أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الأردن .. أكثر من 12 ألف عملية لعلاج السمنة سنويا ماليزيا .. 10 قتلى بتصادم مروحيتين عسكريتين ضبط مركبة تسير بسرعة 195 على طريق المطار البنك الدولي يحذر من تخلف الأداء الاقتصادي لمنطقة الشرق انخفاض سعر الذهب نصف دينار في السوق المحلي أبو نقطة: رأس المال في قطاع الثروة الحيوانية يقدر بمليار دينار خبير أردني: أسعار البنزين ستصل لأعلى مستوى منذ أكتوبر الثلاثاء .. درجات حرارة صيفية وأجواء حارة نسبياً جامعات أمريكية جديدة تنضم لحراك دعم غزة .. واعتقال عشرات الطلاب (شاهد) أمير الكويت يبدا بزيارة تاريخية للمملكة اليوم المساحة والقسط والفوائد .. كل ما تريدون معرفته حول الأراضي التي تعرضها الحكومة بالتقسيط (فيديو) إسرائيل تتهم مصر بتهريب السلاح للقطاع .. والأخيرة ترد الحرارة بالأردن أعلى من معدلاتها بـ10 درجات في الأيام المقبلة %23 من مراهقي الأردن يعانون الاكتئاب الحاد نصراوين : الحكومة يجب أن تستقيل في هذه الحالة بن غفير يحرّض على إعدام الأسرى الفلسطينيين الأمم المتحدة تدعو لتحقيق بشأن مقابر جماعية بغزة إنتر يحسم الديربي ويتوج بالاسكوديتو بينهم رئيس الأركان وقادة كبار .. توقعات بموجة استقالات واسعة في جيش الاحتلال الوزير الخريشة يحسم الجدل حول قانون الأحزاب والانتخاب
زيتون أخضر وأسود

زيتون أخضر وأسود

21-10-2021 05:03 AM

ذات حصة كيمياء في المرحلة الثانوية دخلنا الى مختبر المدرسة، وشرع الأستاذ في تحضير فحص كيميائي من مقررات المرحلة، لا اذكر ما هو، وبدأ في إضافة المواد لبعضها وهو يقول:
- والان، وبعد انتهاء عملية التفاعل سوف يتبقى لنا في أسفل الدورق، راسب زيتوني اللون.
وكما في كل عام كان الأستاذ يفشل في تحضير الراسب الزيتوني، حيث لا يتبقى في الدورق –كما في كل عام-سوى طفحات أشبه ما تكون بالغبار عديم اللون.
وكما في كل عام ، كان أحد الطلاب يسال الأستاذ ، بسخرية ملحوظة:
- زيتون أسود والا أخضر استاذ؟؟
وكما في كل عام كان الأستاذ يشعر بروح السخرية الموجهة اليه، سيما وأن الطلاب- بعد السؤال- كانوا يشرعون في الضخك بطريقة شبه هستيرية. لذلك كان الأستاذ يحوّل الطالب (ابو الزيتون) الى المدير لتأديبه.
وكان المدير- كما في كل عام- يستمع الى الأستاذ ، ويحتجز الطالب بغضب امام الأستاذ ، ويعود الأستاذ الى مختبره مزهوا بإنجازه – في تأديب الطالب- . وكان المدير – كما في كل عام-يبتسم بحزن بعد ان يخرج الأستاذ.
لنتخيل أن هذا الأستاذ، هو المصلح العربي، من كافة الأنواع والأصناف، فقد يكون مصلحا سياسيا او اقتصاديا أو علميا أو اجتماعيا، وقد يكون علمانيا أو متدينا، قوميا أو ماركسيا، ليبراليا ام نيوليبراليا أم.... أم.... أم .
المصلح العربي، المثقف العربي، المفكر العربي ...سمّه ما شئت، يتعامل مع فشله-مهما كانت ايديولوجيته-في كل مرة بذات الطريقه، ولا يعيد التفكير في الخطوات التي أدت به الى الفشل في النهاية – كما يحصل مع استاذ الكيمياء-بل يعتمد ذات الأسلوب ويهرب من مشكلته ليلوم الآخرين، ويحاول معاقبتهم بسبب فشله هو بالذات.
قال توماس اديسون ذات يوم ما معناه بأنه لا يسمي تعطّله عن الوصول الى النتيجة في ألف محاولة فشلا ذريعا، بل يعتبرها ألف طريقة تم استبعادها عن الطريق التي تؤدي الى الوصول للحل الصحيح، بالتالي أصبح الطريق سالكا لغايات الوصول الى الهدف، وهكذا نجح الرجل في الوصول.
أما المفكر العربي، فما يزال منهمكا في البحث عن أسباب خارجية لفشله، دون محاولة البحث عن الخلل في خطوات العملية التي أدت إلى الفشل في الوصول إلى الراسب الزيتوني. ولن تنتهي دائرة الطباشير التي ندور بداخلها، إلا إذا تمرد التلاميذ، وأرسلوا الأستاذ إلى المدير لتأديبه، ثم شرعوا في إعداد الخطوات بأنفسهم.
بالمناسبة.
-هل تقصد الزيتون الأسود أم الأخضر، يا استاذ؟








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع