زاد الاردن الاخباري -
علمت "الغد" ان مشروعا لإقامة محطة تحلية مياه جوفية مالحة، سيدشن في الجامعة الهاشمية بالزرقاء بحلول تموز (يوليو) المقبل، وهوثمرة لـ "مشروع أميركي- إسرائيلي- أردني" لتحلية المياه، وينفذ بالتعاون بين جامعات الهاشمية وكولارادو الأميركية وبن غوريون الإسرائيلية.
المشروع كان بدئ العمل به في 1/1/2009 بتمويل من حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وبناء على طلب من جامعة كولارادو، ويهدف الى تحلية مياه جوفية مالحة في الأردن واسرائيل.
واقر الخبير والباحث في مجال تحلية المياه والمسؤول عن المشروع في الجامعة الهاشمية د. موسى محسن لـ "الغد" بوجود المشروع، لكنه قال ان "الجانب الأردني في هذا المشروع تمثله وزارة المياه/ سلطة المياه، وهي الجهة التي تعمل على بناء محطة التحلية بالتعاون مع الجامعة الهاشمية، وان الجامعة تغطي فقط الجزء العلمي والبحثي في المشروع".
واشار الى ان المشروع يهدف الى إنشاء محطتي تحلية للمياه، واحدة في الأردن وأخرى في إسرائيل، موضحا انه "تم بالفعل بناء محطة تحلية تجريبية في اسرائيل بمنطقة بئر السبع منذ عدة اشهر، فيما سيتم بناء المحطة الأردنية خلال شهرين، داخل حرم الجامعة". ونفى محسن وجود تعاون مباشر بين جامعته وجامعة بن غوريون، وقال ان "كل دولة تعمل على حدة مع الطرف الأميركي"، وان جامعة كولارادو هي "المنسقة للمشروع" و"ستنقل هذه التكنولوجيا للجامعة الإسرائيلية، تماما كما ستنقلها للجامعة الهاشمية".
ويعتبر منظرو المشروع ان المحطة تعتمد على ادخال تكنولوجيا "حديثة جدا" في مجال تحلية المياه "لم يسبق استخدامها في العالم"، بينما دافع محسن عن جدوى المشروع بقوله ان هذه التكنولوجيا "سترفع نسبة المياه المستردة عند التحلية من 60 - 95%، وان الاردن بحاجة لهذه التكنولوجيا لأن مصادر المياه لديه محدودة، ومضطر لتحلية المياه الجوفية".
وحول الجهة التي ستنفذ بناء وتركيب المحطة، اشار محسن الى ان شركة اردنية خاصة، رفض ذكر اسمها، ستقوم بهذه العملية "على مساحة صغيرة داخل الجامعة"، وان الجامعة والمنطقة المحيطة سيستفيدان من المياه المحلاة، معتبرا ان ثمة فائدة اخرى للمشروع، تتعلق بالبحث العلمي، بحيث تسعى الجامعة الى توطين هذه التكنولوجيا محليا.
وتعد كمية المياه المتوقع تحليتها عبر المحطة، متواضعة، حيث من المتوقع ان تنتج 50 مترا مكعبا فقط يوميا. ويدافع محسن عن هذا المشروع، الذي تعده فعاليات شعبية ونقابية وحزبية عملا "تطبيعيا" مع اسرائيل، معتبرا ان "المشروع يوفر فرصة لبناء محطة مجانا، والاستفادة من بحث علمي وتكنولوجيا حديثة"، متسائلا "لماذا لا نستفيد منها"!؟
واشار محسن الى ان من المتوقع ان تعمم تجربة انشاء مثل هذه المحطة "في حال نجحت التجربة في الجامعة" في اماكن اخرى بالاردن، لافتا الى ان كلفة المحطة التجريبية تصل الى نحو 130 الف يورو.
الى ذلك، نشرت صحيفة "جيروسالم بوست" الاسرائيلية، مقابلة صحافية مع طالب دكتوراة اردني يدرس في جامعة بن غوريون، تخصص "تحلية المياه"، وصفته الصحيفة بانه اول طالب دكتوراة اردني يدرس في اسرائيل!
وهذا الطالب، الذي لم يتردد في الحديث بتباهٍ مع الصحيفة العبرية، قال في المقابلة ان قرار إكمال دراسته العليا في النقب باسرائيل "كان صعبا"، في ظل معارضة عائلته واصدقائه، زاعما ان المياه "يمكن ان تستخدم جسرا لردم الفجوة بين العرب والاسرائيليين في المستقبل". وقال "نستطيع ان نروج للسلام بطريقة غير مباشرة"، متجاهلا في مقابلته الاعتداءات الاسرائيلية المتواصلة على الشعب الفلسطيني وحقوقه التاريخية والسياسية.
وكان هذا الطالب تخرج في الجامعة الهاشمية بدرجة البكالوريوس، ووصل الى اسرائيل العام 2007 لينخرط في برنامج لمدة عام في مركز النقب للدراسات البيئية، ثم انتقل الى معهد "زوكربيرغ" لدراسات المياه في جامعة بن غوريون لإكمال دراساته العليا.