هذه هي اللحظة الأخطر عالمياً
ففي ظل التصاعد المستمر للصراعات الجيوسياسية في العالم، يبرز تساؤل أساسي مرعب : هل نحن على شفا حرب عالمية جديدة؟! حيث تتجلى التوترات العالمية في عدة بؤر ساخنة، أبرزها الصراع الروسي الأوكراني، النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، والتوترات بين الصين والولايات المتحدة بشأن تايوان ، و تطرح هذه الصراعات تحديات هائلة تتطلب استجابة دولية منسقة للحيلولة دون انفجار الأوضاع إلى نزاع عالمي شامل ، ولنبدأ بالصراع الروسي الأوكراني : وإعادة رسم الخرائط الجغرافية ،الصراع الروسي الأوكراني، الذي تفجر في فبراير 2022، يمثل أحد أكبر التهديدات للأمن الأوروبي والعالمي ، و تتجلى خطورة هذا النزاع في تعقيداته الإقليمية والدولية، حيث أن التدخل الروسي في أوكرانيا لم يكن مجرد نزاع محلي بل تحول إلى أزمة تهدد استقرار القارة الأوروبية ، و يتعرض المجتمع الدولي لضغوط هائلة لتقديم دعم مستدام لأوكرانيا، وهو ما قد يزيد من تعقيد العلاقات بين روسيا والغرب ، و إذا استمر الصراع في التصاعد ، فقد نشهد تداعيات تشمل تدخلات عسكرية من دول أخرى، ما قد يجر قوى أكبر إلى النزاع ويزيد من احتمال نشوب حرب عالمية. ثانياً : النزاع الإسرائيلي الفلسطيني: قنبلة موقوتة في الشرق الأوسط ، فمن جهة أخرى، يظل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي أحد أكثر الصراعات تعقيداً وطولاً في الشرق الأوسط ، والتوترات المتصاعدة في قطاع غزة والضفة الغربية قد تؤدي إلى تصعيد إقليمي يؤثر على الأمن في المنطقة بأسرها ، و النزاع ليس مقتصراً على الحدود الجغرافية لفلسطين وإسرائيل بل يتجاوز ذلك ليشمل القوى الإقليمية والدولية التي لها مصالح في المنطقة ، أي تصعيد في هذا النزاع قد يؤدي إلى تدخلات دولية، مما يزيد من احتمالية التورط الواسع النطاق ويشعل فتيل التوترات العالمية. ثالثاً :
التوترات بين الصين والولايات المتحدة: منافسة استراتيجية في المحيط الهادئ ، أما التوترات بين الصين والولايات المتحدة بشأن تايوان فتضيف بُعداً آخر لأزمة الأمن العالمي. تايوان تعتبر قضية محورية في العلاقات بين أكبر اقتصادين في العالم، حيث تسعى الصين لفرض سيادتها على الجزيرة التي تعتبرها جزءاً من أراضيها، بينما تدعم الولايات المتحدة موقف تايوان وتدعم تعزيز تحالفاتها في المنطقة ، أي تصعيد في هذا النزاع قد يؤثر على استقرار منطقة المحيط الهادئ ويزيد من احتمال اندلاع صراع عسكري شامل يشمل قوى دولية أخرى. وضمن هذا السياق تأتي أهمية الاستجابة الدولية: سبيل لتجنب كارثة عالمية ، ففي مواجهة هذه الصراعات، يظهر دور المجتمع الدولي في الحفاظ على السلم والأمن العالمي ، و يتطلب هذا التنسيق بين القوى الكبرى والمجتمع الدولي للعمل على منع تصعيد الأزمات ، والحلول الدبلوماسية، المفاوضات متعددة الأطراف، وتقديم الدعم الإنساني قد تكون خطوات أساسية للحد من التصعيد وتحقيق استقرار طويل الأمد.
إن قدرة المجتمع الدولي على الاستجابة بشكل فعال لهذه التهديدات ستحدد ما إذا كنا على وشك دخول عصر جديد من النزاعات العالمية ، ومن الضروري أن تكون هناك استراتيجيات متكاملة للتعامل مع كل صراع على حدة، مع التركيز على الحلول السلمية والجهود المشتركة لتفادي كارثة عالمية، ورغم أن الأوضاع الحالية تثير القلق بشأن إمكانية حدوث حرب عالمية، فإن الأمل يكمن في أن يتمكن المجتمع الدولي من الاستفادة من الدروس السابقة وتحقيق السلام من خلال الحوار والتعاون ، و إن الحماية من النزاعات الكبرى تستلزم التزاماً جماعياً من جميع الدول والمجتمعات لتحقيق عالم أكثر استقراراً وأمناً ... !! خادم الإنسانية . مؤسس هيئة الدعوة الإنسانية والأمن الإنساني على المستوى العالمي .