أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
أمبري: على السفن التجارية في الخليج وغرب المحيط الهندي البقاء في حالة حذر مسؤول إيراني: لا توجد خطة للرد الفوري على إسرائيل سانا: عدوان إسرائيلي استهدف مواقع الدفاعات الجوية في المنطقة الجنوبية السفارة الأميركية بالكيان تضع قيودا لموظفيها حماس تدعو لشد الرحال إلى الأقصى الذهب يواصل الصعود عالميًا بن غفير: الهجوم ضد إيران مسخرة تأخر طرح عطاء تصميم المرحلة 2 من مشروع الباص السريع صندوق النقد الدولي: الاردن نجح في حماية اقتصاده الجمعة .. انخفاض آخر على الحرارة ضربة إسرائيل لـ إيران ترفع أسعار الذهب الفورية إلى مستوى قياسي جديد وتراجع الأسهم وارتفاع أصول الملاذ الآمن دوي انفجارات عنيفة بمدينة أصفهان الإيرانية وتقارير عن هجوم إسرائيلي الأردن يأسف لفشل مجلس الأمن بقبول عضوية فلسطين بالأمم المتحدة وظائف شاغرة في وزارة الاتصال الحكومي (تفاصيل) الاردن .. كاميرات لرصد مخالفات الهاتف وحزام الأمان بهذه المواقع هل قرر بوتين؟ .. أوروبا تهرع لإحباط مؤامرة لاغتيال زيلينكسي هفوة جديدة تثير القلق .. بايدن يحذّر إسرائيل من مهاجمة حيفا هل سيستمر الطقس المغبر خلال الأيام القادمة .. تفاصيل حماس تعلق على فيتو واشنطن المشاقبة: إسرائيل دولة بُنيت على الدم والنار
الدبلوماسية الصينية تقود العالم من أجل السلام
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة الدبلوماسية الصينية تقود العالم من أجل السلام

الدبلوماسية الصينية تقود العالم من أجل السلام

19-03-2023 10:20 AM

لقد أشرت سابقاً بداية هذا الشهر من خلال توقعاتي في حديثي لأكثر من موقع على الصحافة الإلكترونية بأن " آذار شهر الدبلوماسية العالمية " , وهنا نكمل على ما جرى وسيجري على أرض الواقع من دبلوماسية عالمية لإحلال السلام العالمي والذي تقوده الصين لأسباب سنتطرق لها في هذه المقالة.
بعد إعادة إنتخاب الرئيس الصيني شي جين بينغ بتاريخ 10 آذار من قبل نواب المجلس الوطني لنواب الشعب الصيني لولاية ثالثة مدتها خمس سنوات , ليصبح هذا الرئيس أول رئيس يُنتخب لثلاثة ولايات متتالية , وكان المجلس من خلال إجتماعاته خلال ذلك الإسبوع قد رسم سياسة الصين المستقبلية وكيفية تطبيقها على أرض الواقع رغم التحديات السياسية والعسكرية والإقتصادية التي تواجهها. إنطلقت بعدها الدبلوماسية الصينية وأبدعت بدايةً في جمع قطبي الصراع الآسيوي في منطقة الشرق الأوسط للجلوس على طاولة واحدة في الصين , عندما جمعت كل من السعودية وإيران في خطوة غير مسبوقة أنهت قطيعة بين البلدين منذ عام 2016 زادت خلالها توترات منطقة الشرق الأوسط بأكملها لم تفلح خلالها الإدارات الأمريكية السابقة في نزع فتيل الخلاف بينهما.
إن هذه الخطوة هي تمهيد لحل كثير من النزاعات السياسية والعسكرية في منطقة الشرق الأوسط بدأً من النزاع الخليجي- الإيراني , وتأثيرالأذرع الإيرانية في الخليج العربي والشرق الأوسط من خلال ما يجري في اليمن والعراق وسوريا ولبنان وفلسطين, ناهيك عن ما ستحققه بلدان هذه المنطقة من إزدهار إقتصادي وإستقرار سياسي لمصلحة دولها وشعوبها.
قد يسأل سائل ما الذي ستجنيه الصين من ذلك؟ إن سياسة الصين الخارجية المعتدلة تعمل لصالح إقتصادها وهو تأمين مصادر النفط الخاصة بها, بإنسيابية وسلاسة وحيث أن الصين تُخطط في المستقبل لزيادة إستيرادها من النفط والغاز من منطقة الخليج فهي بحاجة إلى ضمان آمن لهذين المصدرين ,إضافة إلى تسويق منتجاتها بسهولة ويسر من خلال المعابر البحرية لكل من أوروبا وأفريقيا والشرق الأوسط من خلال المرور الآمن من بوابة باب المندب ومضيق هرمز وقناة السويس, وهذا ما خططت له ضمن مبادرة الحزام والطريق التي أطلقتها الصين عام 2013 لتستمر خلال العقود القادمة لعام 2049, لتشارك فيها قرابة 132 دولة بإستثمار عالمي يصل إلى 26 ترليون دولار تساهم فيها الصين ب8 ترليون دولار .
ولكي تستكمل الصين وصول بضائعها إلى جميع أنحاء أوروبا ضمن نفس مبادرتها "الحزام والطريق", كان لزاماً عليها التدخل لإنهاء الحرب الروسية - الأوكرانية بأسرع وقت ممكن , حيث قامت الدبلوماسية الصينية بداية هذا الشهر بالتحرك من خلال الوثيقة الصينية التي نشرتها وزارة الخارجية الصينية والتي تتضمن 12 نقطة, قالت أنها تحتوي على خطوات لحل الأزمة الروسية - الأوكرانية داعية إلى بدء محادثات السلام ,وعبرت فيها رفضها اللجوء للسلاح النووي.
وبعدها بأيام شهدنا لقاء هام بين وزيري خارجية أمريكيا بلينكن ونظيره الروسي لافروف على هامش إجتماعات مجموعة العشرين في الهند وهو الأول منذ عام , وهذا الإجتماع وُصف للحفاظ على خيوط الإتصال بين أقوى دولتين في العالم, وهو من شأنه أن يمهد لإجتماعات ومشاورات أخرى قد تُفضي إلى صيغ إتفاقات مبدئية للجلوس على طاولة المفاوضات تمهيداً لحل النزاع الروسي- الأوكراني.
وقد تزامن اللقاء السابق لوزيري خارجية البلدين الأمريكي والروسي لقاء آخر بين نائب وزير الخارجية الروسي ريابكوف وممثلين عن الوفد الأمريكي على ضوء مؤتمر نزع السلاح في جنيف, لبحث التعاون في إطار الحد من الأسلحة الهجومية النووية والذي أعلنت روسيا مؤخراً تعليق مشاركتها في معاهدة "نيو ستارت " مع الولايات المتحدة للحد من الأسلحة النووية.
فالأيام القادمة ستشهد قمة الدبلوماسية الصينية وذلك بالزيارة الُمرتقبة للرئيس الصيني شي جين بينغ ولقاءه بالرئيس الروسي بوتين في إجتماع سيُناقش فيه القضايا العالمية والإقليمية ويحمل معه مبادرة سلام تفصيلية لإنهاء الحرب الروسيةالأوكرانية قد يتبعه لقاء آخر للرئيس الصيني بالرئيس الأوكراني زيلينسكي على أمل أن يدعو أطراف الصراع إلى الجلوس على طاولة المفاوضات من خلال الوصول إلى قواسم مشتركة تقبل بها جميع الأطراف وحلفائهم, كل ذلك بآمال يترقبها العالم بعيداً عن الشد العكسي من قبل دول أخرى لا ترغب بإنهاء هذه الحرب لتعمل على إطالة أمدها ومحاولة التضييق على الجهود الصينية في هذه المساعي.
إن الصين الطامحة بالتربع على الإقتصاد العالمي عام 2030 بناتج إجمالي 64 ترليون دولار,في وقت تتهاوى فيه البنوك الغربية والتي قد تُنذر بمشاكل إقتصادية في الولايات المتحدة وأوروبا قد تطيح بهذه الإقتصادات, فهل يدفع الغرب الصين من خلال توترات عسكرية جديدة تدخلها في نزاعات مسلحة في منطقة المحيط الهادي مع الولايات المتحدة وحلفائها في تلك المنطقة من خلال الأزمة التايوانية؟ وكان آخرها إجتماع أوكوس الثلاثي بين الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا ,أو هل سيتم الزج المباشر بالصين في الصراع العسكري الروسي مع أوكرانيا؟
بإعتقادي إن من يتعمق في دراسة وفهم العقيدة الصينية سيُدرك الحكمة التي يتمتع بها قادة الصين وعلى رأسهم الرئيس الحالي في تجنب أي صراعات عسكرية لا غالب فيها ولا مغلوب, يُطلق فيها العنان لإقتصاد بلاده للإزدهار والتقدم.
المهندس مهند عباس حدادين
الخبير الإستراتيجي في الإقتصاد والسياسة والتكنولوجيا
mhaddadin@jobkins.com








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع