أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
وفاة الشاب الذي أحرق نفسه خارج محكمة ترامب حاملا معه سر انتحاره صفارات الإنذار تدوي في إصبع الجليل الاحتلال يدمر أكبر مصنع للأدوية بغزة أسعار النفط تسجل خسائر أسبوعية الأردن .. مروحة سقف تكسر جمجمة طفل محافظ العاصمة يفرج عن 15 شخصاً من موقوفي الرابية تحديد حكم المواجهة الحاسمة بين الاردن واندونيسيا زوارق الاحتلال تقصف ساحل دير البلح بعد فيضانات الإمارات وسلطنة عُمان ظواهر أكثر حدة ستضرب المنطقة .. خبراء يحذرون اكتشاف سلالة متحورة من جدري القرود جدري ورق العنب يخيب آمال المزارعين في جرش كتيبة طولكرم: نواصل التصدي لقوات الاحتلال جمهورية جديدة تعترف بدولة فلسطين يديعوت: الاحتلال رفض مرتين التوصل لصفقة تبادل أسرى غارة جوية تستهدف موقعا لقوات الحشد الشعبي جنوبي بغداد انخفاض أسعار كيلو الخيار والبندورة والبطاطا الصفدي : نتنياهو أكثر المستفيدين من التصعيد الأخير بالشرق الأوسط غوتيريش يدعو لوقف دورة الانتقام الخطيرة في الشرق الأوسط واشنطن تدعو إسرائيل لمنع هجمات المستوطنين بالضفة 5 شهداء في مخيم طولكرم برصاص الاحتلال
الصفحة الرئيسية ملفات ساخنة فايز الفايز يكتب: الأردن يعاني أزمة رجّال ومال

