يجتمع وزراء دفاع الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، الخميس، في بروكسل، في إطار التحضيرات لقمة الحلف المرتقبة في لاهاي خلال شهر حزيران المقبل.

وفي استعراضه لأجندة الاجتماع، أكد الأمين العام للناتو، مارك روته، على التقدم المستمر في الإنفاق الدفاعي داخل الحلف، مشيرًا إلى أن "الحلفاء الأوروبيين وكندا استثمروا 485 مليار دولار في الدفاع خلال عام 2024، ما يمثل زيادة تقارب 20% مقارنة بعام 2023"، متوقعت أن يشهد عام 2025 ارتفاعًا إضافيًا في هذه النفقات.

وأوضح روته: "منذ التعهد بالاستثمار الدفاعي في عام 2014، أضاف الحلفاء الأوروبيون وكندا أكثر من 700 مليار دولار إضافي إلى ميزانياتهم الدفاعية"، مؤكدًا أهمية استمرار هذه الاستثمارات لضمان توزيع عادل للأعباء بين الحلفاء.

- تعزيز القدرات الدفاعية -

وسيركز الاجتماع أيضًا على تعزيز القدرات الصناعية الدفاعية عبر تحديث خطة عمل إنتاج الدفاع في الناتو، وفق روته، الذي شدد على أن "الحلف بحاجة إلى التحرك بسرعة وكفاءة أكبر"، مؤكدًا أهمية رفع القدرات الإنتاجية الدفاعية في جميع أنحاء التحالف.

إلى جانب ذلك، سيناقش الوزراء التهديدات الروسية المتزايدة ضد دول الناتو، بما في ذلك ما وصفه "أعمال التخريب، ومحاولات الاغتيال، والهجمات على البنية التحتية الحيوية".

وأوضح الأمين العام أن الناتو يرد على هذه التهديدات من خلال أنشطة "حارس البلطيق" في بحر البلطيق، إلى جانب تعزيز حالة التأهب الدفاعي في مختلف الجبهات.

- دعم أوكرانيا -

وأضاف روته أنه سيكون دعم أوكرانيا بندًا رئيسيًا على جدول الأعمال، إذ من المقرر أن يجتمع وزراء الدفاع في مجلس الناتو-أوكرانيا مع وزير الدفاع الأوكراني، روستم أوميروف، والممثلة العليا للاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، لمناقشة تطورات الوضع الميداني واحتياجات أوكرانيا العاجلة.

وأشاد روته بالمساعدات الكبيرة المقدمة مؤخرًا من السويد وفنلندا وكندا، مشيرًا إلى الدور المحوري للقيادة الجديدة للناتو في فيسبادن بتنسيق عمليات الدعم.

وقال: "لم يلتزم الحلفاء فقط بتعهداتهم، بل تجاوزوها إلى حد بعيد"، في إشارة إلى أكثر من 50 مليار يورو قُدمت لأوكرانيا خلال عام 2024، جاء أكثر من نصفها من الحلفاء الأوروبيين وكندا، مشددا على أهمية هذا الدعم في تعزيز موقف أوكرانيا ميدانيًا وعلى طاولة المفاوضات، لضمان تحقيق سلام دائم.

- مشاركة أميركية رفيعة المستوى -

وفي سياق متصل، ينطلق، الأربعاء، اجتماعًا جديدًا لمجموعة الاتصال الخاصة بالدفاع عن أوكرانيا في مقر الناتو، حيث رحب روته بمشاركة وزير الدفاع الأميركي الجديد، بيت هيغسيث، في أول اجتماع له مع الحلف، مؤكدًا أن "هذه المشاركة تعكس التزام الولايات المتحدة القوي بدعم الحلفاء وتعزيز الأمن الجماعي".

يأتي هذا الاجتماع في وقت يشهد فيه الناتو تحديات أمنية متزايدة، مما يعزز الحاجة إلى استراتيجيات دفاعية أكثر صلابة واستثمارات عسكرية مستدامة لحماية أمن واستقرار الحلف ودوله الأعضاء.