أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
كوريا الشمالية: أسلحتنا النووية ليست ورقة مساومة الصناعات الكيماوية ومستحضرات التجميل تغطي 79 % من حجم السوق المحلية إجراءات لتسهيل وتسريع معاملات تجار المواد الغذائية قبيل رمضان الفايز يكشف السيناريوهات المقبلة بالمنطقة وكيف سيتعامل الأردن معها بالأسماء .. من هم الأسرى الـ 183 الذين ستنتزع المقاومة حريتهم اليوم؟ توقعات بإجلاء الدفعة السابعة من مرضى غزة ارتفاع أسعار الذهب 70 قرشا بالأردن السبت الأردن .. لا تمديد لموعد تقديم طلبات القبول الموحد للبكالوريوس والدبلوم المتوسط السبت .. طقس بارد وغائم فلوريدا- لندن: الأردن في «استنفار دبلوماسي» بين «ألغام ترامب»… «تفويض أوسع» ومخاوف «كاريدور» الأردن .. بدء تسليم تصاريح الحج اعتبارا من اليوم ترامب: نعتبر السيطرة على غزة صفقة عقارية ولا داعي للاستعجال (تطبيقات النقل) تطالب بالشمول بالإعفاءات صحف عبرية: خطة ترامب تتجاوز الخطوط الحمراء للأردن .. وغزة لن تصبح "ريفييرا" أمريكية نقابة الأطباء ترفض تعليمات التدريب المحلي للمقيمين مصدر مصري يلوح بتدخل عسكري لمنع النزوح من غزة إلى سيناء .. "الجيش تحرك بالفعل" غبار وثلوج وأجواء غير مستقرة في 10 دول عربية نتنياهو يفكر خارج الصندوق | اقترح "دولة فلسطينية خليجية" .. وصمت في الرياض ترمب يلوح بفرض رسوم على اليابان أمام رئيس وزرائها الأردن يدين حادث إطلاق النار بمركز تعليمي في السويد
الصفحة الرئيسية ملفات ساخنة الفريق العدوان يكتب: حذارِ أن ينامَ الأردنّ...

الفريق العدوان يكتب: حذارِ أن ينامَ الأردنّ والخطرُ مستيقظٌ..!

الفريق العدوان يكتب: حذارِ أن ينامَ الأردنّ والخطرُ مستيقظٌ .. !

27-12-2024 11:58 PM

زاد الاردن الاخباري -

كتب فريق ركن متقاعد موسى العدوان - في عام 1938، كانت هناك بوادر تحول في الرأي العام نحو السلام، بعد نهاية الحرب العالمية الأولى عام 1918. وفجأة قرر" تشمبرلين " رئيس الوزراء البريطاني آنذاك، أن يشترك في مؤتمر رباعي يُعقد في ميونخ مع " هتلر" مستشار الرايخ الألماني، ومع " دالادييه "، رئيس الوزراء الفرنسي، ومع " موسوليني "، الدوتشي الإيطالي، بغرض تحقيق السلام.

لكن الذي حدث فعلا، أن تشمبرلين خلط بين السلام والاستسلام. ففي ميونخ استجاب لكامل طلبات هتلر، على وعد منه، بأن مطالبه في تشكوسلوفاكيا هي آخر مطالبه الإقليمية في أوروبا. وعاد تشمبرلين إلى بريطانيا يقول : " إن السلام تحقق في زماننا ". كان يوم عودة تشمبرلين إلى لندن من ميونخ، يوما لم تشهد له بريطانيا مثيلا في تاريخها الحديث، إذ كان لكلمة " السلام " مفعول السحر لدى الشعب.

خرجتْ جموع الشعب البريطاني، تقابل العائد من ميونخ بغصن الزيتون كأنه بطل اسطوري، استطاع أن يستوعب أحلام الإنسانية كلها في كيانه النحيل. رجال بريطانيا – شيوخا وشبابا – يهتفون باسمه : لن يعودوا بعد الآن إلى " حرب الخنادق " في القارة الأوروبية، ولن يكون منهم مشوهين وعجزة وبقايا حطام إنساني.

نساء بريطانيا – العجائز والشابات – يصلين من أجله، ويذرفن الدموع تأثرا لإخلاص رجل، استطاع أن يقيهن غوائل الترمل، وبلاء تحملهن مسؤولية أولادهن الأيتام. في ساعات قليلة أصبح " نيفل تشمبرلين " بطلا للسلام، حتى أن " المظلة " التي كان يحملها لتحميه من أمطار " بافاريا "، أصبحت في حد ذاتها رمزا للسلام.

