رفض أعضاء الحراك الشبابي الذي اعتدت قوات الدرك عليهم أمس الاول في بلدة الكرامة أن تتحدث المعارضة المرخصة باسمهم خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد بالتزامن مع اعتصام نقابي وحزبي امام وزارة الداخلية.
وسمع حزبيون ونقابيون وأعضاء في لجنة الحوار الوطني من الشباب كلاما قاسيا, متهمين إياهم بمحاولة خطف المؤتمر الصحافي الذي دعت إليه يوم أمس اللجنة الشعبية لاحياء ذكرى النكبة.
وكان نقابيون وحزبيون حضروا الى المؤتمر الصحافي الذي اعقبه اعتصام بيافطات واعلام, في مشهد أثار الريبة في نفوس أعضاء اللجنة الشعبية لاحياء ذكرى النكبة.
ولم يدع الشباب, الذين أقنعهم نقابيون بتنظيم المؤتمر أمام وزارة الداخلية بدلا من ساحة مسجد الكالوتي, ممثلين عن الاسلاميين واليساريين والقوميين من إلقاء كلماتهم التي جرى إعدادها سابقا, وواصلوا هتافاتهم خلال القاء الكلمات, فيما صرخ آخرون بالحزبيين والنقابيين: "أين كنتم عندما اعتدي علينا".
ومن الهتافات أيضا:"لا احزاب ولا نقابات ملينا من الخطابات", و "وين كنتم مبارح وين" في إشارة إلى تغيب المعارضة بشقيها الاحزاب والنقابات عن مسيرة العودة التي نظمت امس وحاول المشاركون فيها الاقتراب من الحدود مع فلسطين, الا ان رجال الامن فرقوهم بالقوة.
وهتف المشاركون في المؤتمر الصحافي, كما كان مقررا في السابق بشعارات من قبيل: "يا سرور يا سرور احنا مواطن مش صرصور", و "شعب الاردن متحدين لتحرير فلسطين".
وفي مقابل هذه الشعارات حمل النقابيون والحزبيون يافطات عريضة: "أقوال الحكومة مع العودة, وافعال الحكومة مع التوطين", و "حكومة البخيت تحدثت عن حق العودة وتمنع فعاليات الشعب نحوها" "موقف الحكومة تكريس للوطن البديل".
اما اليافطات التي حملها شباب اللجنة فكانت على ورق "A3" جاء فيها: العشائر الاردنية مع حق العودة لا مع التوطين", ايها الامن العرمرم, اين كنت عندما هرب شاهين بالملايين".
وقال أحد الشباب إن محاولات زج العشائر الاردنية وكأنها رافضة لحق العودة وأنها مع الوطن البديل أمر مرفوض, مشيرا إلى أن سكان المنطقة لم يقوموا باطلاق الرصاص على المسيرة, وأن من كان يرتدي الزي المدني او الدشاديش هم من رجال الدرك أيضا.
وفي بيان وزعه الشباب على الصحافيين أدانت لجنتهم "ما أقدمت عليه القوى الأمنية من قمع شديد لمتظاهرين شباب أصيب عدد منهم معظمهم من اللاجئين وأنصارهم من الاردنيين والمتضامنين الاتراك خرجوا بشكل عفوي يحملون الاعلام الاردنية والفلسطينية, وفي طريقهم الى الحدود الاردنية الفلسطينية لتأكيد حق العودة ورفض الوطن البديل ذلك المطلب الذي يؤكده الملك والحكومة والشعبين الاردني والفلسطيني والشعوب العربية".
وقال البيان: "بعث القمع - الذي ترافق مع اطلاق عدد من البلطجية لمهاجمة المتظاهرين أولا ثم تكسير سياراتهم وحافلاتهم لالحاق أشد الاذى بهم وردعهم عن القيام بفعاليات مشابهة - برسالة خطأ مفادها ان الاردن لا يرحب بحق العودة ولا يسمح بالاقتراب من خطوط التماس مع العدو الصهيوني كما حصل في لبنان وسورية ومصر وغزة والضفة الغربية".
واشار البيان الى "ان هذا التصرف لا يستقيم مع قانون الاجتماعات العامة في الاردن من جهة ولا مع التزامات الاردن بحقوق الانسان من جهة اخرى ولا مع الجهود المتصاعدة في دول الطوق وفي العالم اجمع التي تعمل على وضع حد لمأساة اللاجئين الفلسطينيين التي طال امدها كثيرا".
وأهابت اللجنة الشعبية لاحياء ذكرى النكبة بالحكومة الاردنية محاسبة المسؤولين عن هذا القمع, مؤكدة ان الوقت قد أزف لإزاحة الغبار عن قضية اللاجئين واخراجها من دهاليز الدبلوماسية والمفاوضات العقيمة فثمة لاجئون يصرون على العودة بعد غياب قسري طويل الى بيوتهم وديارهم".