زاد الاردن الاخباري -
كتب تيسير الشماسين في رثاء الشّابّة المأسوف على شبابها المرحومة بإذن اللّٰه أريج ابنة الإعلامي محمد الطّراونة التي فاضت روحها إلى بارئها اللّطيف الرّحيم مساء ليلة ٢٠ / ١٠ بعد صراع مرير مع المرض الذي لم يقوَ على مقاومته جسدها الطّاهر ..
وتالياً نص الرثاء:
غــابَـتْ أَريـــجُ و غـــابَ الــضَّـوءُ و الـقَـمَرُ
و الـشَّـمسُ غـابَتْ و غـابَ الـنُّورُ و الـسَّحَرُ
غــابَـتْ كَـــأَنَّ بِـــهٰذي الأَرضِ مـــا خُـلِـقَتْ
أُنــثَـى سِــواهـا يُـحـاكـي طُـهْـرَهـا الـنَّـظَـرُ
غــابَـتْ كَـــأَنَّ دُمـــوعَ الـعَـيـنِ مــا ذَرَفَــتْ
إِلّا لِــتُـبـكَـى ، و يُــنـسَـى دونَــهــا الــبَـشَـرُ
غـــابَـــتْ و لَـــيـــتَ الـــمَـــوتَ يُــرجِـعُـهـا
يَــومــاً لِـيُـثـمِـرَ فــــي تَـشـريـنِـها الـشَّـجَـرُ
عُذراً مِنَ المَوتِ !.. هَل يا مَوتُ ما ارتَجَفَتْ
فــيـهـا يَـــداكَ و مِـنـهـا كُــنـتَ تَـعـتَـذِرُ ؟!..
عُـــذراً مِــنَ الـمَـوتِ !.. لــو تَــدري بِـعِـفَّتِها
مـــا طـاوَعَـنَّـكَ فـيـهـا الـقَـلبُ و الـبَـصَرُ !..
عُــــذراً لِأَركــــانِ إِيــمـانِـي فَــمَـا صَـنَـعَـتْ
هٰذي الـبَـريـئَـةُ كــــي يَـغـتـالَها الــقَـدَرُ ؟!..
لا .. لا اعــتِــراضَ ، و أَمــــرُ الــــلّٰهِ نَـقـبَـلُـهُ
و الأَجـــرُ لِـــلّٰهِ يُـجـزي فـيـهِ مَــنْ شَـكَـروا
لٰكِـــنْ مِــنَ الـنَّـاسِ مَــنْ يُـحْـكَى بِـغَـيْبَتِهِمْ
وَجـــداً ، و يَـنـطُقُ - إِنْ أَنـطَـقتَهُ - الـحَـجَرُ
غــابَـتْ أَريـــجُ .. و لَــمَّـا شَـمْـسُـها غــابَـتْ
غـــابَ الـصَّـباحُ و جَــفَّ الـغَـيثُ و الـمَـطَرُ
كَــــأنَّ تَــشـريـنَ فــــي أَعـقـابِـهـا رَحَــلَــتْ
عَــنــهُ الـحَـسـاسـينُ و الــدِّجَّـانُ و الـقُـمَـرُ
كَـــأَنَّــمَــا الـــلَّــيــلُ لا فَـــجـــرٌ سَــيَـعـقُـبُـهُ
و لَـــيــسَ يَــنــفِـرُ مِــــنْ أَعــقـابِـهِ سَــحَــرُ
يــــا أُمَّ أَحــمَــدَ لا تَــبـكـي فَــمَـا قَــصَـدَتْ
أَنْ تُــبْــكِـيَـنَّـكِ لٰكِـــــــنْ خــابَــهَــا حَــــــذَرُ
إِذْ يَـخْطِفِ الـمَوتُ مَـنْ فـي الـقَلْبِ مَعقَلِهُمْ
لا يُــدْمَــلِ الــجُــرحُ أَو يُــمـحَـى لَـــهُ أَثَـــرُ
كَـــمْ مِـــنْ عَــزيـزٍ فَـقَـدنَـا فـــي مَـسِـيـرَتِنا
و كَــــمْ تَــراكَـمَ فـيـنـا الــحُـزنُ و الـحَـسَـرُ
فَــــــهٰذِهِ الــرِّحــلَــةُ الــمَــعـلـومُ آخِـــرُهَـــا
لا تُـــؤمَــنَــنَّ عــــلـــى أَدرابِـــهـــا حُـــفَـــرُ
لِــلــكُـلِّ فــيــهـا و مَــهْـمـا سَــــارَ حُــفْـرَتُـهُ
و الــكـل فـيـهـا عــلـى مـــا ســـارَ يَـنـتَـظِرُ
آهٍ مِــــنَ الــمَــوتِ كَــــمْ دَكَّــــتْ مَـفَـاجِـعُهُ
قَــلْــبَـاً ، و أُهـــمِــلَ فــي بَلــواهُ يَـنـفَـطِـرُ !
مــاتَــتْ أَريــــجُ و فــــي أَفــكــارِ أُسـرَتِـهـا
تَـبقَى الـحَكايا ، و بَـعضُ الـعِطرِ و الصُّوَرُ ..