أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
اللواء المعايطة يفتتح مركزي دفاع مدني شهداء البحر الميت والشونة الجنوبية ونقطة شرطة جسر الملك حسين الكابينيت يجتمع الخميس لمناقشة صفقة تبادل الأسرى. سرايا القدس: استهدفنا آلية عسكرية بقذيفة تاندوم في محيط مجمع الشفاء انتشال جثمان شهيد من مدينة حمد شمال خان يونس قصف متواصل للمناطق الجنوبية من مخيم الشاطئ. جيش الاحتلال يقتحم مخيم شعفاط شرقي القدس المحتلة وزارة الثقافة تحتفي بيوم المسرح العالمي "الفيفا" يؤهل وسام أبو علي للعب مع "الفدائي" .. والأخير يعّلق: فخور ويشرفني. الأمم المتحدة: الوضع في غزة قد يرقى لجريمة حرب الهلال الأحمر ينقل 3 شهداء من وادي غزة حكومة غزة: الاحتلال أعدم أكثر من 200 نازح بمجمع الشفاء مصطفى يشكل الحكومة الفلسطينية الجديدة ويحتفظ بحقيبة الخارجية الحنيفات: ضرورة إستيراد الانسال المحسنة من مواشي جنوب إفريقيا الاتحاد الأوروبي يتصدر قائمة الشركاء التجاريين للأردن تحويلات مؤقتة لتركيب جسر مشاة على طريق المطار فجر السبت وزير البيئة يطلع على المخطط الشمولي في عجلون الحنيطي يستقبل مندوب المملكة المتحدة للشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية يديعوت أحرونوت: نتنياهو سيرسل وفدا لواشنطن للتباحث بشأن رفح إزالة اعتداءات جديدة على قناة الملك عبد الله الربط الكهربائي الأردني- العراقي يدخل الخدمة السبت المقبل
الصفحة الرئيسية أردنيات يتاجرون بمواش لا تصلح للاستهلاك البشري يطلق...

يتاجرون بمواش لا تصلح للاستهلاك البشري يطلق عليها العوايات

09-02-2010 10:10 AM

زاد الاردن الاخباري -

على بعد بضعة كيلومترات من سوق الحلال الجديد في منطقة الماضونة , ثمة تجارة تروج لمواش تعاني من مرض ما ولا تصلح للاستهلاك البشري وفقا لاطباء بيطريين , يطلق عليها مجازا بين من يتعاملون بها بيعا وشراء ( العوايات ) .

وبحسب شهود عيان فان عمليات الاتجار بتلك المواشي التي يسمونها ايضا ( وقيعة او صيدة ) تتم خلسة وبعيدا عن اعين المراقبين وتحديدا في ساعات الصباح الباكر من ايام السبت مشيرين الى انهم يمتلكون المعلومات كافة عن اسماء ( تجار العوايات ) وطبيعة وظائفهم التي يمارسونها اضافة الى تجارتهم ب (الحلال ).

يقول احد الشهود لوكالة الانباء الاردنية ( بترا ) ان ( العواية ) عبارة عن رأس الحلال المريض والرديء وهو مصطلح متداول بين مجموعة محددة تتاجر به بمحيط سوق الحلال الجديد في منطقة الماضونة الواقعة شرق مدينة عمان واطلق على العواية هذا الاسم كما يضيف لانه يبدو عليها المرض والاعياء ومنظرها يدعو الى الاشمئزاز وتكون عادة مطروحة ارضا من شدة مرضها مؤكدا انه مستعد للتعاون مع الجهات المعنية للوصول الى اولئك.

احد الاشخاص الذين رصدوا عملية بيع العوايات وفضل عدم ذكر اسمه يقول ان تاجر المواشي , الذي لا يريد لنفسه الخسارة يقوم بعلاجها واعطائها ادوية معينة لتستعيد عافيتها ولو بشكل مؤقت حتى يتسنى له بيعها ضمن (شلية غنم ) معينة وبالسعر الاعتيادي لانه ومع العلاج المؤقت تكون اعراض المرض الذي تعاني منه قد تلاشت .

ويضيف : واذا استمر وضعها الصحي على حاله فان ( تجار العوايات ) يتولون مهمة تصريف تلك المواشي المريضة لتباع باسعار زهيدة تتراوح بين 30 الى 50 دينارا وقد يصل سعر الواحدة منها الى ثمانية دنانير بحيث تستفيد منها بعض المحال التي تبيع اللحم وخاصة المفروم منه , اذ تجرى عليها عروض اسعار الا ان البعض يبيعها بسعر اللحم البلدي العادي حتى لا يرصد المستهلك ان تخفيض السعر ناجم عن رداءة المنتج .

فيما يقوم آخرون باستغلالها بالشواء وبيعها على شكل ( ساندويشات ) على العربات المكشوفة وفقا لقوله .

ولدى سؤال احد باعة اللحم المشوي المتجولين عن مصدر اللحم الذي يطعمه للمستهلكين رفض الافصاح عن مصدرها واكد انها " لحمة صالحة للاستهلاك " , معلقا : ان الملح والفلفل والبهارات تعطي اللحم مهما كان مصدره طعما مستساغا بل طيبا وهذا يفسر بحسب تعبيره اقبال المستهلك على الشراء منه حيث يبيع يوميا عشرات ال(ساندويشات) باسعار رخيصة .

ويعود الشخص الذي فضل عدم ذكر اسمه الى القول ان اولئك التجار يقومون بحقن الماشية التي تبدو هزيلة بمادة الكورتيزون التي تعمل بدورها على اعطاء الماشية حجما اكبر لايهام الناظر اليها بان صحتها جيدة , معلقا : اسألوا عن مضار تلك الحقن او الادوية التي تبقى بجسم الماشية بعد ان تذبح وتصبح مهيأة للاكل .

يقول ابو محمود – احد المطلعين على ما يجري بمحيط سوق الحلال في الماضونة - ان اولئك التجار يعرفون تماما ان لحوم تلك المواشي غير صالحة للاكل ويمتنعون عن تناولها او اطعامها لاطفالهم , غير انهم يتخلصون منها بطريقتهم الخاصة عبر بيعها لتجار معينين ومعروفين بحيث تتم عملية البيع بواسطة الهاتف وبسرية تامة .

ولا ينفي رئيس قسم عمليات التفتيش في دائرة الرقابة الصحية والمهنية في امانة عمان الكبرى الدكتور خالد الحنيطي وجود مخالفات لبعض تجار الحلال والتي قد تتم خارج اطار سوق الحلال الجديد , لكنه لم يأخذ علما بوجود تجارة ( العوايات ) هذه كما يقول لبترا .

ويضيف ان الاجهزة الرقابية تعمل على مدار الساعة داخل السوق ولا يمكن ان تذبح المواشي الا بعد الكشف عليها من قبل الاطباء البيطريين بحيث لا يتم الذبح الا داخل السوق مؤكدا انه لم يتم ضبط من يتاجرون ب ( العوايات ) لان الدائرة لم تعلم بوجودهم , ومن هنا فان تعاون المواطنين الذين يرصدون عمليات بيع ( العوايات ) هام جدا لتطويق تلك التجارة الضارة .

يقول احد الشهود : ان عمليات البيع تتم على الاغلب صباح يوم السبت قرابة الساعة السادسة وعلى مقربة من الباب الخارجي لسوق الحلال الجديد , فيما يؤكد الحنيطي ان المخالفين الذين يضبطون بمخالفات لها علاقة بعدم الامتثال لانظمة المسالخ والصحة العامة ومنع المكاره الصحية وممارسة المهنة بدون رخصة يتم تحويلهم الى الجهات اللازمة سواء المتصرف او المحافظ او المركز الامني حيث تتراوح العقوبات وبحسب تقدير القاضي بين السجن الذي قد يصل الى شهرين والغرامة التي قد تصل الى الف دينار .

وينفى الحنيطي علمه بوجود من يقوم بحقن المواشي المريضة بالكورتيزون لتبدو سمينة وممتلئة موضحا ان المواشي جميعها تخضع لاشراف طبي محكم بحيث يتم اتلاف غير الصالح في مصنع خاص ليصار الى الاستفادة منها في انتاج غاز الميثان .

احد تجار الحلال يستهجن قيام اشخاص بالمتاجرة بالعوايات ويصفهم بانهم لا يخافون الله تعالى لانهم يتاجرون بقوت المواطن وامنه الغذائي مؤكدا ان عمليات البيع تتم على مقربة من سوق الحلال في منطقة الماضونة ويتم بيعها لاشخاص محددين ليصار الى بيعها في مناطق محددة ايضا .

ويقول القصاب عبد المعطي انه يسمع من البعض ان هناك من يقوم ببيع المواشي المريضة محذرا من الشراء من الباعة المتجولين وممن يبيعون المواشي واللحوم والذبائح على الطرق الخارجية , اذ انه لا يمكن ان يبتاع الا من اللحوم التي تذبح في مسلخ امانة عمان وان عنده ثقة كبيرة بجميع العاملين به لاسيما ان الاطباء البيطرين فيه يتابعون اولا باول .

