني: 1.1 مليون فلسطيني في رفح الذكور يهيمنون على الأحزاب الأردنية إحباط تهريب 700 ألف كبسولة مكملات غذائية مخزنة بظروف سيئة المومني: الأحزاب أصبح لها دور واضح في الحياة السياسية الأردنية قوات الاحتلال تكشف حصيلة جرحاها في غزة .. وتسحب لواء "ناحال" الوطني لمكافحة الأوبئة: الأردن خال من أية إصابات بالملاريا القيسي: لا شيء يمنع تأجير قلعة القطرانة لمستثمر أردني وتحويلها لفندق اليابان تغتال حلم قطر في بلوغ الأولمبياد حماس مستعدة للتوصل لهدنة لمدة 5 سنوات ولن تسلم الأسرى قبل انتهاء الحرب الأردن على موعد مع حالة ماطرة استثنائية تستمر 10 أيام سموتريتش: حان الوقت لعودة الموساد إلى التصفية. أردني يبيع عنصر أمن ماريجوانا .. ماذا قالت المحكمة؟ - فيديو. استطلاع: 53% من الأميركيين لديهم ثقة ضئيلة بنتنياهو. الحكومة تتعهد بتسهيل تدفق السواح الروس للأردن

محاولة قتل فاشلة!

26-02-2010 12:03 AM

كانت تلك اول مرة في حياتي اتعرض فيها مع اخرين لمحاولة قتل بالرصاص الحي ، والمكان في الخليل ، وعلى مدخل الحرم الابراهيمي ، حين هاجم المستوطنون وفدا نيابيا اردنيا يزور المسجد ، يوم السبت ، من احد شهور عام تسعة وتسعين.

لا يُنسى ذلك اليوم ابدا ، فقد هجم علينا المستوطنون من كل مكان ، وهم بضع مئات في الخليل ، الرشاشات تدوي ، والرصاص ينهمر ولا تعرف هل يُطلقونه علينا ام حولنا وحوالينا ، ام فوق رؤوسنا ، ولم يبق مستوطن صغير الا وضرب سيارات الوفد بالحجارة والاحذية ، ولم نخرج من الموقع الا بشق الانفس ، وبطريقة تُشبه الهروب في الافلام السينمائية ، حيث لم يوفرنا المستوطنون يومها ، من رشق الحجارة والاحذية حتى خلال مغادرة السيارات بطريقة جنونية ، خوفا من القتل.

قبل ان يخلعنا الامن الفلسطيني ، من اماكن وقوفنا ويرمينا في السيارات خوفا من القتل ، كان عجوز خليلي يبلغ من العمر قرابة تسعين عاما ، يلبس اللباس الفلسطيني التقليدي ويبيع على رصيف شارع الشهداء عدة انواع من البهارات ، وقد اكتسى وجهه بالنور والصبر معا ، فيما لحيته البيضاء تقول لك ان خلف وجهه محاربا يقف هنا عنادا ومعاندة ، وليس من اجل بيع غرامات من البهارات ، شاهدني يومها هلعا ، فقال لي "يا ابني احنا كل يوم على هالحالة ، انتو شو شفتو" قالها والدمع يفيض من عينيه ، وبقي واقفا غير آبه لا بمستوطنين ولا باطلاق رصاص ، ولا برشاشات وحجارة واحذية.

تضم اسرائيل الحرم الابراهيمي الى قائمة التراث اليهودي ، والحرم يسمى حرما من باب المجاز ، واسرائيل تفعل ذلك بعد ان قسمت المسجد الى قسمين ، واحد للمسلمين وواحد لليهود ، وهي تفعل ذلك توطئة لاخذ المسجد كله ، باعتباره يهوديا ، وهي تفعل ذلك كبروفة تمهيدا لما سيجري للمسجد الاقصى ، من مؤامرات تتراوح بين التقسيم او الهدم ، وغير ذلك من مؤامرات يجري رسمها في الظلام.

السؤال الذي يتبدى هو ما الذي سيقدر عليه اهل فلسطين وحدهم في الخليل والضفة والقدس ، من اجل هذه المساجد ، ما الذي سيقدر عليه هؤلاء وسط الخذلان العربي ، ووسط الصمت والسكوت ، وهو سكوت ليس بجديد ، فقد تم حرق المسجد الاقصى سابقا ، ولم يفعل العرب شيئا سوى تأسيس منظمة المؤتمر الاسلامي ، ردا على الحريق ، ورأى العرب بعيونهم هدم مساجد غزة وسكتوا ، وشاهدوا بعيونهم كيف حوّل اليهود مساجد فلسطين المحتلة عام ثمانية واربعين الى اسطبلات خيل ونواد ليلية ، ومشارب خمر ، وسكتوا وكأنهم عُميان خُرسان ، وطُرشان ايضا.

القمة العربية التي سُتعقد في ليبيا مطالبة منذ اليوم بجعل القمة مُخصصة للاقصى وللحرم الابراهيمي ، ليس من اجل بيانات استنكار وتنديد كعادة العرب ، بل من اجل تحديد الموقف بشكل واضح من اسرائيل ، واعلانها عدوة ، والعودة الى اسس الصراع ، والغاء عملية السلام ، والعودة الى كل الخيارات ، التي تحُرر وطنا سليبا ، وهي الخيارات التي نعرفها ، وليس من بينها التنديد ولا التوسل للمجتمع الدولي لوقف اسرائيل عند حدها وحدودها ، بعد ان وصلنا الى مرحلة باتت فيها اهم مساجد المسلمين ، تحت السكين ، فيما الامة تتفرج على المشهد ، ببلاهة ، ولو ان جارك قطف وردة من حديقة بيتك دون ان يستأذنك لقطعت يده ، اما اسرائيل التي تريد قطف روح فلسطين في القدس والخليل ، فلا تجد من يردعها ولا من يقطع يدها.

لم يثبت في تاريخ البشرية ان زال احتلال بغير القوة ، وما دمنا قد تركنا الحل ، وتركنا أعز ما لنا ، ليتم انتهاكه واغتصابه وجلسنا نتفرج ، فان امامنا كثيرا من الهوان على الطريق ، حتى يعود كل شيء الى اساسياته ، واذا كان المرء تعرض الى محاولة قتل فاشلة برفقة اخرين ذات يوم في الخليل ، فان محاولة القتل الكبرى اليوم ، قد لا تفشل ، وسط التعامي الذي نراه بداية بسلطة اوسلو الساكتة ، وصولا الى كل السلطات الاخرى المتربعة في مشرق العرب ومغربهم ، وشمالهم وجنوبهم.

لك الله يا فلسطين ، لك الله وحده ، ولا نامت اعين الجبناء.

mtair@addustour.com.jo





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع