أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال للمستوطنين باقتحام المسجد الأقصى 5 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة اليوم 202 للحرب أسعار الخضار والفواكه في السوق المركزي الخميس الأردن على موعد مع حالة ماطرة استثنائية تستمر 10 أيام الاتحاد الأوروبي ومركز الدراسات الاستراتيجية يعقدان مؤتمر "الطريق إلى شومان" 1,223 مليار دينارا قيمة الصادرات الكلية للأردن حتى نهاية شباط الماضي خصم (تشجيعي) على المسقفات من بلدية إربد "آكشن إيد": غزة أصبحت مقبرة للنساء والفتيات بعد 200 يوم من العدوان على غزة بلدية برما في جرش: نسبة الإنجاز في مشاريع نُفذت وصلت إلى 100% إلقاء القبض على لص (الجاكيتات) في عمان مباراتان بدوري المحترفين الأردني الجمعة مهم من الضمان حول تأمين الشيخوخة المعلق خلال كورونا الاحتلال اعتقل 8455 فلسطينيا من الضفة الغربية منذ بدء العدوان 114 دعوى سُجلت لدى وحدة سلطة الأجور في وزارة العمل في الربع الأول من 2024 أكثر من 34.3 ألفا حصيلة الشهداء في غزة منذ بدء العدوان الإسرائيلي البيت الأبيض : نريد إجابات من إسرائيل بشأن المقابر الجماعية في غزة تطبيق نظام إدارة الطاقة في قطاع المياه 350 مستوطنا اقتحموا الأقصى خلال الساعة الأولى من بدء الاقتحامات نصراوين: حلّ مجلس النواب قد يكون منتصف تموز المقبل استشهاد الصحفي محمد بسام الجمل بغارة شرق رفح
(الكلاحة) السياسية
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة (الكلاحة) السياسية

(الكلاحة) السياسية

27-11-2021 06:01 AM

(الكلاحة) لفظ لا أصل له في قاموس اللغة العربية، هي كلمة من اللهجة الدارجة في فلسطين وبلاد الشام عموما، ويُقصد بها الشخص الذي لا يستحي أو ما في وجهه دم، أو ما يختشي كما يقول الأخوة في مصر، أو وجهه مقصِّدر كما يقول اخوتنا المغاربة، و المُكَلِح عكس الرجل الذي به سمة الحياء، وإن كان الحياء من مكارم الأخلاق فالكلاحة من أرذلها.

المُكَلِح كوكتيل من الصفات الممقوتة، فهو لا يستحي أو يخجل ووقح وغير مؤدب وجبان ومنافق وانتهازي وفاسد ومدعي معرفة، فالمكلح لا يتورع عن الكذب والنفاق دون أن يردعه دين أو قانون أو اخلاق أو حس وطني، وذلك لتحقيق مصالح خاصة. وهناك فرق بين الشجاعة والكلاحة، فالمكلح يتظاهر بأنه شجاع مراهنا على عدم معرفة الناس به أو جبن بعضهم أو كونه مسنوداً من جهة عليا، ولكنه في جوهره جبان رعديد وليس عنده حجة فيما يدعيه كما أن تصرفاته تضر بالآخرين، أما الشجاعة والجرأة فصاحبها يكون على حق وله خُلق نبيل وله حجته التي يُقنع بها الآخرين كما أن شجاعته لا تضر الآخرين.

المكلحون هم الذين نعتهم الرسول الكريم في أحد احاديثه بـ (الرويبضة)، وحذر منهم الأديب الكبير نجيب محفوظ عندما قال : "ويل للناس من حاكم لا حياء له”، فهؤلاء أكثر خطورة في مجال السياسة مما في العلاقات الاجتماعية، فأضرار المكلحين من الناس العاديين تمس البعض أما مخاطر واضرار المكلحين السياسيين فتمس عامة الناس وتضر بالمصالح الوطنية، والكلاحة السياسية لا تقتصر على الطبقة السياسية الحاكمة بل موجودة أيضا عند المعارضة السياسية، كما أن الكلاحة السياسية عند الطبقة السياسية في دول ومجتمعات خاضعة للاستعمار أو فقيرة تكون أكثر خطورة مما هي عند الدول المستقلة والمتحضرة.

نسبة كبيرة من النُخب السياسية العربية بما فيها الفلسطينية تتمتع بقدر كبير من الكلاحة السياسية حيث لا حدود لكذبها وكأن الشعب مجموعة من الجهلة أو المتسولين، تكذب في الحرب وتكذب في السلم، انتصاراتها أكاذيب ومنجزاتها اكاذيب، تكذب لأنها لا تخشى رادع يردعها، لا دين ولا أخلاق ولا قانون، والمصيبة أن المكلحين يعرفون أنهم يكذبون ويعرفون أن الذين يستمعون لهم ويصفقون لهم يعرفون أيضا أنهم يكذبون، ومع ذلك يستمرون في الكذب.

النخب السياسية المكلحة لا تستمع إلا لنفسها وما تمليه مصالحها ولا تستفيد من اخطائها أو تحاول تصحيح مسارها، وما بين هذه النُخب المكلحة والشعب شبه قطيعة، فكلاحتها تجعلها لا تحترم الشعب أو تخاف منه، كما أنهم يتصرفون وكأنهم المرجعية الدينية والمرجعية القانونية والمرجعية الوطنية وكل من يعاديهم يتم تصنيفه كخائن أو كافر أو جاهل أو ناكر للجميل.

الكلاحة السياسية في مجتمعنا أصبحت مستفزة لأن أضرارها لا تقتصر على الفساد والإفساد بل تتعدى ذلك للمس بالمصالح الوطنية العليا، وفي ظل غياب الانتخابات النزيهة سيبقى الشعب محكوما بالكلاحة والمكلحين، ولأنهم مكلحون فلا تؤثر عليهم لا المظاهرات المنددة بهم ولا المقالات والتغريدات والعرائض المطالِبة برحيلهم، وكما يقول المثل (إذا لم تستحي فأصنع ما شئت) وهم لا يستحون.

Ibrahemibrach1@gmail.com








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع