أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
اليهود الحريديم يتمسّكون بلاءاتهم الثلاث ويهدّدون بإسقاط حكومة نتنياهو الغذاء والدواء تطلق خدمة منصة بلا دور الامن العام للنشامى: صوتكم في صمتكم أكثر من 70% من المساكن بغزة غير صالحة للسكن إلزام بلدية الرصيفة بدفع اكثر من 15 مليون دينار لأحد المستثمرين وول ستريت جورنال: هدف القضاء على حماس بعيد المنال طلبة أردنيون يقاطعون مسابقة عالمية رفضا للتطبيع القسام: تفجير منزل في قوة صهيونية وإيقاعها بين قتيل وجريح الأردن يرحب بإصدار محكمة العدل تدابير جديدة بشأن غزة لليوم الخامس .. طوفان شعبي قرب سفارة الاحتلال نصرة لغزة الجيش السوداني يعلن السيطرة على جسر يربط أمبدة وأم درمان 2488طنا من الخضار وردت للسوق المركزي لامانة عمان اليوم الكويت تعلن تقديم مليوني دولار لأونروا فرنسا ستقدم 30 مليون يورو لأونروا هذا العام “لن أسمح بالتحقير مني كمسلم” .. روديجر يصدر بيانًا شرسًا للرد على اتهامه بالإرهاب العدل الدولية تصدر بالإجماع أمرا جديدا لإسرائيل الآلاف يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى. إلغاء جلسة لمجلس الحرب كانت ستناقش صفقة التبادل الاحتلال يجري مناورة تحسبا لحرب مع لبنان. الاحتلال يستهدف مباني سكنية شمال مخيم النصيرات
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة لا أدري بأيهما أفرح؛ بعدلِ اثيوبيا أم بابن نوح؟

لا أدري بأيهما أفرح؛ بعدلِ اثيوبيا أم بابن نوح؟

23-06-2022 02:32 AM

ليس في كل البلاد عدل، ولكنه في أثيوبيا الحبشة أظهر، هي نبوءة سيدنا محمد مرتين بهجرتين، منذ ظلم قريش لمهد الاسلام وابنها محمد عليه السلام، وليس كل الفتيان كابن نوح العنانزة، لم يقلد شيخاً من شيوخ الحرم بتجويده، ولم ينسَ قلبه حرفاً من حروف القرآن، اجتمع الصدق والاخلاص مع العدل في بلاد العدل بلا موعد، فكانت الدرجات العلى في الدنيا، ونسأل الله له في الآخرة حسن الجزاء وعالي الفرودوس.

محمد نوح العنانزة، ابن الستة عشر ربيعاً، قروياً أصيلاً، لم تغسل دماغه تكنولوجيا العصر، ولم تثنه العاب الببجي عن هدفه السامي، وكذلك لم تساعده ظروف الحياة الشاقة كما ساعدت غيره، ترى في عينيه رغم صغره تعب السنين، بعد ان جاء ذاك الطريق الطويل من خلف جبال عجلون الى المرتبة الاولى عالميا في حفظ اقدس كتاب، واطهر كلام، فأنار الله به قلبه، وسمت به روحه، وصدق الله فصدقه.

لم يشكُ لوكيعٍ سوء حفظه، لأنه في قريته تلك برؤوس الجبال لا يعرف معاصي هذا الزمن، لا يعرف الا دروسه وبستانه وبيته العتيق، الذي أمسى اكثر شموخاً من قصور السلاطين، فيا لروعة حياته وآخرته. صوته الندي لم يشبه أصواتهم، ولا لحنه يشبه ألحانهم، جوّد ورتل ببساطته، بقلبه السليم، بروحه المفعمة بعليل نسيم الجبال، فكان من كان، هنيئا له ولذويه.

ابن نوح هذا لم يأوِ لجبل يعصمه من الماء، ولم يعرف النفاق، بل آوى لكتاب الله واعتصم بحبله المتين، فرفع الله ذكره بين الناس، حتى وصلت حنجرته الندية لكل ناطق بالعربية، ولكل حافظ وتالٍ للقرآن الكريم. حمل الورد بيديه وكان الورد فيهما انفس من ميدالية ذهبية، بسيطاً في معناه، غالياً في مبتغاه، فكان حامل الورد اعبق عطرا من الورد، هنيئا له ولذويه.

محمد الصغير هذا - حفظه الله ورعاه - لم يهاجر لأميركا ولا لأوروبا، بل هاجر لأثيوبيا كما هاجر اصحاب رسولنا الاعظم عليه صلوات ربي وسلامه فجر الاسلام الاول، حيث العدل والمنافسات الشريفة وحقوق الناس وابداعاتهم، وعاد برسالة عظيمة، رسالة بليغة الاثر في أنفس من اوقف دور تحفيظ القرآن؛ أن انتهِ! كفاك خذلانا يا مولانا. ولكن رد الرسالة معروف، لن يرسلوا غيره هناك، فكان الاول، واللهَ نسأل ان لا يكون الاخير.

خلاصة القول؛ من استجار بكلام الله لا يُخذل، ومن حفظه رفع الله ذكره، وحسنت معيشته وآخرته، ومن ظلم بين قومه، سيجد من ينصفه، ولو بعد حين، ولو في جنوب الارض او شمالها، قصة ابداع العنانزة درس وعبرة لكل مجتهد ظُلم، ولكل متوكلٍ على الله تم اقصاؤه، ولكل مستجير بالله تم خذلانه. فآواهم الله ونصرهم وأنصفهم، هنيئاً له من فتى، ولذويه، ولكل من احتذى حذوه.

به وبعدل الله نفرح.

د. أحمد الحسبان








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع