أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
السبت .. ارتفاع على درجات الحرارة غالانت وبن غفير «يعبثان» بأوراق خطرة… الأردن: ما الرسالة ومتى يعاد «الترقيم»؟ “اخرسي ودعيني أكمل” .. احتدام النقاش بين البرغوثي ومسؤولة إسرائيلية على الهواء (فيديو) العين العبادي يؤكد دستورية المادة (4/58) من قانون الانتخاب الأردنيان حماد والجعفري إلى نهائي الدوري العالمي للكاراتيه ما سقط "في العراق" يكشف أسرار ضربة إسرائيل على إيران أول خبر سار لعشاق الصيف .. حرارة أربعينية تُطل برأسها على الأردن باحث إسرائيلي: تل أبيب فشلت بشن هجوم كبير على إيران الرئاسة الفلسطينية تدين عدوان الاحتلال الإسرائيلي على مدينة طولكرم غوتيريش يدعو لوقف دورة الانتقام الخطيرة في الشرق الأوسط طبيبة أردنية عائدة من غزة تصف معاناة النساء في القطاع إصابتان برصاص مجهول في إربد جماعة يهودية متطرفة تقدم مكافأة مالية لمن يذبح قربانا بالأقصى انتشال جثة شاب عشريني من مياه سد وادي العرب إثيوبيا تستفز مصر مجدداً: من أين لكم بمياه لزراعة الصحراء في سيناء رجل يحرق نفسه أمام محكمة ترامب - فيديو. هآرتس تكشف بناء بؤرتين استيطانيتين في غزة. أسطول الحرية يستعد للإبحار من تركيا إلى غزة. 100 عمل مقاوم في الضفة الغربية خلال 5 أيام. الأردني أبو السعود يحصد ميدالية ذهبية في كأس العالم للجمباز.
الصفحة الرئيسية ملفات ساخنة العلاقة مع إيران: تلزمنا أم لا؟

العلاقة مع إيران: تلزمنا أم لا؟

العلاقة مع إيران: تلزمنا أم لا؟

18-07-2022 08:15 AM

زاد الاردن الاخباري -

كتب حسين الرواشدة - نكسر حدة “جليد” العلاقة مع طهران أم لا؟

التصريحات الرسمية التي أدلى بها رئيس الحكومة الأردنية ووزير الخارجية، خلال الأسبوع الماضي، تشير بوجود نوايا لفتح خط مع إيران، ربما تبدأ من خلال زيارات رسمية متبادلة، أو لقاءات بترتيب طرف ثالث، أو بإعادة إرسال سفير أردني لطهران (تم سحبه في حزيران 2018 )، هذا يعني مسألتين:

الأولى، عمان تدرك أن إيران لا تشكل أي تهديد مباشر للأمن الوطني الأردني، وقد حان الوقت لاستقبال الرسائل التي صدرت عنها أكثر من مرة، باتجاه تحسين العلاقات، أوإعادة الدفء إليها، يأتي ذلك بالتزامن مع سياق عربي، خليجي تحديدا، يصب باتجاه التهدئة مع طهران.

المسألة الثانية تتعلق بوجود مصلحة أردنية لتلطيف الأجواء مع طهران، سواء لضمان الأمن على الحدود الشمالية حيث تتواجد بعض المليشيات المحسوبة على إيران بالجنوب السوري، خاصة بعد تصاعد المواجهات العسكرية مع تجار المخدرات، أو لتسهيل مهمة الدبلوماسية الأردنية بالعراق، حيث شكلت بعض الشخصيات السياسية، والمرجعيات الدينية العراقية المحسوبة على إيران، “مصدات” أمام الحكومة العراقية للانفتاح -اقتصاديا- على عمان .

قد تبدوالمسألة أعمق من ذلك، فمنذ عشرين عاما، على الأقل، تراوحت علاقة البلدين بين مد وجزر، الملاحظة اللافتة هي أن فتح قنوات الاتصال ارتبط، غالبا، بوجود أزمة، سواء أكانت سياسية أو أمنية، متعلقة بالأردن أو بحلفائها.

نتذكر،هنا، أن الملك عبد الله زار طهران في (سبتمبر) 2003 والتقى الرئيس خاتمي، آنذاك، على خلفية سلسلة من الأزمات، التي اتهم فيها الأردن إيران بمحاولات الإخلال بأمنه الداخلي، لكن بالمجمل ظلت العلاقة الأردنية الإيرانية، على امتداد السنوات الماضية، داخل “الثلاجة” لم تخرج منها الا في أوقات محددة، وقصيرة جدا.

السؤال، الآن، كيف يمكن أن نتعامل مع إيران، أردنيا، (وعربيا أيضا)، وهل تلزمنا العلاقة معها أم لا؟ اتفهم، بالطبع، المخاوف التي تنتاب المواطن الأردني (والعربي عموما) من التمدد الإيراني، ومن تدخلات طهران في سورية والعراق واليمن ولبنان وغيرها.

لكن بعيدا عن هذه المخاوف المشروعة، ومع الرفض للسلوك الإيراني غير المقبول، أعتقد اننا لم نفهم إيران كما يجب، كما اننا لم نتعامل معها بمنطق “السياسة” التي تتقدم فيها المصالح على المشاعر والهواجس، والأولويات والوقائع على الأمنيات والرغبات.

إيران اليوم ليست “الثورة” التي فجرها الخميني، وإن كانت مناخات الثورة ما زالت حاضرة في شوارع كل المدن الإيراينة، وربما في الخطابات التي تحفل بها وسائل الإعلام، ويرددها بعض الخطباء والمسؤولين هناك، إيران أصبحت “دولة”، تتحرك بأنفاس “الإمبراطورية”، ومسألة تصدير الثورة انتهت إلى غير رجعة، واستعيض عنها بتصدير الدولة و”القوة” والنفوذ، وفرض النموذج المدعوم بالانجاز بكافة المجالات، رغم الحصار المفروض عليها منذ عقود طويلة.

لا بد أن نفهم هذه الحقيقة حين ندقق بأية خيارات على صعيد علاقاتنا مع طهران، ذلك أن اختزال طهران في زاوية العداء والخصومة التاريخية، أو زاوية التهديد، أوحتى في إطار المذهبية وإذكاء الصراع الشيعي السني، دينيا أو سياسيا، هذا الاختزال أصبح بحاجة لإعادة نظر.

هنا يبدو خيار التفاهم مع طهران، عربيا وأردنيا، واجب الوقت بامتياز، ليس، فقط، من باب “التكيف” مع ميزان القوى الذي تغير، وانما لان هذه المنطقة لا يمكن أن تستقر دون ان يتفاهم “الجيران” التاريخيون على المشتركات التي تمكنهم من العيش معا بأمن واستقرار، وأن يعترف الجميع أنه لا يجوز لقومية أو دولة ان تستقوي على غيرها، كما انه لا يمكن ان نظل أسرى لجراحات التاريخ وصراعات الواقع، لأننا عندئذ سندفن المستقبل، ومعه الأجيال القادمة، في مستنقع التاريخ والواقع المظلم.

لدينا ثلاثة خيارات، الأول: الدخول في صراع مع إيران بصفتها خطرا على عالمنا الإسلامي، ويمكن تبرير هذا الخيار بالكثير من المسوغات والأدلة، الثاني: الاستمرار بتجاهل هذه “المستجدات” التي طرأت على الخريطة الاقليمية، ثم محاولة بناء “مصدات” سياسية للتقليل من أخطارها بالاعتماد مجددا على “لعبة” المحاور والمصالح مع الغرب، ومع إسرائيل أيضا.

أما الخيار الثالث فهو استقبال ذبذبات “النفوذ” الإيراني للتفاهم مع طهران على قاعدة بناء قواعد جديدة للخيارات والمصالح المشتركة، بما يضمن عدم استعداء إيران، ثم التزامها بتغيير سلوكها، والتوقف عن تهديد مصالح جيرانها، وبما يضمن، أيضا، بناء تفاهمات حقيقية بين “القوميات” الثلاث في المنطقة، الاتراك، العرب، الفرس، في مواجهة القومية اليهودية (المشروع والدولة: أدق) الدخيلة على المنطقة.

إذا سألتني: أي الخيارات أجدى؟ سأجيب: الخيار(الاضطرار) الثالث هوالأفضل، لكنه يحتاج إلى شرط أساس وهو ضرورة إنتاج مشروع عربي، أو تحالف عربي، قادر على الجلوس مع إيران (وتركيا أيضا) على طاولة الحوار بندية، وقادر -ايضا- على “التكيف” مع التحولات التي تشهدها المنطقة والعالم، ومن دون ذلك، فإنه لا يجوز لنا ان نلوم غيرنا، سواء طهران أو سواها، إذا ملأوا الفراغ الذي عجزنا عن ملئه وإشغاله؟

المصدر: صحيفة الغد








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع