حسن محمد الزبن - ليس جديدا ولا مستغربا أن يكون الجيش العربي الأردني مساهما في البناء الاقتصادي للدولة، ولا خروجا عن مهامه العسكرية وواجباته الموكلة إليه في الدفاع عن الوطن، فالجيش كان طليعيا ورائدا في تقديم الخدمات الصحية والطبية من خلال الخدمات الطبية الملكية، التي تشمل كل أفراد وضباط الجيش العربي والأمن العام وقوات الدرك والمخابرات العامة، وتعدى دوره في معالجة الوزراء والدبلوماسيين وجهاز السلك الدبلوماسي، والمدنيين من كافة شرائح المجتمع الأردني، من خلال موافقات واعفاءات صادرة عن وزارة الصحة ورئاسة الوزراء والديوان الملكي العامر، هذا من جانب، ما يعني أنه الرديف القوي لوزارة الصحة، ولو المجال يسمح لتقصي الأرقام والتكاليف التي يتحملها سنكون أمام أرقام مذهلة، وفوق هذا وذاك أن أصحاب الخبرة والمهارة في المجال الطبي المدني، نجد أن نسبة لا يستهان بها تشغل المستشفيات والمراكز الطبية الخاصة في كل مناطق المملكة هم من الأطباء والممرضين والكفاءات العسكرية التي أحيلت على التقاعد، ومارست وظيفتها في القطاع الخاص، ولا ننسى أن هذه الكفاءات عدا عن تهيئتها في القطاع العسكري، إلا أن الجيش أوفد كل هذه الخبرات من الأطباء تحديدا، والممرضين عموما، إلى أمريكا وبريطانيا وألمانيا ودول أخرى، وكل ذلك على نفقة الجيش العربي، لصقل مهاراتهم وكفاءتهم لتكون بمستوى أفضل دول العالم في المجال الطبي.
أما فيما يتعلق بما صرح به رئيس هيئة الأركان المشتركة اللواء يوسف الحنيطي، بأن القوات المسلحة سيكون لها مساهمة لزراعة مساحات من الأراضي الأردنية بمحاصيل زراعية، فهو ليس تعد على واجبات وزارة الزراعة، وانما رافدا وداعما لوجودها، ويمكن أن نسميه تكاتف للجهود، وهو في النهاية يصب في مصلحة أمننا الغذائي، ودعم لاستراتيجية الدولة التي تسعى في ظل التداعيات الدولية من الحرب الروسية-الأوكرانية، والوضع في الداخل الفلسطيني، والوضع العراقي، وكذلك السوري، من ضرورة وأهمية زيادة المخزون والاحتياطي من الحبوب، وإدامة توفر الخضروات والفواكه في السوق المحلي بسقوف سعرية مقبولة ولا ترهق المواطن، وقد سبق ولا يزال للجيش العربي دور في بناء السدود في أصعب مناطق الأردن الجغرافية، ووصول الري لكثير من المناطق بفضل جهود المهندسين والفنيين العسكريين في سلاح الهندسة الملكي، الذي له جهود لا تعد في الطرق والمواصلات، وتحسين الغابات في الأردن، وحقيقة الحديث طويل عن دور القوات المسلحة وخبرات جيشنا العربي لا يسعها مقال، وتحتاج كتاب يُجمل جهود أجهزتنا العسكرية والأمنية التي تعمل ليل نهار لخدمة الإنسان الأردني أينما كان في رحاب الوطن.
وبرأيي أن هذ الخطوة من الخطوات الرائدة وتسجل للجيش العربي السباق دائما بمبادرات وطنية، ترسخ دوره الوطني على كل الصعد، وتعودنا أن تجارب الجيش لا تفشل، وتلقى القبول من كل مواطن.
حمى الله الجيش العربي السياج المنيع للوطن،،