المهندس مدحت الخطيب - جاهل من لم يصل إلى عين اليقين في تحليل شخصية رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، هذا المراوغ الذي ما زال ومنذ 40 عاماً يمارس التضليل والاكاذيب بحديثه ورغبته في تحقيق السلام مع الفلسطينيين والعرب،
آخر خزعبلاته كانت قبل يومين أعلنها في كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها ال78، تمحورت في بدايتها حول آفاق وآثار التطبيع والسلام مع الدول العربية، ودوره المهم في تغيير الشرق الأوسط، ولكن- سبحان الله- سرعان ما عاد إلى طبعه المعتاد في التضليل والتدليس والخداع، فرفع خريطة يدعي أنها خضراء فاقع لونها مع أن حقيقتها وملمسها سوداء لا تسر الناظرين، شملت مناطق مكسية باللون الأخضر الداكن للدول التي تربطها اتفاقات سلام مع إسرائيل أو تخوض مفاوضات لإبرام اتفاقات سلام معها، ولم تشمل الخريطة أي ذكر لوجود دولة فلسطينية أصل الصراع ومحور النزاع وعنوانه الأول والأخير، حيث طغى اللون الأزرق، الذي يحمل كلمة إسرائيل، على خريطة الضفة الغربية المحتلة كاملة، بما فيها قطاع غزة الأشم...
الغريب في الأمر في هذا الاجتماع أن أكاذيب (النتن ياهو) ما عادت تنطوي حتى على شعبه فقد اعتبرت وسائل إعلام إسرائيلية، أن نتنياهو «يكذب» لا بل يضلل الشعب اليهودي والعالم بشأن الخريطة التي عرضها لإسرائيل، وأثار أحد المواقع العديد من التساؤلات بشأن «الجانب الذي يريد أن يصنع معه النتن ياهو السلام!!!
أردنيا أصبح التعامل مع رئيس وزراء الكيان واضحاً يتطور بناء على لعبة بهلوانية يقودها لاعب لا تثق به عمان ملكاً وحكومة وشعباً، فطوال الوقت يتذكر الأردنيون الرواية الأكثر تناقلا عن الملك الراحل الحسين بن طلال في تعريف ووصف نتن ياهو وهي: «لا تثقوا بنتنياهو»، وهي رواية سمعناها كشعب طوال الوقت من سياسيين وإعلاميين كثر، من بينهم عبد الرؤوف الروابدة وعبد الكريم الكباريتي، وفيصل الفايز، وعون الخصاونة ومروان المعشر وحدثني بها مؤخرا العين محمد داودية...
في كتاب فرصتنا الأخيرة للملك عبد الله الثاني نشره عام 2010، يقول الملك عبد الله، في فصل حمل عنوانا فرعيا «إسرائيل القلعة أم السلام مع سبع وخمسين دولة «، مخاطبا الإسرائيليين مباشرة:» لا تسمحوا لسياسييكم بأن يضعوا أمنكم في أشداق الخطر من خلال الخيارات العمياء الخالية من التفكير السليم والتي تمعن في عزلكم «، ويصف الملك الأردني في حديثه للشعب الإسرائيلي حال كوريا الشمالية بكل علاتها على أنها أفضل في علاقاتها مع العالم من إسرائيل، ثم يصل الملك إلى ملخص ما يريد قوله في رؤيته لخيارات إسرائيل – ولا نزال في سياق عام 2010 ( فما بالكم لو تحدث جلالته اليوم )-يقول جلالته:». إن أمام إسرائيل خيارا واضحا: هل تريد أن تبقى قلعة معزولة تطل بحذر وخوف من وراء الحصون على جيران لا يزيدهم الزمن إلا عدائية وعدوانية، أم هي مستعدة لقبول يد السلام الممتدة إليها من كل الدول الإسلامية السبع والخمسين بحيث تندمج نهائيا بمنطقتها وجوارها، مقبولة وقابلة؟!!!؟؟
في الختام أقول صدق من قال الطبع غلب التطبع؟ فلو اجتمعت الدنيا وما فيها لن تغير طبع هذا الشخص، حتى وإن خرج علينا كل يوم بلباس الواعظين التائبين الصادقين المهتدين، فمخطئ من ظن يوم أن لبنيامين نتنياهو دينا