أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
السبت .. ارتفاع على درجات الحرارة غالانت وبن غفير «يعبثان» بأوراق خطرة… الأردن: ما الرسالة ومتى يعاد «الترقيم»؟ “اخرسي ودعيني أكمل” .. احتدام النقاش بين البرغوثي ومسؤولة إسرائيلية على الهواء (فيديو) العين العبادي يؤكد دستورية المادة (4/58) من قانون الانتخاب الأردنيان حماد والجعفري إلى نهائي الدوري العالمي للكاراتيه ما سقط "في العراق" يكشف أسرار ضربة إسرائيل على إيران أول خبر سار لعشاق الصيف .. حرارة أربعينية تُطل برأسها على الأردن باحث إسرائيلي: تل أبيب فشلت بشن هجوم كبير على إيران الرئاسة الفلسطينية تدين عدوان الاحتلال الإسرائيلي على مدينة طولكرم غوتيريش يدعو لوقف دورة الانتقام الخطيرة في الشرق الأوسط طبيبة أردنية عائدة من غزة تصف معاناة النساء في القطاع إصابتان برصاص مجهول في إربد جماعة يهودية متطرفة تقدم مكافأة مالية لمن يذبح قربانا بالأقصى انتشال جثة شاب عشريني من مياه سد وادي العرب إثيوبيا تستفز مصر مجدداً: من أين لكم بمياه لزراعة الصحراء في سيناء رجل يحرق نفسه أمام محكمة ترامب - فيديو. هآرتس تكشف بناء بؤرتين استيطانيتين في غزة. أسطول الحرية يستعد للإبحار من تركيا إلى غزة. 100 عمل مقاوم في الضفة الغربية خلال 5 أيام. الأردني أبو السعود يحصد ميدالية ذهبية في كأس العالم للجمباز.
بدلا من جلده على ظهره بأيدينا
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة بدلا من جلده على ظهره بأيدينا

بدلا من جلده على ظهره بأيدينا

28-07-2022 10:04 AM

ماهر أبو طير - علينا أن نتحدث بصراحة، فالأردن بكل مشاكله وأزماته الاقتصادية والاجتماعية، يقدم نموذجا اخلاقيا في عناوين مختلفة، خصوصا، في التعامل مع عشرات الجنسيات التي وفدت الى الأردن.
لا أحد هنا يصف الأردن بالكمال، وانه لا توجد اخطاء، لكننا نتحدث عن عمومية المشهد، إنصافا للأردن، بدلا من جلده على ظهره، بأيدينا، بحسن نية، او سوء نية في حالات كثيرة.
تقرأ تقريرا منشورا على احدى الوكالات العالمية، حول العنصرية الشديدة التي يتم التعامل فيها مع الاشقاء السوريين في تركيا، خصوصا، مع تراجع الوضع الاقتصادي، وحالات الاعتداء والضرب والتنكيل التي تجري لأسباب غير مفهومة، وهي ذات الحالة التي يواجهها السوريون في لبنان، الذين يتم حرق مقرات اقامتهم، خصوصا، اذا كانت على شكل خيم او بيوت صفيح، فوق موجات الكراهية والتحريض التي نراها ضد السوريين بوسائل مختلفة، من جانب الناس.
هذا الكلام لا يأتي لتشويه سمعة الاتراك او اللبنانيين، مثلا، لكنه واقع حال يشتد كلما تراجعت الظروف الاقتصادية والاجتماعية في البلدين، فيتم توجيه اللوم الى السوريين دون خلق الله.
موجات الكراهية في تركيا، والتحريض من جانب المعارضة التركية، تشتد مع قرب الانتخابات التركية، وهي تشمل الافغان والايرانيين، وجنسيات ثانية، وقد تم الاعتداء بعنف على صحفي اسباني، ظنا من المعتدين انه سوري، ولا تتوقف موجات التحريض بل تشتد اكثر كل يوم.
الأردن الذي يعاني من ازمات طوال عمره، مختلف حقا، فلماذا لا ننصفه، احتراما له، حتى لو كنا ننتقد سياسات حكوماته ليل نهار، وبرغم وجود تذمر في الأردن من الوضع الاقتصادي، وتعليقات مختلفة قد تمس وجود جنسيات مختلفة بما فيها السوريون، الا ان البنية الاجتماعية بطبيعتها لا تقبل ابدا الاعتداء على احد، ولم اسمع في حياتي عن أردني اقتحم بيت اي جنسية ثانية، او حرق البيت، او طالب بقتل ابناء جنسية ما، او طردهم، لأن البنية الاجتماعية لدينا خاضعة لمعايير اخلاقية تجرم الذي يعتدي، ولا تقف معه لمجرد انه ابن البلد، ضد اي طرف آخر، وهذا امر يتم تجريمه ايضا بالقانون، بل انك اذا اعتديت على اي شقيق عربي لسبب ما، وذهبت الى مركز الامن، قد يشتد غضب الضابط ضدك، لانه سيعتبرك استرجلت على من تقطعت بهم السبل، وجارت عليهم الايام، قبل ان يستمع الى رواية الطرفين او الخصمين.
حتى اولئك الذين يطالبون بعودة السوريين من الأردن، الى سورية، لتخفيف الأعباء عن الأردن، يطالبون بكل أدب، وبدون ظلم، او تجن، او بث للاحقاد او الكراهية، ومن الطبيعي ان يكون الشقيق السوري، حساسا، لأي كلمة او تصرف، لوجوده في مكان غير مكانه الاول، لكن بالتأكيد يعيش السوريون في الأردن، بأمان، ولا يجرؤ احد منا، بسبب تربيته الاجتماعية والدينية قبل الخوف من القانون، ان يتجاوز حدوده على اي بيت، او احد، بما في ذلك العمالة الوافدة.
في الأردن جنسيات لاجئة وفقا لتعريفات القانون من اربعين دولة، والسياق الاجتماعي اليومي، له معاييره التي تختلف عن كلام المجالس والتعليقات على وسائل التواصل الاجتماعي، فلا احد يعتدي على احد، ولا موجات كراهية كما في دول ثانية، وبلا شك فإن التربية العائلية والعشائرية والدينية تلعب دورا في كون الشخصية الأردنية، تتجنب الجور الاجتماعي، او الاعتداء على من هو اضعف، او في وضع صعب، بسبب المحن التي مرت على بلد هذا او ذاك.
علينا ان نفرق كثيرا بين النقد الذي نسمعه احيانا بسبب الظرف الاقتصادي والاجتماعي وفتح البلد لكل هذه الجنسيات، بحيث زادت الاعباء، وبين امر ثان، اي بث الاحقاد والكراهية والتحريض، وهذا امر غير قائم، برغم الضنك الذي يعيشه الناس في الأردن.
يحتمل الأردني كل شيء، لكنه لا يحتمل الجحود، او قلة الوفاء، من جانب اي شخص، لأن عدم الاقرار بالمزايا العظيمة، امر سلبي، علينا جميعا تجنبه، والاعتراف بكل فضيلة لهذه البلاد.
هذه بلاد نحبها، وتحبنا، وكل ما نريده لها، الخير والسلامة والازدهار.








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع