زاد الاردن الاخباري -
في زمنٍ باتت فيه ضغطة زر كافية لإتمام عملية شراء كاملة، لا يمكن إنكار أنّ التسوّق الإلكتروني غدا جزءًا حيويًا من الحياة اليومية للكثيرين. فبدلًا من تكبّد عناء التنقّل بين المتاجر التقليدية أو الازدحام في مراكز التسوق، يكتفي معظم الناس اليوم بالجلوس أمام شاشة الحاسوب أو استخدام هواتفهم الذكية لاستكشاف مئات الخيارات بنقراتٍ معدودة. لكن هذا التطوّر السريع لا يخلو من تحديات حقيقية تواجه معظم منصّات التجارة الإلكترونية، سواء من حيث تنوّع المنتجات أو دعمها للمنتج المحلي أو حتى آليات الدفع والشحن.
تحديات المتاجر الإلكترونية التقليدية
على الرّغم من وفرة التطبيقات الإلكترونية المتخصّصة في بيع السلع، فإنّ معظمها يعتمد على موردين خارجيين أو مستودعات محدودة، مما قد ينعكس سلبًا على تنوع المنتجات أو أسعارها. فقد أشارت بعض التقارير (مثل تلك الواردة في مواقع متخصصة بشؤون التجارة الإلكترونية) إلى أنّ هذه المنصّات قد تضطر أحيانًا إلى استيراد بضائع بعينها أو شرائها من مورّدين محلّيين، ثم إعادة طرحها بأسعار أعلى من منافسيها، وهذا يشكّل عائقًا في منافسة الأسواق الأكبر.
إضافةً إلى ذلك، تميل كثيرٌ من المنصّات نحو التخصص في مجال محدد، كالأزياء أو الإلكترونيات أو مستحضرات العناية بالبشرة، فتغيب بذلك التجربة المتكاملة التي تسمح للمستهلك بشراء كل ما يحتاجه من متجرٍ واحد. وغالبًا ما تُبرِم تلك المنصّات اتفاقيات توريد طويلة الأجل مع شركات أجنبية، ممّا قد يضعف الحافز لدعم المصنّعين المحليين وترويج منتجاتهم.
منصّة "محلي" وتجربة مختلفة للتسوّق
من هنا جاءت فكرة منصّة "محلي" لتغيّر قواعد اللعبة في سوق التجارة الإلكترونية السعودي. هذه المنصّة—المستندة إلى بنية منصّة "سلّة" الشهيرة—تقدّم تجربة تسوّق فريدة من نوعها، إذ تضم عشرات الآلاف من المتاجر المحلّية وأكثر من 8 ملايين منتج متنوع. وبحسب الإعلان الوارد على موقع "محلي" الرسمي، تمكّنت المنصّة من جمع حوالي 36 ألف متجر مرتبط بخدمات "سلّة"، بالتعاون مع أكثر من 60 ألف متجر إلكتروني سعودي.
ما يميز "محلي" حقًا هو توجيه جلّ تركيزها نحو دعم المنتج الوطني، إذ تسعى المنصّة والتطبيق لربط التاجر السعودي بالمستهلك السعودي. ويشير موقع "محلي" إلى أنّ واحدًا من كل ثلاثة متسوّقين عبر الإنترنت في المملكة قد جرّبوا استخدام التطبيق لإتمام مشترياتهم، وذلك للاستفادة من سهولة التصفّح وكثرة الخيارات المتوفرة، فضلًا عن خدمة تتبّع الطلبات بالتعاون مع ما يزيد عن 40 شركة شحن مختلفة.
خيارات الدفع والتقنية الذكية
من المهم أيضًا الإشارة إلى تعدّد خيارات الدفع المتاحة على "محلي"، إذ يمكنك تسديد قيمة مشترياتك عبر خدمات مثل Apple Pay أو شبكة مدى، وحتى الدفع عند الاستلام؛ وهذه مرونة عالية نادرًا ما نجدها في تطبيق واحد. وبحسب موقع "محلي"، يتوفّر تطبيق المنصّة على كلٍ من متجر جوجل بلاي للأندرويد ومتجر آبل ستور للآيفون.
أمّا الجانب التقني، فيعتمد "محلي" على الذكاء الاصطناعي في عرض المنتجات بشكل يراعي تفضيلات كل مستخدم على حدة، استنادًا إلى سجلّ مشترياته واهتماماته السابقة. ولعلّ هذه الخاصية هي ما يضفي طابعًا شخصيًا على تجربة التسوّق، فتظهر للمستهلك المنتجات والعروض التي تناسبه حقًا، وهو ما أكّده القائمون على المنصّة في أحدث إصداراتها.
حافز دعم الاقتصاد الوطني
من زاوية أخرى، تُشير بعض الدراسات المحليّة إلى أنّ بروز منصّات مثل "محلي" يعزز منظومة الاقتصاد الوطني عبر إتاحة الفرصة لأصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسّطة لعرض منتجاتهم على جمهور أوسع. وهذا أمرٌ بالغ الأهمية لمستقبل قطاع التجارة في المملكة، خاصةً مع الخطط التي تستهدف تنويع الاقتصاد ودعم المشاريع الناشئة.
ولا يخفى على أحد أنّ المنافسة في الأسواق الإلكترونية حادّة، خصوصًا في ظل وجود أسماء عالمية مثل أمازون وشي إن وتمو (Temu) ونون (Noon). لكن يبقى التركيز على دعم المنتجات المحليّة، والأسعار التنافسية، والمزايا كالعروض والخصومات الدورية—مثل خدمة "Mahally Coupons" التي أعلنت عنها المنصّة مؤخرًا—من أهم العوامل التي تقف في صالح "محلي".
منصةٌ تجمع كل ما تحتاجه
أخيرًا، ما يجعل "محلي" جذّابة لدى العديد من المتسوّقين هو ما توفّره من تنوع ضخم في المنتجات؛ وقد وُثِّق ذلك على موقعها الرسمي حيث تتاح سلع تراوح بين الأزياء والديكور والأجهزة الإلكترونيّة وصولًا إلى المنتجات التراثيّة مثل "السيف السعودي" الذي يعدّ من الأكثر مبيعًا، ما يعكس الارتباط الوثيق بين المنصّة وثقافة المجتمع السعودي.
وبناءً على كل ما سبق، يبدو واضحًا أن "محلي" لا تعمل فقط على توسيع خيارات المستهلكين، بل تسعى إلى إرساء مفهوم التسوّق المحلّي الرقمي بالتركيز على تشجيع الصناعات المحليّة، وتوفير تجارب دفع وتوصيل مرنة، فضلًا عن العروض المخصصة التي تُبقي المستخدمين على تواصل دائم مع تطبيق المنصّة.