أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الجمعة .. اجواء ربيعية وعدم استقرار جوي للأردنيين .. انتبهوا الى ساعاتكم ! محلل سياسي : السيناريو الاقرب في غزة .. استمرار حرب الاستنزاف اليهود الحريديم يتمسّكون بلاءاتهم الثلاث ويهدّدون بإسقاط حكومة نتنياهو الغذاء والدواء تطلق خدمة منصة بلا دور صحيفة لبنانية: مبرمجون إسرائيليون يديرون أعمال الإعلام الحكومي العربي الامن العام للنشامى: صوتكم في صمتكم أكثر من 70% من المساكن بغزة غير صالحة للسكن إلزام بلدية الرصيفة بدفع اكثر من 15 مليون دينار لأحد المستثمرين وول ستريت جورنال: هدف القضاء على حماس بعيد المنال طلبة أردنيون يقاطعون مسابقة عالمية رفضا للتطبيع القسام: تفجير منزل في قوة صهيونية وإيقاعها بين قتيل وجريح "الأغرب والأكثر دهشة" .. اردنيون يسألون عن مدى إمكانية بيع رواتبهم التقاعدية الأردن يرحب بإصدار محكمة العدل تدابير جديدة بشأن غزة لليوم الخامس .. طوفان شعبي قرب سفارة الاحتلال نصرة لغزة الجيش السوداني يعلن السيطرة على جسر يربط أمبدة وأم درمان 2488طنا من الخضار وردت للسوق المركزي لامانة عمان اليوم الكويت تعلن تقديم مليوني دولار لأونروا فرنسا ستقدم 30 مليون يورو لأونروا هذا العام “لن أسمح بالتحقير مني كمسلم” .. روديجر يصدر بيانًا شرسًا للرد على اتهامه بالإرهاب
من التحذير إلى التعويد أيها السادة
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة من التحذير إلى التعويد أيها السادة

من التحذير إلى التعويد أيها السادة

25-07-2022 04:33 AM

ماهر أبو طير - بين يدي خبر قرأته وغيري ألف مرة خلال الاعوام الاخيرة، ويتكرر دائما، وربما يتوجب تدريسه في كليات الصحافة، كونه الخبر الأكثر تكراراً، من حيث الصياغة اللغوية والدلالة السياسية.
والقصة هنا، ليس الاعتراض على نشر الخبر، بل لأن نشر الخبر بشكل يومي، يعني ان لا شيء يتغير، او يتوقف، او يتراجع، ويعني ايضا ان الخبر يتورط من حيث لا يحتسب في جعل مضمونه اعتياديا، وعملا يوميا، يلغي اي رد فعل من المتلقي، او القارئ، او المسؤول، وما بينهم من جماهير.
يقول الخبر العتيد المنشور، أيضاً، اليوم الأحد، وكل يوم : “قالت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، في بيان، إن عشرات المستوطنين المتطرفين اقتحموا الأقصى على شكل مجموعات متتالية، من جهة باب المغاربة وذلك بحراسة مشددة من شرطة الاحتلال الإسرائيلي الخاصة المدججة بالسلاح، وأدوا طقوسا تلمودية عنصرية استفزازية ونفذوا جولات مشبوهة في باحاته، خصوصا في المنطقة الشرقية منه، واستمعوا لشروحات مزورة حول هيكلهم”.
القصة هنا تحولت من التحذير الى التعويد، دون ان يتعمد اصحاب الخبر ذلك، فهم يريدون ان يقولوا للناس، ان عمليات الاقتحام يومية، ومتواصلة وبنفس السيناريو دون اي تغيير.
لكن نشر الخبر يعني من ناحية سياسية، شيئا آخراً، ونشره بشكل يومي، يعني ان اسرائيل تواصل اقتحامات المسجد الاقصى، مرتين يوميا، وقد سبق ذلك اعلان الجهات المختصة في القدس، ان عدد المقتحمين وصل العام الماضي، الى اكثر من ثلاثين الف شخص،خلال عام واحد، ومن المتوقع ان تتزايد موجات الاقتحام، بشكل يؤكد ان التقاسم الزمني قد تم فعليا، حتى لا يواصل من يحذر من التقسيم الزمني، ذات صياغاته، وهو يرى بأم عينيه ان التقاسم الزمني بات واقعا يجري بشكل يومي، دون اي اعتراضات، وبحماية سلطات الاحتلال الاسرائيلي.
القصة ايضا، لا تعني الاهتمام بالمقدس، واهمال الديموغرافيا، او مدينة القدس ذاتها، فنحن امام مخطط كبير لطمس هوية المدينة الدينية والاجتماعية والاقتصادية، واعادة انتاجها، وعلى هذا فان اهم رمز في المدينة هو الحرم القدسي، واستهدافه لايأتي من باب اثارة مشاعر المسلمين، بل في سياق مخطط، يرتبط بتكريس التقاسم الزمني، توطئة للتقاسم المكاني.
اذا بقيت ردود الفعل بهذه الطريقة، فإن الاسرائيليين سيصلون الى هدفهم النهائي، دون ان يتلفتوا الى رد فعل احد، وقد اثبتوا دوما، انهم يمضون حتى النهاية في مخططاتهم.
السيناريو المقبل، الذي لا يصدقه البعض، يرتبط بالسطو على جزء من الحرم القدسي الممتد على 144 دونما، واقامة هيكل سليمان عليه، وهنا اعني المساحات الفارغة من الحرم، وبحيث يتم تقاسم الحرم الى جزئين، او السيناريو المعروف الذي يتعلق بهدم مسجد قبة الصخرة، تحديدا، او المسجد القبلي، ولو عبر حادثة مصطنعة، او حتى مباشرة، بحيث يتم اقامة الهيكل عليه.
واذا كان بعض العرب يقولون ان اسرائيل لن تجرؤ على اي من السيناريوهين لاعتبارات كثيرة، فإن الرد على اصحاب هذا الرأي سهل، بالقول ان دخول ثلاثين الف شخص الى الحرم القدسي خلال عام، كان مستحيلا في خيالنا ذات يوم، لكنه يحدث اليوم، وكل يوم امام عيوننا.
حين تصبح الشعوب مرهقة، وتفقد صلتها بقضاياها، وتصير تائهة في هذه الدنيا، ستصل الى الدرك الاسفل في كل المجالات، بما فيها ارتباطها بما هو مقدس، وبحيث يصير تبرير العجز، اسهل بكثير من وقفه، او خفضه، او مقاومته، وهذا حال عام في امة المليار ونصف مليار ايها السادة.
اما الخبر، فسوف ينشر غدا، وبعد غد، وحتى نهايات اعمارنا، حتى يشاء الله امرا كان مفعولا.








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع