أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الخميس .. الأجواء الحارّة تصل ذروتها مع تزايد نسب الغبار أبو زيد: المقاومة أسقطت نظرية ساعة الصفر 49 % نسبة الخدمات الحكومية المرقمنة مصر: أي خرق إسرائيلي لمعاهدة السلام سيتم الرد عليه بشكل حاسم وزارة التربية تدعو عشرات الأردنيين لمقابلات توظيفية (أسماء) الاحتجاجات الطلابية على الحرب في غزة تصل ولاية تكساس الأمريكية (شاهد) 3 شهداء وجرحى جراء قصف الاحتلال غزة والنصيرات الحالات الدستورية لمجلس النواب الحالي في ظل صدور الارادة الملكية بتحديد موعد الانتخابات النيابية "القسام": قصفنا قوات الاحتلال بمحور "نتساريم" بقذائف الهاون توجيه الملك نحو الحكومة لدعم المستقلة للانتخابات يؤشر على بقائها المعايطة: يجب أن ترتفع نسبة المشاركة في الانتخابات -فيديو الهيئة المستقلة للانتخاب: الأحزاب ستنضج أكثر حزب إرادة يثبت قوته في الإدارة المحلية بحصده 9 محافظات نتائج انتخابات رؤساء مجالس المحافظات ونوابهم .. أسماء القسام تقنص ضابطا صهيونيا شمال بيت حانون / فيديو القناة الـ13 الإسرائيلية: سكرتير نتنياهو وزع وثيقة سرية لفرض حكومة عسكرية بغزة الاحتلال يقتحم مدينة يطا جنوبي الخليل. بن غفير يواجه هتافات استهجان من عائلات الأسرى بالقدس وفيات واصابات بحادث تدهور في وادي موسى العاصمة عمان .. (34) درجة الحرارة نهار الخميس
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة "بين مسلة مشيع وصخرة عراعر صرخة ألم"

"بين مسلة مشيع وصخرة عراعر صرخة ألم"

20-12-2020 03:17 AM

عندما خط الملك مشيع إنتصاراته على ملك إسرائيل (عمري )آن ذاك قبل الميلاد بأكثر من ثماني قرون لم يدر بخلده أننا سنحطم تلك المسلة بحرقها ومن ثم صب الماء البارد لتكسر إربا إربا .
لقد خطها على تلك الصخرة البازلتية السوداء لتكون لنا مرجعا نعود إليه لنتعرف على ماذا كان هناك وماذا حصل ، وكما هي مادبا التاريخ الزاخرة بآثارها والتي تعتبر مدرسة الفسيفساء الأقدم وأم اللوحات النادرة الأنيقة بجمالياتها والتي ينبض كل شبر من أرضها بحكاية وتاريخ والتي تتحدث كل تلة عن ماض عريق وعبور صنع الكثير من أحداث التاريخ وحتى يومنا هذا .
لكن تلك المسلة أنقذت بأيد أجنبية للأسف من خلال الملحق الثقافي الفرنسي في القدس في تلك الفترة والذي كان مهتما بالآثار ودراستها ، حيث لملم جراحاتها وكسرات فتاتها وتم نقلها لباريس ليصار إلى إعادة ترميمها وإصلاحها وهي الآن تجثوا في متحف اللوفر الفرنسي بسلام ونحن هنا نستمتع بنسخ مقلدة لها في متاحف مادبا الأبية والكرك الشماء .
مؤلم ما صدر منا ومن بعض من ظنوا أنها قد تحتوي ذهبا ففعلوا فعلتهم وهنا أنا لا ألقي باللوم عليهم فببساطة التفكير آن ذاك وطمع الإنسان ووهج المعدن الأصفر كان سيد الموقف آنذاك لكن العتب الأكبر هو على الحكومات والمسؤولين آنذاك الذين كان عليهم التنبه لأهمية مثل تلك الآثار والتي تعتبر كنزا تاريخيا يسعى العالم لاقتناءها بأغلى الأثمان لأنها تشكل ثروة سياحية جاذبة لمن يبحثون عن متعة تلك المخلفات وسجلا علميا لمن يريد توثيق التاريخ وأحداثه التي مرت بها المنطقة منذ فجر التاريخ .
أما (صخرة عرار) أو صخرة ذيبان والتي تطل بمنظر خلاب آسر على وادي الموجب ومنطقة الهيدان وسد مياه الجنوب هناك ، فهي حكاية القرن الحادي والعشرين حيث الوعي التام المفترض وحيث الإدراك العميق بأن مثل هذه الشواهد الطبيعية والتي حبانا بها الله كلغة مباشرة تتحدث عن فرادة بلادنا في جغرافيتها وجمالية تضاريسها التي صنعتها الطبيعة بيد من محبة لننعم بها نحن الحاضرون مستمتعين بجلال المشهد وندرته في تآلف حصري لمناطق الجنوب الأغر وخاصة في فصل ربيعنا القصير الخاطف .
هذه الصخرة وبكل ألم جعلوا إطلالتها مشوهة بسواد مفتعل وبحرق شابه ما حدث لمسلة مشيع تاركين بصمات من سواد وتكسير وخراب لم نفقه كأردنيين ما هو دافعهم لفعل ذلك فهي لا تحتوي اي نقش أو حروف تستفز مشاعرهم ليفعلوا ذلك هي ظاهرة طبيعية جميلة تطل بدلال على سحر جنوبنا لا تؤذي أحدًا بل ترحب بكل زائر يقصد الراحة ويقصد الخلاء مع ذاته وهدوء المكان .
وهنا يستحضرني عتب كبير على وزارة السياحة ومخططي الإستثمارات الذين غفلوا عن حراسة هذه المناطق وحفظ هذه الشواهد ولو بسياج أو بوجود حارس لمنع مثل هذه الأحداث التي تجرح وتؤذي كل من يؤمن بأهمية وجودها ومثل هذه الأفعال لا يمكن أن تكون سوى أعمال تنم عن جهل وعدم معرفة قبل أن تكون مقصودة بمعنى التخريب فنحن أبناء حضارات مرت على أرضنا وتركت الكثير من بصماتها مما استأمنته لنصونه ونبقيه للعالم ولنتعامل معه بكل رقي منظومتنا التربوية والأخلاقية التي يعرفنا بها العالم أجمعين .








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع