هل سيقرأ الإخوان المشهد جيداً .. ؟؟

هل اكتساح الاخوان في الانتخابات البرلمانية يعبر عن مزاج الشارع الأردني ؟؟ بطبيعة الحال سيكون الجواب نعم، ولكن السؤال هنا _حتى يتسنى لنا معرفة مزاج الشارع الأردني_ هل كان التصويت نابع من شعور عقائدي او ديني او عاطفي ؟؟

هل كان لأحداث غزة وما حدث في السابع من أكتوبر الماضي وللآن أثر مع اكتساح الإخوان وحصولهم على هذا العدد الغير مسبوق من المقاعد النيابية ؟؟
هل هي رسائل تبعث بها الدولة للعرب والغرب عن كمية الاحتقان في الشارع الأردني ؟؟ وأن الجبهة الداخلية الأردنية تميل للإخوان الغير مرغوب بهم من العرب قبل الغرب ؟؟
لا أريد وأنا اخط حروفي هذه الا ان ينعم الجميع بالأمن والأمان وأن تنتهي معاناة اخوتنا في غزة وأن يقرأ الاخوان المشهد جيداً، وأن تكون مصلحة الوطن على رأس أولوياتهم، فتسارع الأحداث في هذا الإقليم الملتهب والخطر القادم من الحدود وبعض التنظيمات الإرهابية والخلايا النائمة، والإحتقان الداخلي نتيجة الظروف الإقتصادية وابعادها على المواطن توجب على الجميع أن نكون في خندق الوطن ونغلب مصلحة الوطن على أي شئ، فالجماعة الآن تستطيع أن تثبت للدولة والشعب والعالم أجمع انها فاعل قوي في عملية الإصلاح _اذا ما قرأت المشهد جيداً _بإختصار هي فرصة تاريخية للإخوان وعليهم الاستفادة منها بالشكل الصحيح .

أما اذا تطرقنا للحديث عن سير العملية الانتخابية فإنها إضافة حقيقية لسير خطة الإصلاح الشاملة ، وتحقيق تطلعات الوطن على أعلى مستوى .
وكانت المفاجأة التي احتضنتها النتائج ؛ بأن يفوز الإسلاميين باكتساح كبير في القوائم الوطنية والمحلية في هذه الانتخابات .
وللمتابع لسيرة الحياة السياسية بشكل عام ، ولكل راصد ومتتبع للتيارات والأحزاب المتنوعة في الأردن ، فإنه سيقرأ تعاملات صريحة ومفعمة بالديمقراطية احتوت كافة الأطياف بعيدا عن قبضة الاستبداد ، أو أبجدية القمع والسيطرة .
فهذه الجماعة - جماعة الإخوان المسلمين - تعتبر أحد أكبر وأهم القوى السياسية في الأردن ، فقاعدتها الشعبية الكبيرة وأقدميتها وانتشارها في العديد من مناطق المملكة يتيح لها قوة وتمكينا في إبداء الرأي والمشاركة.
وعلى الرغم من مقاطعة الإخوان للانتخابات مرات عديدة (البرلمانية والبلدية) ، إلا أنها هذه المرة شاركت بقوة ، الأمر الذي يؤكد أن الدولة قائمة في تعاملاتها على لغة الحوار وقبول كافة التيارات والتوجهات تحت ظل القوانين والتشريعات المتخصصة .
وتعد جماعة الإخوان التي تأسست عام 1945 م ، ركن هام من أركان الحياة السياسية ، وبذراعها السياسي حزب جبهة العمل اﻹسلامي ، وتستطيع الآن أن تثبت للدولة والعالم انها فاعل قوي في عملية الإصلاح ، في الوقت الذي نجحت فيه الدولة في التعامل بشفافية مع هذه الانتخابات ، التي شاركت فيها مختلف الأحزاب السياسية ، لتكون تلك الانتخابات دليل صريح وواضح على نجاح الأردن في مختلف الأصعدة التي تدور في فلك السياسة ، محاورا لا قامعا ، محتضنا لا مشردا ، رؤوفا لا متجبرا .

#روشان_الكايد
#محامي_كاتب_وباحث_سياسي

---