أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الأوقاف الفلسطينية : 219 مستوطنا اقتحموا الأقصى صباح اليوم نادي الأسير: الأسرى يواجهون جرائم وانتهاكات ممنهجة ارتفاع عدد جثامين الشهداء في المقبرة الجماعية بخان يونس إلى 310 استشهاد 478 فلسطينيا في الضفة الغربية منذ 7 أكتوبر الهلال الأحمر: عدد كبير من كبار السن والأطفال توفوا جراء الجوع الخارجية القطرية: ملتزمون بالعمل لمنع مزيد من الانهيار الأمني في المنطقة المبيضين: قافلة مساعدات أردنية تصل غزة سرايا القدس تعلن قصف سديروت ونيرعام ومستوطنات غلاف غزة 25 مليون دينار تكلفة الدورة الواحدة للتوجيهي اربد .. الحبس 6 أشهر لسيدة دفعت ابنتيها للتسول إزالة 5 أطنان من النفايات في غابة برقش يومي الجمعة والسبت %60 نسبة إشغال المزارع الخاصة بالأردن استمرار المظاهرات في جامعات أمريكا رغم الاعتقالات الحكومة: الصحافة ركيزة أساسية في دعم الديمقراطية وتعزيز حقوق الإنسان الانتهاء من أعمال فتح شارع في ماحص 170 مركبة تطبيقات ذكية جديدة في الربع الأول من العام رئيس الوزراء الفلسطيني: سنقوم بكل واجب نحو إعادة التعليم في غزة بأسرع وقت دائرة الإفتاء تصدر أكثر من 39 ألف فتوى خلال شهر رمضان الحاخام المتطرف يهودا غليك يقود اقتحام المستوطنين للمسجد الأقصى هيئة تنظيم قطاع الاتصالات شريكٌ داعمٌ في القمة الثانية للجيل الخامس 2024 5G SUMMIT حزيران الجاري
الطبقة السياسية الأصيلة والبديلة
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة الطبقة السياسية الأصيلة والبديلة

الطبقة السياسية الأصيلة والبديلة

23-01-2022 05:51 AM

ماهر ابو طير - لا توجد في الأردن، اليوم طبقة سياسية، فقد انتهت إلى حد بعيد، ولاعتبارات مختلفة، وبات إنتاج أي بديل يصطدم بغياب الثقة بكل هذه الطبقة أو ورثتها في الحياة السياسية في الأردن.
هذه الطبقة مقسمة على عدة مستويات، بعضها اعتزل واختصر كل هذا المشهد، وفضل أن ينأى بنفسه لأن لا أحد يسمعه، أو أنه أحيانا يتعرض للحرب، فاختار السلامة والابتعاد والنجاة بنفسه، وبعضها تم حرقه عبر تشويه سمعته سواء عن حق أو باطل، فتم في المحصلة شطبه، ولم يعد مؤثرا، وبعضها لاحق مصلحته بطريقة مكشوفة، فاحترق رصيده شعبيا، وخرج من المشهد، ولم يهمه الأمر، لأن الجمهور أو الدهماء وفقا لتعبيره ليسوا هم المعيار الوحيد للقياس.
هكذا توزعت الطبقة السياسية، والخلاصة أن لا طبقة سياسية اليوم، برغم دورها الوظيفي المهم في الوصل بين الدولة والناس، وهكذا يجد الكل أنفسهم اليوم وجها لوجه مع الدولة في حوار يتسم بالغضب أحيانا، أو الحدة، أو الشكوك، أو التشنج، بعد زوال الطبقة الواصلة، والعازلة في ذات الوقت، مقارنة بطبقات سياسية قديمة كانت ذات مصداقية ومؤثرة شعبيا.
في المقابل لم يتم إنتاج طبقة سياسية جديدة، بل إن أي إنتاج جديد لمثل هذه الطبقة يواجه بحملات من الشكوك والارتياب والرفض، واليوم لا تسمع أي كلمة خير بحق أي رئيس حكومة سابق، أو وزير حالي أو سابق، أو عين حالي أو سابق، أو نائب حالي أو سابق، عدا ندرة قليلة من كل هؤلاء قد يحظون بالإشادة إما لكونهم فريدين حقا، أو لوجود صلات شخصية مع الذين يقيّمونهم بطريقة جيدة، لكن المحصلة أن النظرة سلبية جدا، ولا يقبل الناس اليوم، أي اسم جديد إلا ويحاصرونه بموجات من التشكيك، وفتح تاريخه القديم والجديد، والبحث عن خطأ.
ليس أدل على ذلك من موجات التشكيك بالأحزاب الجديدة، والذي يقرأ التعليقات يدرك ما نقول فهي أحزاب تضم ذات الحزم التقليدية من وزراء ونواب وأعيان وغير ذلك، والغضب يتنزل على هكذا أحزاب، حتى قبل أن ينتظر أحد منحهم أي فرصة للعمل، لأن المناخ كله قائم على الشكوك وعدم المصداقية، تجاه المؤسسات والأفراد وكيفية وصولهم أساسا الى مواقعهم، ولسان حال المعلقين يقول لقد خرجوا من الباب، ويريدون العودة من الشباك.
عملية تحطيم الطبقة السياسية، وسلبها سمعتها ومصداقيتها، إما بسبب أخطاء من ينتسبون إليها، أو بسبب وجود عملية مقصودة، يؤدي إلى صناعة الفراغ اليوم، وهذا الفراغ خطير، لأنه يفتح المساحات لقوى بديلة من جهة، وقد يفتح هذه المساحات لفوضى عارمة غير منتجة أبدا.
لا تعرف ما هي المصلحة في إضعاف كل المؤسسات من الأحزاب إلى النقابات مرورا بالنواب وغيرهم، فهذا التهميش والإضعاف أدى إلى إخراج الأسماء والاتجاهات المؤثرة ذات القيمة، لصالح أسماء أكثر طواعية، واقل ضجيجا، مقابل كلفة فقدان المصداقية في الشارع من جهة، وفي القطاعات التي يمثلها هؤلاء، وهذا التمثيل هنا ليس شكلياً، بل في الأساس له دور وظيفي في إدامة حيوية هذه المؤسسات والقطاعات، وجعلها تقود الشارع، بشكل يجعل محاورتها وكيلا عن الشارع أفضل بكثير، من إضعافها والوقوف وجها لوجه مع فوضى الآراء في الشارع، وهي فوضى عارمة نراها بكل هذه التعبيرات عن القضايا العادلة، أو تلك التي يظنها البعض عادلة برأيهم.
مناسبة الكلام كل هذه التعليقات على وسائل التواصل الاجتماعي، ومن خلال نخب سياسية وإعلامية حول الأحزاب الجديدة، التي بدأت بالتبلور في توقيت ما بعد تحديث المنظومة السياسية، وبعضها كان يخطط لقيامته السياسية، منذ سنوات، لكن الكل لا يصدق، والهجوم على أشده، ولا ثقة بوزير ولا عين ولا نائب، ولا حزبي، ولا أي شيء غير ذلك، والسبب بسيط، فقد احترقت الطبقة السياسية بشكل متدرج، ولم يتم إنتاج طبقة بديلة ذات مكانة ومصداقية.
وجود طبقة سياسية حيوية تدافع عن الناس، ولها تمثيل في الدولة، أمر لا يضر، وإزاحة أي أسماء ذات قيمة، يؤدي إلى إحلال أسماء ليست ذات قيمة، ولا يمكن نفخ الروح فيها، برغم كل المحاولات، فنحن من وأدنا النخبة السياسية بشكل متدرج، لصالح طبقة مصنوعة لا تنفع اليوم، لا في السلم ولا في الحرب.








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع