أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
هيئة البث: الجيش الإسرائيلي يستعد لدخول رفح قريبا جدا. طائرة أردنية محملة بمنتجات زراعية إلى أوروبا جدول الأسابيع من الـ 17 حتى الـ 20 من الدوري الأردني للمحترفين مسؤول أوروبي: 60% من البنية التحتية بغزة تضررت. مسؤول أميركي: خطر المجاعة مرتفع للغاية في غزة موقع فرنسي: طلبات الإسرائيليين لجوازات السفر الغربية تضاعفت 5 مرات. الطاقة والمعادن تبحث سبل التعاون مع الوفد السنغافوري أول كاميرا ذكاء اصطناعي تحول الصور لقصائد شعرية أميركي لا يحمل الجنسية الإسرائيلية يعترف بالقتال بغزة جيش الاحتلال يعترف بمصرع جندي في شمال غزة. يديعوت : ضباط كبار بالجيش يعتزمون الاستقالة الاحتلال يطلق قنابل دخانية على بيت لاهيا لازاريني: منع مفوض الأونروا من دخول قطاع غزة أمر غير مسبوق الاتحاد الأوروبي يحض المانحين على تمويل أونروا بعد إجراء مراجعة سرايا القدس تعلن استهداف مقر لقوات الاحتلال أنس العوضات يجري جراحة ناجحة "العالم الأكثر خطورة" .. سوناك: المملكة المتحدة تعتزم زيادة إنفاقها العسكري الملك يمنح أمير الكويت أرفع وسام مدني بالأردن "هزيلا وشاحبا" .. هكذا بدا عمر عساف بعد6 أشهر في سجون الاحتلال صاحب نظرية "المسخرة": نريدها حربا دينية ضد العرب والمسلمين
رنات الخلويات وافساد الخشوع في الصلوات !
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة رنات الخلويات وافساد الخشوع في الصلوات !

رنات الخلويات وافساد الخشوع في الصلوات !

11-05-2022 10:16 AM

مهدي مبارك عبد الله - بداية قد يستغرب البعض من القراء عنوان المقال أعلاه وقد يقول في نفسه إن هذا الموضوع يعتبر من الأمور الثانوية وهل نحن عالجنا كل قضايانا ولم يبقى امامنا سوى الحديث عن رنات الهاتف المحمول في المساجد والحقيقة المؤكدة أن أمور الدين لا تنقسم إلى ثانوي وأساسي بل يجب علينا كمسلمين أن نبحث عن كل القضايا التي تهمنا وخاصة الأمور المستحدثة منها في مختلف مجالات الحياة المتعلقة بالتقدم التقني والتكنولوجي ومنها الهاتف الجوال

في الواقع العملي كثيرون هم الذين ينسون او يتناسون اغلاق هواتفهم او وضعها على خيار الصامت قبل دخولهم المساجد والغالبية من المصلين لا يعطون أهمية للالتزام بمضمون الملصقات البارزة داخل المساجد والتي تتضمن عبارة تنبيه وتذكير مثل ( من فضلك اغلق هاتفك عند دخول المسجد او اقطع اتصالك بالخلق وابقى مع الخالق ) وحتى بعد تنبيه الامام وطلبه المباشر للمصلين التكرم بأغلاق هواتفهم يفاجأ الواقفون بين يدي الله برنات مزعجة وبنغمات مختلفة منها ما هو محرج ومخجل تصدر من بين الصفوف وذلك الامر يتكرر مرات عديدة وتقريبا في كل الصلوات وقد علمت انه لم يسلَم منها حتى الحرم المكي والحرم المدني وهي أطهر بقاع الأرض

ما دعاني للكتابة في هذا المحال أن كثيراً من الناس لا يحسنون التعامل مع التقنية الحديثة وتطويعها في الاستخدام الأمثل بالنفع الديني والدنيوي حيث أساء بعضهم استخدم الهاتف المحمول بشكل خاطئ حتى وصل الأمر إلى أن دخلت نغمات الأغاني كل مساجدنا وان هذا الواقع الجديد دفع بعض أئمة المساجد إلى ابتكار صيغ جديدة قبل إقامة الصلاة بهدف التذكير بـ ( اقيموا الصفوف وحاذوا بين المناكب وسدوا الخلل ) كقول أحدهم ( استووا استقيموا أغلقوا هواتفكم رحمكم الله ) لتذكير الغافلين من المصلين قبل الشروع في الصلاة إلى ضرورة إغلاق الجوالات من اجل إقامة صلاة خاشعة بلا منغصات او ملهيات
الهواتف المحمولة ليست شراً مطلقا او ممتدا ولا هي خيراً محضاً وهي على حسب نية مستعملها ومتعاطيها حيث تستخدم للخير أو الشر معا حالها كحال كثير من الأجهزة الأخرى

ان اكبر مصدر للشر والحزن فيها هو انبعاث أصوات الأغاني والموسيقى وأصوات الحيوانات وزقزقة الطيور وخرير المياه وصافرات الإنذار والضحكات الماجنة والصريخ والعويل وغيرها أثناء الصلاة في المسجد حتى اصبح أئمة المساجد ينبهون قبل كل صلاة على إغلاق الهواتف ويضعون الملصقات الصغيرة والكبيرة لهذا الغرض ولكن لا حياة لمن تنادي حيث تجد الواحد يقف في الصلاة ثم يرن هاتفه بصوت عال بنغمات راقصة وأغانٍ صاخبة أو أناشيد مختلفة تلفت انتباه المصلين وتفسد خشوعهم وتشتت تركيزهم وتزعجهم

بل إن هناك من المصلين من لا يجد حرجا في الرد على المكالمات الهاتفية في الوقت الفاصل بين الأذان والإقامة ولو داخل المسجد ولا يقدم على إغلاق هاتفه إلا إذا شرع المؤذن في الإقامة وأحياناً كثيرة يتعمد بعض المصلين أن يتركوا هواتفهم مفتوحة أثناء الصلاة فإذا رنت أخرجوا هواتفهم من ملابسهم وأطالوا النظر في رقم المتصل وقد يردون على المكالمة وهم يتجاوزون الصفوف والمسجد مزدحم بالمصلين واذا جئت تعاتبه بعد الصلاة يقول لك إنني نسيت وهذا عذر أقبح من ذنب كيف ينسى وقد علقت لوحات إرشادية في المساجد تنبيهاً لإغلاق الهواتف وكثير من الأئمة ينبهون المصلين على إغلاق هواتفهم قبل كل صلاة بحديث مباشر

لقد أصبح القلب يتقطع حسرة وندامة والنفس تموت كمداً للحالة التي وصلت إليها مساجد المسلمين التي أصبحت مليئة بأصوات رنات الموسيقى العجيبة فلا تدخل في صلاة ولا تكون في وقوف او ركوع او سجود ة إلا وتسمع الموسيقى والأغاني وأصوات المنشدين تنبعث من الهواتف من هنا وهناك ولا يكاد يسكت هذا جواله إلا وانفجر آخر بنغمة موسيقية أخرى اشد واقذع

يا لها من مصيبة كبرى عندما تستشعر بقلبك أن الله يراك ويسمعك وقد خرجت من الخشوع في الصلاة وأخرجتَ غيرك مكرها من خشوعه بل وصرفت وجهك عن ربك والتفت إلى هاتفك وهو سبحانه الذي يقول في الحديث القدسي ( قَسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ) ثم أين أنت من قوله تعالى ( ذَلك ومن يعظِّم شعائِر اللَه فَإِنها مِن تقوى القلوبِ ) فإن كنت ممن لا يغلقون الجوال قبل الصلاة أو كنت ممن ينبعث من جهازهم أصوات الأغاني والرنات والموسيقية والأناشيد وغيرها في الصلاة فاتهم نفسك بعدم التقوى بل وأخشى عليها أن تقع تحت ذمِ المولى عز وجل لِمن لا يعظم أمر الصلاة وبالتالي عدم التعظيم والإجلال لله تعالى

النبي صلى الله عليه وسلم كان معتكف في المسجد فسمع الصحابة يجهرون بقراءة القران فقال لهم ( ألا إن كلكم مناج ربه فلا يؤذين بعضكم بعضاً ولا يرفع بعضكم على بعض في القراءة أو في الصلاة ) وهنا نلاحظ أن الرسول صلى الله عليه وسلم ينهى الناس أن يشغل بعضهم عن الصلاة بالصلاة أو بقراءة القرآن ولم يرضى أن تكون صلاةُ أحد أو قراءته مؤثرةً في صلاةِ أحد اخر ) فما بالك بما يحدثه المحمول في صلاة الناس إذا علمنا أن المصلي لا بد له من أن يكون قَد أَفلح المؤمنون الَذِين هم فِي صلَاتِهِم خاشِعون )) امتثالاً لقوله تعالى

ان من أهم أسس الخشوع دفع الموانع والشواغل التي تصرف عن لقاء الله عز وجل بسريرة نقية صافية متدبرة ومنها وجود هاتف في جيب المصلي يرتج أو يصدر صوتاً يشغل ذهنه وفضوله وربما قلقه حول صاحب الاتصال وضرورته والسؤال فماذا سيكتب في صحائف هؤلاء الذين تعزف هواتفهم المحمولة الموسيقى وتصدح بالأغاني وغيرها في بيوت الله فيشوشون على أنفسهم وعلى غيرهم ألا يتقي هؤلاء ربهم ويتوبون إليه ويقلعون عما هم فيه ويغيرون هذا العمل المرفوض والمستنكر

للتغلب على هذه المخالفة على المصلي غلْق جهاز الخلوي بمجرد الدخول للمسجد والتحقق من ذلك وليكن شعاره سأغلق هاتفي وابقي أتصالي فقط برب العالمين لأن احتمال أن يتصل به أحد قائم وفي الرنين الصادر من الهاتف إزعاج وتشويش على المصلين
أما إذا كنت من التجار او رجال الأعمال والمصالح الذين يخشون ضياع أعمالهم وهم في الصلاة أو ممن ينتظرون مكالمة مهمة فاجعل هاتفك في وضعية الصامت أو الهزاز وهي أخف ضرراً وإذا حدث ونسيت إغلاق هاتفك ورن وأنت تصلي فَأَخرجه وأَغلقه تماماً فكثير من المصلين ممن يَحدث لهم هذا الفعل يتركون الجهاز يرن مرات عديدة دون إغلاقه ظَنا منهم أن ذلك مبطل للصلاة

والأمر ليس كذلك بل الصواب إخراجه وإغلاقه بسرعة حتى لا يزيد في شغل المصلين عن خشوعهم لأنه تجوز الحركة اليسيرة في الصلاة فقد ثبت في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم أم الناس في المسجد فكان ( إذا قام حمل أمامه بنت زينب وإذا سجد وضعها ) كما يجوز كذلك قتل الحية والعقرب في الصلاة وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك فيستدل من هذين الحديثين أن الحركة في الصلاة إن كانت لحاجة فهي جائزة ولا تبطل الصلاة

الأئمة والخطباء في مختلف المساجد جزاهم الله خيرا يقومون بدورهم الشرعي حيث يواجهون تشويش الهواتف المحمولة بالوعظ والإرشاد وتعليق الملصقات داخل المساجد لتذكير الوافدين على بيوت الله بإغلاق هواتفهم وقطع الصلة بكل ما هو دنيوي خلال فترة الصلاة ورغم كل هذه الإجراءات لا يزال الهاتف المحمول يزعج المصلين بعناد واستهتار
اختلفت تجارب دول العالم الإسلامي في التصدي لهذه الظاهرة حيث أصبح الجميع يتفق أن المسألة تجاوزت الحدود الممكنة وتستدعي تكثيف العمل للحفاظ على مكانة المسجد ففي بعض دول الخليج مثل قطر تتم محاربة الظاهرة بتوزيع مطويات أمام المساجد على المصلين لترشدهم إلى النتائج السلبية لترك الهواتف مفتوحة داخل المسجد

وما يمكن لرنينها وموسيقاها أن يسبباه من تشويش على أجواء الخشوع أما في مصر فقد قررت إدارة أحد المساجد توقيع غرامات مالية على المصلين في حال صدور رنات من هواتفهم المحمولة أثناء الصلاة وقامت إدارة المسجد بوضع عدة لافتات على الجدران تفيد بأنه سوف يتم تغريم صاحب الرنة لصالح خدمات المسجد بقصد او بدون قصد وتختلف قيمة الغرامة من شخص لآخر بحسب حالة صاحب الرنة والهاتف الصادرة منه لإجبار المصلين على غلق هواتفهم أثناء الصلاة

ونظرا للفشل الذريع الذي لقيته كل المبادرات ودروس الوعظ والإرشاد وتعليق الملصقات وحتى توقيع الغرامات في محاصرة ظاهرة التشويش بالهواتف المحمولة على المصلين فقد لجأت بعض الدول مثل الكويت والجزائر وتركيا وكينيا إلى تركيب أجهزة تشويش في المساجد على المحمول في حالة رنين أحد هواتف المصلين بعد أن يئست إدارات المساجد من إلزام المصلين بإغلاقه من أجل مزيد من الخشوع في الصلاة

أجهزة التشويش على المحمول في المساجد هي عبارة عن نظام لمنع البث الموجي الملتقط من تلك الأجهزة وتعطيل أجهزة الجوال من الاستقبال والإرسال ومنع وصول الذبذبات إلى أي جهاز داخل المسجد كما يمكن تثبيتها بكل سهولة بأي جهة من جهات المسجد بحيث تستطيع تعطيل إشارات الإرسال والاستقبال في مساحات تتراوح بين 500 و600 متر مربع

وهو ما يعني قُدرتها على إبطال عمل الهواتف في جميع أنحاء المسجد وعادة ما يتم تركيب أجهزة التشويش بمبادرة ذاتية من إدارة المسجد أو بتبرعات المصلين بعد أن اشتكى العديد من المصلين في مساجد دول عديدة من كثرة رنين أجهزة الهاتف الجوال أثناء الصلاة وقد لقيت المبادرة استحساناً كبيراً من المصلين في تلك الدول وطالبوا بتعميمها في جميع المساجد

في الأردن كلنا نصادف يومياً وبكل مساجدنا وفي كل أوقات الصلوات رنات هواتف تعلو مع تكبيرة إمام أو رنين جوال يشدو بأغنية حب وهيام في قلب المسجد وفي عز الصلاة وحتى في يوم الجمعة بل أكثر من ذلك في صلاة التراويح برمضان ليجد المصلون أنفسهم مرغمين على سماع أصوات مغنيات مثل إليسا وهيفاء ونانسي واحلام وغيرهن بدلاً من الإنصات إلى أنفسهم أو إلى الإمام والتمعن بآيات وسور القران

ورغم تكرار تذكير الأئمة بضرورة اغلاق الهاتف النقال فإن العادة لا زالت تتكرر يومياً حتى صار عادياً أن تعترض صلاتك بعض السيمفونيات الموسيقية والوصلات الغنائية لتأخذك من موقفك بين يدي الله إلى إحدى القنوات الغنائية الفضائحية وما إن يتوقف جوال حتى ينطلق رنين آخر ورغم أن العديد من الأئمة خَصصوا خطباً ودروساً في هذا الشأن وذكروا المصلين بحرمة هذا التصرف وأنه يشغل المصلين عن عبادة الله إلا أن غفلة وقلة اهتمام الداخلين إلى المساجد بقي يوقع روادها في المحظور ويجعل صلاتهم متأرجحة بين القَبول والبطلان

وبغض النظر عما إذا كان الأمر متعمداً أو سهواً فإن المتسبب في التشويش على المصلين يأثم ولا يخفى على الناظر حجم الحرج الذي يلقاه أئمة المساجد من رنين الجوالات أثناء الصلاة إضافة إلى ما يصيبهم من مشكلات في مواجهة الناس بالعتاب واللوم بعد انقضاء الصلاة وهو ما يخرج الناس من خشوعهم وروحانياتهم ويشغلهم بالجدال والمشاحنة عن أذكار ما بعد الصلاة

قديماً اختلف العلماء حتى على الزخارف في السجاد أو الجدران مخافة أن تلهي المصلي وتسلبه خشوعه الذي هو ركن أساسي وكرهوا أيضاً قراءة القرآن في حضرة المصلين فما بالك اليوم برنات الهواتف المحمولة التي تجذب السامع إليها وتخرجه عنوة من صلاته فمتى ستعمل وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية عندنا بتقنية التشويش على الهواتف المحمولة وتعميمها في كل مساجد البلاد تحقيقا للاحترام الواجب لبيوت الله واستحضارا للخشوع المفترض في قلوب المصلين عسى ان يكون قريب والله من وراء القصد
mahdimubarak@gmail.com








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع