يُعتبر الأردن منذ عقود طويلة أحد أعمدة الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، التي عانت ولا تزال تعاني من أزمات وصراعات متعددة .
الدور الأردني يتجاوز حدوده الجغرافية ليصبح عامل توازن سياسي وأمني إقليمي، لا سيما في ظل المتغيرات المتسارعة التي تهدد المنطقة، ورغم الضغوط الداخلية والخارجية، يظل الأردن ثابتاً على مواقفه المبدئية، خصوصاً في القضايا المصيرية التي تمس أمنه الوطني وهويته السياسية .
في واحدة من أكثر القضايا حساسية على المستوى الإقليمي والدولي، يبرز موقف الأردن الرافض لتهجير أهالي غزة إلى أراضيه، وهو موقف مبدئي يستند إلى حماية الحقوق الفلسطينية التاريخية ومواجهة مشاريع التصفية التي تستهدف القضية الفلسطينية، هذا الموقف الأردني لم يكن مجرد تصريحات دبلوماسية، بل جاء على لسان الملك عبدالله الثاني بشكل واضح وصريح في المحافل الدولية، مؤكداً أن الأردن لن يكون بديلاً عن فلسطين، ولن يسمح بتغيير ديمغرافي يهدد هويته وأمنه .
الموقف الأردني هذا وضع القيادة الأردنية في مواجهة مباشرة مع ضغوط دولية وإقليمية، بما في ذلك الإدارة الأميركية بقيادة دونالد ترامب، التي تحاول فرض تهجير أهل غزة إلى الأردن ومصر ، إلا أن الرد الأردني كان حازماً، ورفض الدخول في أي مساومة تمس القضية الفلسطينية أو الهوية الوطنية الأردنية .
ما يميز الأردن في أوقات الأزمات هو التلاحم الوثيق بين القيادة والشعب، التظاهرات والوقفات الشعبية والبيانات العشائرية الأخيرة في الأردن، جاءت لتؤكد هذا التلاحم ودعم الموقف الرسمي الرافض لأي شكل من أشكال التهجير أو الحلول على حساب الأردن، هذه الوحدة الوطنية شكّلت رسالة قوية للعالم بأن الأردن، رغم موارده المحدودة، يمتلك قوة شعبية وسياسية قادرة على حماية مصالحه الوطنية.
يعلم المجتمع الدولي جيداً أن استقرار الأردن يعني استقرار منطقة الشرق الأوسط بأكملها، فالسيناريوهات البديلة عن استقرار هذا البلد تفتح الباب أمام الفوضى التي لا تقف عند حدوده، بل تمتد لتشمل دول الجوار، ما يجعل الحفاظ على أمن الأردن أولوية إقليمية ودولية .
اليوم، يقف الأردن في طليعة المدافعين عن الحقوق العربية، ويقدم نموذجاً للدولة التي تتبنى مواقف مبدئية بعيدة عن الحسابات الضيقة والمصالح الآنية، وبالرغم من التحديات الكبيرة، يظل الأردن ثابتاً على مواقفه، واثقاً بأن الحق لا يسقط بالتقادم، وأن الدفاع عن قضايا الأمة مسؤولية تاريخية لا يمكن التنازل عنها .
في النهاية، يظل الأردن الرقم الصعب في معادلة المنطقة، صامداً أمام العواصف، وحارساً للاستقرار، ومدافعاً عن القضية الفلسطينية، مهما كانت التحديات .
#حمى_الله_الاردن_ارضا_وشعبا_وقيادة
#روشان_الكايد
#محامي_كاتب_وباحث_سياسي