زاد الاردن الاخباري -
اكد تقرير التنمية البشرية للعام 2011 الذي اطلقه امس برنامج الامم المتحدة الانمائي ضرورة تحقيق التنمية المستدامة في البلدان العربية من خلال اجراءات جريئة لتقليص الفوارق وتخفيف حدة المخاطر البيئية.
ويدعو التقرير الصادر بعنوان الاستدامة والانصاف: مستقبل افضل للجميع الى تكثيف الجهود لتحقيق التنمية البشرية المنصفة للجميع, وذلك بالحد من الفوارق بين الجنسين وتوسيع الفرص المتاحة للفئات المهمشة.
كما يتناول التقرير الذي حصلت العرب اليوم على نسخة منه التحديات البيئية, ويتضمن دعوة الى ايجاد مصادر تمويل جديدة للمساعدة في تحقيق التنمية المستدامة والتحوّل الى الطاقة المتجدّدة.
وعلى المستوى المحلي اشار التقرير ان الاردن بلغ الترتيب 95 من 187 دولة بمؤشر بلغ 0.698 مقارنة بترتيب 82 من اصل 169 دولة بمؤشر بلغ 0.681 في ,2010 مما يظهر تحسنا في المؤشر وتراجعا في الترتيب, والذي يتم احتسابه على اساس 3 عوامل اساسية, وهي 1) معدل نصيب الفرد من الدخل القومي 2) متوسط العمر المتوقع عند الولادة, 3) ومؤشرات التعليم.
ويشمل دليل التنمية البشرية لهذا العام 187 بلداً وإقليماً, منها 19 بلداً عربياً والارض الفلسطينية المحتلّة.
ومع الربيع العربي وما يتيحه من فرص جديدة لتمثيل الجميع في الحكم, يرى تقرير التنمية البشرية لعام 2011 ان لغز الديمقراطية العربية مقبل على نهاية مفاجئة, تفسح المجال امام توسيع حريات الشعوب وإمكاناتها الفعلية في جميع انحاء المنطقة.
تحدّيات بيئية على مستويات مختلفة
تواجه بلدان المنطقة مجموعة من التحدّيات البيئية تستحق الاولوية في الاهتمام والمعالجة حسب هذا التقرير الذي يؤكد ان التحدّيات البيئية, ومنها التلوّث في المدن وتدهور الاراضي وشح المياه, يمكن ان تتفاقم بفعل تغيّر المناخ.
فالمنطقة العربية اشدّ مناطق العالم قحلا, وتعاني نسبة 60 بالمئة من الفقراء فيها من الشح الشديد في المياه.
وحسب دليل التنمية البشرية, تستهلك الامارات العربية المتحدة وقطر والبحرين والمملكة العربية السعودية كميات من المياه تفوق بأضعاف معدّلات الاستدامة, بينما يبلغ الاستهلاك في الاردن والجمهورية العربية السورية حد اجهاد الموارد المائية المتجدّدة, وهذا يسهم في تأجيج التوتر بين البلدان العربية والبلدان المجاورة.
والبلدان العربية تسجل اعلى معدلات للتلوّث في المدن بين مناطق العالم وأعلى درجة اعتماد على الوقود الاحفوري حسب مقاييس دليل التنمية البشرية.
ويؤكد التقرير ان التقدّم في التنمية يمكن ان يتحقق من غير انشطة تسبّب زيادة انبعاثات ثاني اكسيد الكربون. فمساهمة الفرد في انبعاثات ثاني اكسيد الكربون في النرويج (11 طناً) لا تتجاوز ثلث مساهمة الفرد في الامارات العربية المتحدة (35 طناً) مع ان البلدين يسجلان ارتفاعاً في الدخل.
ويؤكد ضرورة توسيع استخدام الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة المتجددة, الى خارج نطاق مجموعة العشرين التي تبلغ حصتها 90 بالمئة من مجموع الاستثمارات في الطاقة النظيفة في العالم.
وتنعم المنطقة العربية بأشعة الشمس القوية والرياح على السواحل. ويرى هذا التقرير في هذه الظروف الطبيعية امكانية لتوليد الطاقة من مصادر متجدّدة, ويشير الى ان هذه المصادر لا تؤمن للمنطقة حتى الان سوى 11 بالمئة من امدادات الطاقة الاساسية, اي اقل من نصف المتوسط العالمي.