وفي وسط هذه العاصفة " السلامية الجارفة "، لم ييأس ونستون تشرشل الذي يقود حزب المعارضة، فوقف يخطب قائلا : " حذارِ أن تنام بريطانيا والخطر مستيقظ ". وراح يكتب في وسائل الإعلام – السلطة الرابعة - ويتكلم وينتهز كل فرصة من على منبر مجلس العموم، ليرفع صوته في محاولة للتأثير على الرأي العام. فراحت تنضم إليه كوكبة بعد كوكبه من المفكرين والساسة والخبراء، الذين وجدوا في أصداء صوته، نبرة تنسجم مع ما يرونه بعيونهم، على أرض القارة الأوروبية.

ومضت أيام . . وأسابيع . . وشهور . . والرأي العام في بريطانيا يفيق . . يتنبه . . يرى . . يفكر. . يتململ. وبعد جهد يفوق طاقة البشر، استطاع تشرشل أن يحرك الرأي العام في بريطانيا. وفي صيف عام 1939 وأمام الأزمة التي أثارها هتلر، بسبب أطماعه في بولندا، كان الرأي العام بتأثير من السلطة الرابعة، قد تحول مائة وثمانين درجة. وفي 3 سبتمبر ( أيلول ) 1939 اضطر تشمبرلين تحت ضغط سياسي شعبي، أن يعلن الحرب على ألمانيا.

* * *

ما جرى في بريطانيا في ذلك الحين . . يذكّرنا بما نحن فيه اليوم من أوضاع خطيرة، تجعلنا نفكّر جديا في المستقبل. فالعدو الإسرائيلي، الذي دمّر مدينة غزة وحولها إلى مدينة أشباح غير صالحة للسكن، وقتل عشرات الآلاف من المقاومين والسكان الأبرياء رجالا ونساءً وأطفالا، وأصاب أكثر من مئة وأربعين ألف شخص بجراح وإعاقات دائمة، واغتال الكثير من قيادييّ المقاومة، ثم انتقل إلى جنوب لبنان، وكرر هناك ما فعله في غزة من قتل وتدمير، ثم أتبعها بقصف اليمن بالطائرات المقاتلة، وقتل العديد من المدنيين الأبرياء، وتدميّر عددا من المنشآت الهامة والبنى التحتية.

وها هو العدو الإسرائيلي اليوم، يَعدُ بتغيير خريطة العالم، ويتوسع في هضبة الجولان السورية ليقضم ما تبقى منها، ثم يقتحم مدينة القنيطرة، ويقيم نقاط مراقبة عسكرية في ريف سوريا الجنوبي والسيطرة على المنطقة.

وإذا ما تكرّس الوضع الجديد هناك – لا سمح الله - فإنه سيشكل تهديدا عسكريا استراتيجيا على الأردن، يتمثل في تواجد العدو على حدودنا الشمالية، كما سيهدد اقتصادنا الوطني، من خلال سيطرته على روافد المياه، التي تغذي نهر اليرموك وسد الوحدة.

وإذا ما أخذنا بالاعتبار محاولات نتنياهو في تهّجير مواطني الضفة الغربية إلى الأردن، وتذكّرنا صفقة القرن وعرابها الرئيس الأمريكي ترامب القادم إلى الحكم، ورؤيته بتوسيع مساحة إسرائيل، بدعم خفيّ من بعض الدول الأوروبية، فإننا سنصبح في دائرة الخطر، التي يجري التخطيط لها وتنفيذها في وقت لاحق، بتآمر دولي مكشوف.

وإزاء هذا الموقف الخطير الذي يهدد الوطن، علينا أن نتساءل اليوم : ماذا أعددنا لمواجهة ذلك الخطر المحتمل، سوى التصريحات الإعلامية، والاعتماد على حلفاء لا يؤتمن جانبهم ؟ علما بأن الدول العربية، عاجزة عن الفعل لمعالجة الأزمات، اعتمادا على سياسة : " كلٌ يقلع شوكه بيديه ".

في هذه الحالة الحرجة، علينا أن نشد الأحزمة، وأن نضع الخطط الاحترازية لمواجهة الخطر الوشيك، وأن نلغي من قاموسنا التراخي وإجازات الترويح عن النفس، فالوقت ليس وقت رفاه، والموقف يفرض علينا عملا جادا وسريعاّ لمواجهة الخطر، حفاظا على سلامة الوطن ومواطنيه.

وختاما . . لا يسعني إلاّ أن أستنسخ تحذير تشرشل البليغ وأقول :

" حذارِ أن ينامَ الأردنُّ والخطرُ مستيقظٌ . . يهدد وجودنا ومصيرنا في كل آن ".

* المرجع : كتاب هيكل / السلام المستحيل والديموقراطية الغائبة.








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع