تحلُّ فيَّ ولا أحلُّ عنك

ها إنني فيكَ ومنكَ وعليكَ.. لا أمشي إلا بخُطاكَ.. لا أتفّس إلاّ بكَ.. ولا أمدّ يداً إلاّ لشقائها كي تبقى معك ويا للذة الشقاء..! أفوز بشارداتي ووارداتي لأنها وجهُكَ المنفوشُ بأعماقي ولأن سرحانيَ فيك سرُّ بقائي على ترابٍ يتطهّر كل ثانية بظلالك التي لا تغيب..!
الحبُّ فيكَ واجب.. والحبُّ منكَ اقتصاص.. والحبُّ معك غنيمة.. والحبُّ الذي بيني وبيني هو حُبُّ غالبٌ مغلوب؛ غالبٌ لأنك فيه ومغلوبٌ لأنك منه؛ وما سواي سوى ترويدةِ شفتين لا تأخذان من قلبنا الواحد مواجده ولا تقفان على فيكَ وهيامك فيّ و انتسابي إلى انتسابك إليَّ..!
جميلٌ أنا إذا اتكأتُ وغادٍ إلى الوصلِ أنتَ إذا انثنيتَ.. اتكاء وانثناء وحومة الأنفاس لا يوقفها رعدٌ ولا برقٌ ولا رياح عاتية.. أنتَ المُلبِسُ والمَلبَس وأنا اللابسُ في الحالين؛ فإن حللتَ عنّي ذويتُ أنا وصرتَ أنت الباكي عليَّ رغم طوعي لك ومرارتي المستحبّة فيك.. فيا لبلوغكَ فيّ ما بلغتَ.. ويا لبلوغيَ فيكَ ما لا يكتملُ إلاّ بموارِكَ عندي وكأننا شمسٌ لكونين!
ما كفاكَ وما كفاني.. هذه الكأسُ والباقي أنا وأنت..!