كتب - الدكتور أحمد الوكيل - فتح الأردن أبواب الهيمنة الأمريكية بالعصر الجديد على مصراعيه، ودخل متحديا خطاب الفوضى الخلاقة، بخطوات ملكية واثقة دشنتها خلوة واشنطن التي جمعت الرئيس الأمريكي بايدن بضيفيه الكبيرين جلالة الملك عبدالله الثاني المعظم حفظه الله ورعاه ونجله سمو ولي العهد.
ويبدو أنها خطوة لها ما بعدها، فصديق الملك القوى بواشنطن كما وصف نفسه الرئيس بايدن، حينما سئل عن ظروف الأردن بالفتنة الأخيرة، قدم دعما غير محدود لصديقه الأقرب من بين كل زعماء المنطقة.
وحتى تتضح الفكرة أكثر، فقد صرح بوش الابن البار لنظرية الفوضى الخلاقة والتي دشنتها وزيرة خارجيته كونداليزا رايس، فيما بعد احتلال العراق ٢٠٠٣، اقول صرح هذا الزعيم الكونيالي القديم، بأن الانسحاب من أفغانستان لا يليق بالامبراطورية الأمريكية العظمى.
وهنا نؤكد المؤكد أن الأردن قد عانى الأمرين منذ سقوط بغداد ولا زال، وبلغت الأمور ذروتها بعهد الرئيس المعزول ترمب بصفقة القرن وتوابعها الجنونية على مستقبل المنطقة والعالم بأسره.
صمد الملك عبدالله الثاني المعظم وصمد الأردن بوجه الفوضى الخلاقة وصفقة القرن وكل المخططات الشريرة لاستلاب أمنه وأمانه ورغيف خبز مواطنيه، وهدم المشروع الكولينالي باستباحة المشرق العربي، تفتيتا واسرلة وهرولة نحو التطبيع المجاني مع الدولة العبرية، وقد وصل الأمر ذروته بعهد الرئيس أوباما الذي ما توانى ووزيرة خارجيته هيلاري كلينتون بالسحب من رصيد الإسلام السياسي عبر بوابة تركيا والإخوان المسلمين وتم تفجير بركان الربيع العربي لهذه الغاية.
الا ان الاستدارة الحالية للإدارة الأمريكية الجديدة نحو عمان وقيادتها المحنكة يشي بأن الأردن مقبل على دور استراتيجي وامني يمتد من حقول النفط والغاز الطبيعي المسال في الخليج العربي وحتى وأد زراعة الخشخاش والمخدرات في أفغانستان، أن لم نقل الحد من زراعة هذه الآفة من قبل حزب الله في البقاع اللبناني، وإذا تحدثنا عن تهديد المخدرات فهو الرديف الموضوعي لتجارة الأسلحة والإرهاب وكل أشكال خرق القانون الدولي.
يمتلك الاردن واحد من أقوى جيوش العالم، ولا شك أن استخبارات الدولة الأردنية الهاشمية، تستطيع إدارة هذا الملف الدولي الشائك من مطار كابول وحتى كبح جماح بوكو حرام المتشددة في كل أفريقيا.
بقى ان يلمس المواطن الأردني ورجل الشارع آثار هذا التعاون النوعي والمميز بين القياديين الأبرز في عالم اليوم على مستوى العالم وأعني الرئيس بايدن وسيدنا حفظه الله ورعاه وان غدا لناظره قريب.