ويضيف انه من السهل تمييز اللحم الطازج والصحي من غيره , فالمواشي المريضة مثلا تكون هزيلة وعظمها لدى الذبح يكون مائلا الى اللون الاصفر ولون اللحم ليس ورديا بل داكنا .

احد المواطنين يرى ان ثمة ضرورة لملاحقة ومعاقبة من يتجرأ على قوت الناس مؤكدا انه لا يمكن ان يبتاع لحما او دجاجا الا من محلات مرخصة ومعروفة .

ويشير الى ان الخطورة بعملية التلاعب باللحم الرديء لا تكمن ببيعه باسعار رخيصة فحسب بل يمكن ان تباع بذات سعر اللحم البلدي حتى لا يشي سعرها المنخفض برداءتها .

يقول نقيب الاطباء البيطريين الاردنيين الدكتور عبد الفتاح الكيلاني ان ذبح المواشي الصالحة للاستهلاك البشري يتم باشراف طبي ولا يمكن ان يتم تمرير غير الصالح منها لان الاعراض المرضية لها تكون ظاهرة للعيان , حتى لو لم تكن كذلك فان هزالها يشير ايضا الى وجود مرض ما .

وربما يلجأ بعض اصحاب المواشي الى بيعها خارج نطاق المسلخ وبصفة فردية كما يضيف بحيث تباع على بعض الطرق الخارجية وباسعار رخيصة اذ يباع الكيلو الواحد منها بين دينارين الى ثلاثة دنانير ويعتقد المواطن انها بلدية لانه قد يبتاعها مذبوحة حيث ان اصحاب المواشي يوهمون العابرين على هذه الطرق بانهم يربون عددا منها داخل سياج .

ويوضح الدكتور الكيلاني الذي يشغل كذلك رئاسة اللجنة الصحية في جمعية حماية المستهلك انه من السهل التمييز بين اللحم الصالح والرديء من خلال لون وشكل اسنان المواشي حيث تشير الى عمر الماشية في حال كانت حية , اما بعد الذبح فيمكن تمييز اللحم الرديء عندما يكون لون اللحم الاحمر داكن اللون ويبدو ناشفا , ويمكن وضع اليد على ظهر احدى المواشي الهزيلة , فاذا كان ملمسه مثل الاسنفج فربما تكون قد حقنت بالكورتيزون .

وينوه الى انه قد تكون الماشية وصلت الى مرحلة من الضعف والهزال بسبب سوء التغذية ولا تكون مريضة بالضرورة .

وفي هذا السياق يقول ان مرضي السل والحمة المالطية من الامراض التي قد تصيب الانسان جراء تناوله لحم المواشي المصابة بهما علما بان جرثومة السل مقاومة لكل انواع الادوية ولا يوجد لها علاج وقد تؤدي الى الوفاة , ولذلك فان العوايات تلك اذا كانت فعلا مصابة باي من هذه الامراض فانها غير صالحة للاستهلاك البشري بالضرورة .

ويؤكد ان كشف اللحم المغشوش سهل جدا من خلال التعرف على المواصفات سابقة الذكر , وربما يكشف سعرها المنخفض عن رداءتها , لانه لا يمكن ان يباع اللحم البلدي باقل من الاسعار التي اصبحت معروفة وذلك لما تتطلبه تربية المواشي من كلف مالية خاصة في ظل ارتفاع اسعار الاعلاف .

ويقول الدكتور الكيلاني ربما ان من يتاجر بالعوايات قد يبيعها خفية لاحد اصحاب الملاحم الذي يقوم بفرمها مثلا وبيعها ضمن عروض معينة , وتكمن هنا اهمية الاختام الموجودة على الذبائح مؤكدا تعاون المواطن خاصة اذا ساورته الشكوك حول أي شيء يتعلق بالغذاء وعليه اما ابلاغ الجهات الرقابية المعنية او الاتصال بجمعية حماية المستهلك على الرقم ( 5153211) .

رئيس قسم الفقه واصوله في كلية الشريعة في جامعة اليرموك الدكتور اسامة الفقير يقول ان على التجار ان ينهلوا من اسم ( تجارة الحلال ) سلوكا حلالا , أي ان يكون القصد من التجارة الربح ولكن ليس على حساب جودة المنتج وان يكون التعامل في السوق انطلاقا من الضوابط الشرعية والصدق لان الغش والتزييف حرام شرعا وان من يتعامل في هذه الامور يكون دخل دائرة الاثم وهو خاسر لا محالة في الدنيا والاخرة .


بترا





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع