أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
أبو عبيدة وما قاله عن سيناريو رون آراد يثير تفاعلا .. من هو؟ الملك يودع أمير الكويت بعد اختتام زيارة دولة استمرت يومين للأردن الملك يأمر بإجراء الانتخابات لمجلس النواب قرار "الأطباء" بمنع المزاولة لغير الأردنيين هل يسهم بخفض البطالة؟ المانيا تعلن استئناف التعاون قريبا مع الأونروا الاحتلال يغلق الحرم الإبراهيمي بحجة الأعياد اليهودية ثاني أيام عيد الفصح اليهودي .. 234 مستوطنا ومتطرفا اقتحموا الأقصى انتشال 51 جثمانا جديدا من المقبرة الجماعية بمجمع ناصر الطبي ضبط عشريني قتل شقيقه بالبقعة "رياضة الأردنية" تناقش المستجدات العلمية في الرياضة الصحية والتنافسية في مؤتمر البحر الميت الدولي بموسمه الثالث الأردن .. ارتفاع الناتج المحلي الإجمالي بالأسعار الجارية 4.4 % هبوط مفاجئ لمخزونات النفط الخام الأميركية الحكومة: تأخر تجهيز وثائق عطاءات مشاريع ذكية مرورية إقرار القانون المعدل لضمان حق الحصول على المعلومات لعام 2024 رؤساء مجالس المحافظات بالأردن - أسماء وتحديث الحكومة تشتري أجهزة حماية لـ60 مؤسسة حكومية جامايكا تعترف بدولة فلسطين جملة من التحديات تقف امام تقدم سير العمل في قطاع الاقتصاد الاخضر رابطة العالم الإسلامي تدين مجازر الاحتلال وارتكاب مجازر جماعية في غزة تسجيل 58 ألف حالة عنف أسري في الاردن عام 2023
ظلمُ المساواةِ وعدلُ الأبوة؛
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة ظلمُ المساواةِ وعدلُ الأبوة؛

ظلمُ المساواةِ وعدلُ الأبوة؛

11-08-2022 02:59 AM

كان لوالدي رحمه الله بستانَ زيتونٍ في سهول قرية حمامة العموش، وكان يبعد عن بيتنا في ذات القرية مسيرة نزول جبلٍ وصعود آخر ونزوله، وكان يزرعه عاماً بعد عام بالمحاصيل الحقلية كالحمص أو العدس أو الباميا، يتخللها أعوام زراعة قمحٍ لطحين خبزنا أو شعيرٍ لعلف دابتنا، وكان لابد من تعشيبها في بداية الربيع وحصد محاصيلها قبل نهاية حزيران، ويعتمد بذلك علينا نحن الابناء والبنات - الطبقة الكادحة في الأسرة، ويوكل قسمة حصص العمل الى أخي الأكبر - نائبه ووزيره لكل المهام.

كان الاخُ الاكبر يوزعُ حصص التعشيب وحصاد المحاصيل معتمدا على مبدأين؛ التساوي بين الذكور والاناث، والتساوي بين الصغير مع الكبير، فيحددُ نفسَ المساحةِ لكل نفرٍ بغض النظر عن عمره او جنسه، معتمداً على مربعات اسراب الزيتون طولاً وعرضاً، ويحدد وقت انتهاء العمل مع غروب شمس تلك الجمعة او ذياك الخميس - عطلة نهاية الاسبوع آنذاك، فكنا نغدو صبيحتها مع اول خيوط شمس الربيع ونعود مع آخر غياب لها، نكدح بالعمل دون تذمر الا بعض هروب لشربة ماء من كوزٍ متكئٍ تحت ظل احدى شجيرات الزيتون.

كان والدي يراقب من بعيد سير العمل بطرف عينه أثناء انشغاله ببعض التعشيب حول اشجار الزيتون، او هندمة الدوالي الارضية، او تعديل (صير) الفواصل بين الربوع بعد شتاء مطير، أما الوزير القاسي؛ فكان مشرفاً شديد الشكيمة صلب الملامح، يتجول بين الايدي الكادحة، بلا تخصيص لمهامٍ له سوى توجيهاته المستمرة باتقان العمل، وتسريع وتيرته عند تثاقل همم الكادحين.

كانت المشكلة التي تواجه صغار العمال واناثهم انهم لا يستطيعون اكمال المقرر من الواجب قبل ذكورهم الكبار، وذلك لتساوي الحمل واختلاف قدرات الحاملين، فكان والدنا الرحوم بهم يهرع بُعيد العصر ليساعد بيديه هؤلاء المتضررين وتشجيعهم - لا اعفائهم من الحمل او تجييره لغيرهم. كان الاهم عنده ان ينجز العمل كاملاً قبل الغروب - مهما كانت الوسيلة، فكان رحمه الله يرى ظلم المساواة، ويقر قسمة الوزير - المنتخب تزكيةً بحكم أنه البكر الأكبر في الاسرة، لكنه كان يجبر ميلان المساواة بعدل الابوة الغريزي.

خلاصة الذكريات؛ قد تظلمنا قسمة المساواة بقوانين الارض، فتحمّلنا مالا نطيق بالمقارنة مع غيرنا، لكن اليقين بعدل الله تعالى - الذي لا يكلف نفساً الا وسعها - هو الذي يبقينا على قيد الحياة سعداءَ راضين، نتأرجح بين ناريّ العدل الموسوم ظلماً بالمساواة، والظلم المجبور نسبياً بالمكارم الطارئة، وفي كل أرجحة بين النارين، نتطلع بشوقٍ الى نظرة رحيمة من أبٍ رؤوم، ينظر بعين العطف لا بعين الاقرار أو الاهمال.

من مقالات - الصمت في عالم الضجيج.
الدكتور المهندس أحمد الحسبان








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع