زاد الاردن الاخباري -
شهدت ساحة الراشدية في مدينة العقبة امس أعمال شغب احتجاجا على عدم تحميل شاحنات الشركات الفردية التي تعمل على نقل الحاويات من العقبة إلى عمان.
فقد أقدم سائقو شاحنات هذه الشركات على تكسير بعض الشاحنات الناقلة في ساحة الراشدية ومنع أخرى من التحميل والتنزيل من ميناء الحاويات، إضافة إلى تكسير وإغلاق مكاتب بعض شركات النقل.
فيما اعترض عشرات السائقين الشاحنات القادمة من عمان في ساحة الراشدية ومنعوها من دخول المنطقة الخاصة، وأغلقوا معابر الدخول والخروج عند أكشاك شركة "نافذ" التي تشرف على تنظيم دخول هذه الشاحنات وخروجها من وإلى العقبة.
وقال سائقون ان شركات النقل "منعتنا منذ انتهاء الإضراب الأخير من تحميل سياراتنا بالحاويات من ميناء الحاويات، واحتكرت النقل لمنتسبيها فقط "، مشيرين الى أنهم يعانون من أوضاع سيئة للغاية جراء توقفهم أثناء وبعد الإضراب. وناشد هؤلاء السائقون بضرورة إنهاء معاناتهم والتي تتمثل بعدم تحميل شركات النقل لسياراتهم، مشيرين الى إعالتهم أسرا كبيرة بحاجة لمصاريف دائمة، في وقت تعاني فيه حركة الشاحنات من تراجع كبير في ظل محدودية حاويات الشحن المستوردة، ما أثقل كواهلهم. ويقول هؤلاء السائقون أن ارتفاع أسعار المحروقات يشكل عبئاً على كاهل سائقي الشاحنات الناقلة في المملكة، بسبب المعادلة الجديدة التي زادت من كلف تشغيلهم، بينما بقيت أجورهم عند مستوياتها المتدنية.
ويؤكدون أنّ انخفاض أجورهم وتواضعها تفاقم بسبب ما تقوم به بعض شركات النقل والتخليص في القطاع من مضاربات وصفقات من شأنها استغلال السائقين وخفض أجرتهم.
وأكدوا ضرورة فتح مكتب رقابة لتلقي شكاوى السائقين، داعين الى ضرورة فصل شركات النقل عن شركات التخليص، بحيث لا تكون شركة النقل هي ذاتها شركة التخليص، معتبرين ان ذلك يساهم في زيادة استغلال السائقين من خلال منح هذه الشركات معظم عطاءات النقل لسائقي شاحناتها، متجاوزين السائقين الذين يعملون بعقود تحت مظلة نفس الشركات اوإعطائهم عدد بسيط من الرحلات بأسعار زهيدة.
وقال السائق ماهر المجالي إن مطالب السائقين تتلخص بضرورة تكافؤ فرص العمل، خاصة أن بعض الشاحنات تعمل بشكل يومي، في حين تحوز أخرى على 15 فرصة للنقل في الشهر الواحد، بسبب أن شركات النقل تعطي الأولوية لسياراتها وليس للسيارات التي تشكل معها ائتلافا للنقل.
من جهته قال رئيس نقابة أصحاب الشاحنات الأردنية العمومية "محمد خير" داود، أنّ قطاع النقل يمر بمراحل صعبة ويواجه مشاكل كثيرة ويحتاج الى دعم القطاع العام والخاص لاخذ دوره كرافد للاقتصاد الوطني، مشيرا الى ان هناك اتصالات مكثفة مع شركات النقل والتخليص لتوفير احمال للشاحنات الاهلية.
وتشير احصائيات وزارة النقل الى أنّ أسطول الشاحنات وصل الى 16086 شاحنة، فيما يقدر معدل عمر الأسطول الأردني حاليا بـ 13.6 سنة، وهي مرتفعة مقارنة بالعمر التشغيلي للشاحنات في العالم، فيما يقدر الفائض في أسطول النقل البري بحوالي
40 %، أي بحوالي 7 آلاف شاحنة.
وكان المئات من اصحاب شاحنات نقل البضائع بالحاويات والعاملة على خط عمان العقبة "الاهلية" قد توقفوا مؤخراً عن العمل في ساحة رقم 1 القطرانة، احتجاجا على تدني أجور نقل البضائع واحتكار الشركات الكبرى للنقل لدور التحميل من ميناء العقبة، وفقا لعدد من أصحاب وسائقي شاحنات النقل.
وتجمعت مئات الشاحنات في الساحة، مغلقة بوابة الدخول والخروج لميناء الحاويات الرئيسي في الوقت الذي شهد فيه الميناء تكدس عدد كبير من الحاويات.