زاد الاردن الاخباري -
أعلن عبدالفتاح جندلي، الأب السوري الأصل والحقيقي لمؤسس شركة "أبل" الراحل ستيف جوبز، عن انضمامه للثورة على النظام السوري، قائلاً في فيديو مدته 25 ثانية فقط "إن الصمت على ما يرتكبه (نظام الأسد) من جرائم بحق السوريين هو جريمة أيضا".
وفي الفيديو الذي بثه على "يوتيوب"، قال جندلي، المقيم بالولايات المتحدة منذ هاجر إليها في 1954 من حيث ولد بمدينة حمص قبل 80 سنة: "أنا جون جندلي. أنا متضامن مع الشعب السوري، وأرفض الوحشية والقتل الذي تقوم به السلطات السورية بحق الأبرياء. ولأن السكوت على الجرائم هو مشاركة بالجريمة، فإنني أعلن عن انضمامي لاعتصام السوريين على يوتيوب".
وجاءت عبارات جندلي القصيرة وكأنها نوع من يقظة ثورية متأصلة في وجدانه منذ ماضيه البعيد، ولو بعد طول غياب في الولايات المتحدة التي يحمل جنسيتها والتي ما زال يعمل فيها مديرا عاما في "كازينو وأوتيل بومتاون" بمدينة رينو في ولاية نيفادا، وهو الكازينو الذي اتصلت به "العربية.نت" ليل أمس سائلة عن جندلي لتتحدث إليه وتتابع معه تفاصيل تأييده للثوار السوريين، لكنه لم يكن موجودا.
والماضي البعيد لعبدالفتاح جندلي شمل بعض نشاطه الثوري منذ كان مراهقًا عمره 18 سنة ويدرس في الجامعة الأمريكية ببيروت، حيث لمع نجمه بسرعة كناشط عروبي ترأس جمعية "العروة الوثقى" الأدبية والفكرية القومية الاتجاه.
وكانت الجمعية تضم رموز حركة القوميين العرب ذلك الوقت، ومنهم جورج حبش وقسطنطين زريق وشفيق الحوت وغيرهم، وهي معلومة واردة بعدد صدر في 2007 من مجلة "كامبوس غايت" الفصلية التابعة للجامعة الأمريكية في بيروت.
وصادف إعلان جندلي انضمامه للثورة في وقت منعت فيه السلطات السورية إدخال أجهزة التليفونات الذكية إلى سوريا الأسبوع الماضي، وأهمها "آي.فون" المعروفة بأنها نجمة شركة "أبل" التي أسسها ابنه الراحل.
ويهدف المنع إلى تشديد الحصار على النشطاء الذين يستخدمون الهواتف الذكية، ويكشفون عبرها حملة العنف التي تشنها الحكومة ضد المتظاهرين المطالبين بالديمقراطية، لذلك قالوا مع خبر منعها: "لا شك أن ستيف جوبز ينتفض في قبره الآن لعلمه أن هذا الجهاز الأسطوري أصبح محظورا في بلده الأصلي".
جندلي تخلى عن ابنه لتتبناه عائلة أخرى.. والمعروف عن عبدالفتاح جندلي أن علاقة ربطته بزميلة له بجامعة وسكنسن الأمريكية التي كان يدرس فيها بعد هجرته إلى الولايات المتحدة، وهي من أصل سويسري ألماني واسمها جوان كارول شيبل، وأثمرت قبل الزواج عن طفل أنجبته، وهو ستيف جوبز.
لكن والد الطالبة كان محافظا كما يبدو، فرفضه كزوج لابنته، ولم ير جندلي طريقا أمامه سوى درب الانفصال عن الأم وابنها معا، قبل أيام من ولادة الطفل في 1956 وتوارى عن الأنظار.
أما هي فردت على الانفصال بالأسوأ وعرضت طفلها في سان فرانسيسكو على من يرغب بتبنيه، وسريعا ظهر الزوجان بول وكلارا جوبز فتبنياه، ثم اختفى للطفل كل أثر، ولم تعد والدته تدري أين حلت به الرحال مع انتقال العائلة التي تبنته إلى عناوين عدة عبر الزمن، فنسوه كأنه لم يكن.
ولم يكتشف ستيف جوبز أن والده الحقيقي هو سوري الأصل واسمه عبدالفتاح جندلي إلا بعد أكثر من 27 سنة، لكنه لم يسع للقاء به، ولا الأب سعى للاجتماع بابنه "لأني لا أريده أن يظن بأني أسعى إلى ثروته" وفق تعبيره، ثم مضى الزمن على هذا العناد بين الابن وأبيه الى أن توفي ستيف جوبز منذ شهرين.