فايز الفايز يكتب: الأردن يعاني أزمة رجّال ومال

فايز الفايز يكتب: الأردن يعاني أزمة رجّال ومال

27-07-2022 06:07 AM

زاد الاردن الاخباري -

ننظر بحيرّة الى محيطنا العربي على الأقل كلما حاولنا عبثا قراءة خارطة التنمية والموارد المائية والزراعية أو النفطية والصناعية الأردنية، الأردن بات على مرمى حجر من الأزمة اللبنانية المالية، ولكنه أكثر حرجاً على المستوى المائي بأكثر من لبنان، وأنا أقارن البلدين الشقيقين لأنهما يتساويان في الظروف الاقتصادية وأزمة النخب السياسية والاقتصادية، فكلا البلدين يعانيان من مديونية تفاقمت كثيرا، وعلى محدودية مواردهما يستضيفان أكثر من ثلاثة ملايين لاجىء سوري، وأكثر من مليوني لاجئ فلسطيني لا يحملون الجنسية، ومع هذا ما زالا محط أنظار الدول العربية الأقوى، في محاولة لتطويع قراريهما لمصلحة هذا أو ذاك.
جلالة الملك في حديثه لصحيفة الرأي مطلع الأسبوع، طلب أن تتوقف "النخب" عن ثرثرة الصالونات والفزع الى الأحزاب أو النقاشات العامة تحت ضوء الشمس، ومع تقديرنا لوصف الملك للبعض بالنخب، فإن شيئا مما نسميه النخب قلمّا نجدهم، فحالة الاستبدال التي تسلق عبر أغصانها جيل تخرّج من مدرسة البرلمان وبعض المؤسسات عبر فوضوية الاسترضاء ومحركات الدفع المضاد لإسقاط "الرموز والنخب الأصيلة" التي يبحث الملك عنها، قد هشمت الثقة بين المواطن والمؤسسات، حتى باتوا يبحثون عن تغريدات عبر الفضاء الرحب يطلقها ممثلون بالمعنى الحقيقي للتمثيل السينمائي في بكائيات على حال المواطن والوطن وهم مسمار مدبب يوخز في خاصرة الوطن والمواطن عبر " الشو أوف" و تحقيق مصالحهم الخاصة.
في الدول العريقة، لا يتورع جيل النخب العتيقة عن الخروج علناً لإعلاء صوتهم دفاعا عن منجزات يرون أنها تضيع بسبب تنافس الصغار الذين لا يحفظون تاريخ بلادهم وتضحيات الأجيال السابقة لأوطانهم وغيرتهم على بلدانهم، ولكن ما يحدث عندنا هو عكس ما يجري عند غيرنا من دول تفرق ما بين موازنة الحكومات وموازنة الشخصيات، فإعادة تدوير الأشقاء والأبناء في مراكز باتت إرثا برلمانياً وأحيانا حكومياً، هي من أورثتنا ذلك العجز في التأشير على المرض الذي يعتري حاضرنا ومستقبلنا، فبدل أن يقدموا عبر منصة الخطابة حلولا ناجعة وأفكاراً ومقترحات تسُجل كمشروع وطني شامل، نراهم يهاجمون المسؤول أو جهة ما لأنها مست مكتسباتهم.
وفي عودة لعنوان المقالة، وحتى لا نظلم الرجال الأكفياء الذين يقومون بواجبهم على أتم وجه، أو من الجالسين على مقاعد التقاعد أو الكافينّ أيديهم وألسنتهم عن الكلام المباح، فإننا نجد سببا مقنعا لانطوائهم وابتعادهم، فأي رجل دولة أو شخصية وطنية قد تخرج لتؤشر على مواطن الخلل لا تجد سامعاً يأخذ بما يقولون، بل يشن البعض عليهم حرباً لفظية وإساءات معيبة، وتستهدفهم الأصابع بما ليس فيهم، وينسى الناس أن الزمن قد تغير حتى الحكومات قد تغيرت وجهاتها، فالأردن اليوم ليس أردن الماضي، حيث يجلس الرؤساء والوزراء سنوات طويلة يحفظون خلالها أدق تفاصيل الحياة السياسية والاقتصادية، وأي حكومة أو رئيس اليوم يكاد يتمنى اللحظة التي يغادر فيها موقعه، ولكن السؤال الجدلي دوما هل يستطيع أي عملاق اليوم تغيير الواقع بلمسة زرّ؟
ما أسميتها قديما، لعنة الجغرافيا، لا تزال تطاردنا، فإن سلمنّا بأن الأردن محدود الموارد المائية نرى في المقابل كل دول الجوار تزخر بالماء والأنهار وشواطىء البحار، وفي فقرنا للنفط نرى حولنا من أشقاء يمتلكون مخزونات نفطية وغاز يكفيهم أو يزيد عن حاجتهم ويصدرونها، وفي تراجع الصناعات عندنا تحولنا الى مستورد للسلع الغذائية والزراعية والصناعية وغيرها، في عجز بائن في ميزان الصادرات عندنا، وفي تراجع لبعض مؤسسات التعليم نرى كيف قفزت جامعات وليدة في الخليج العربي الى مصاف كبرى الجامعات العالمية، ولو بحثنا عن الوزن الوظيفي عندهم لوجدنا الأردنيين المغتربين هناك هم المحرك الأساس للأعمال والأشغال.
عندما نقول إن الأردن يعاني أزمة رجال ومال، لا نحط من قيمة أي فرد من شعبنا، فعامل الوطن من أهم الشخصيات التي تنظف بيئتنا، ولو كان الجميع محافظا على سلوكياته الطيبة، لما احتجنا لعامل ينظف قاذوراتنا، ولما رأينا الجرائم العائلية تتفاقم حد الجنون، ولما امتلأت المحاكم بالقضايا الجرمية والجنح والمطالبات، ولو تبرع أصحاب الملايين والمليارات لإنشاء وقف أو دعم كاف لصناديق المعونة لتراجعت معدلات الفقر، ولو قامت المؤسسات المالية بإنشاء مشاريع تشغيلية لما وجدنا آلاف العاطلين عن العمل، ولو اشتغل المسؤولون الكبار على أنفسهم لوجدناهم يشتبكون اليوم بعلاقات مميزة مع دول شقيقة وصديقة تعود علينا بالنفع، فأي مستقبل ننتظر إن بقينا دون نخب حقيقية؟!
Royal430@hotmail.com








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع